فتح، الإثنين، وزير التربية الوطنية، عبد الحكيم بلعابد، وعلى هامش إعطاء إشارة انطلاق امتحانات “البيام” عدة ملفات ثقيلة بالقطاع، وكشف عن مستجدات الدخول المدرسي المقبل بداية بالكتب المدرسية وإدماج قرابة 46 ألف حامل للشهادات بالمدارس، فضلا عن تدابير “جديدة” لمنع اجتياز تلاميذ الجنوب “البيام” و”الباك” في أجواء حارة، إضافة إلى العودة إلى امتحان “السنكيام” بمقاربة جديدة، مع التطرق إلى جديد “الباك” وتدريس الإنجليزية في الابتدائي.
وأعطى وزير التربية الوطنية، عبد الحكيم بلعابد، صباح الإثنين، إشارة انطلاق امتحان شهادة التعليم المتوسط دورة جوان 2022، من ولاية تقرت، بمركز الإجراء الكائن بمتوسطة المجاهد تمارن محمد، وكانت بداية امتحانات شهادة التعليم المتوسط، مع مادة اللغة العربية والفيزياء في الصبيحة ومادتي التربية الإسلامية والتربية المدنية في الفترة المسائية، حيث تنفس من خلالها الممتحنين الصعداء بعد أن كانت المواضيع بردا وسلاما، باستثناء مادة الفيزياء التي استصعبها الكثيرون. وطمأن بلعابد في كلمته، أن أجواء انطلاق الامتحانات، كانت في ظروف جيدة وملائمة، قائلا “رغم أن كورونا آيلة للزوال إلا أنه لم يتم التخلي عن الإجراءات الوقائية، لأن الجزائر حريصة على سلامة أبنائها وهي من الدول الأولى التي بادرت بها”، مشيرا في المقابل أن الإعلان عن نتائج امتحان شهادة التعليم المتوسط “البيام” سيكون نهاية جوان الجاري، مضيفا أن هذه السنة تم رفع عدد مراكز إجراء الامتحانات الرسمية من 2500 إلى 2821 مركز إجراء، كما تم رفع عدد مراكز التجميع والتصحيح من أجل تقريب التلاميذ والأساتذة وحتى المؤطرين. وكشف أن رفع عدد مراكز الإجراء والتصحيح جاء تطبيقا لتعليمات الوزير الأول، من أجل بذل مجهود إضافي لفتح مراكز عندما تستوفي الشروط من أجل تقريب التلاميذ والمؤطرين والمصححين خاصة في الولايات الجنوبية نظرا لشساعتها. وبخصوص تخفيض معدل الانتقال، قال الوزير، أن المرافقة التي يجب مساعدة التلميذ بها، هي المرافقة النفسية ولا يوجد مساعدة في التحصيل العلمي، خاصة وأن السنة الدراسية تمت في ظروف عادية، ولا تخفيض للانتقال للطور الأعلى. وفيما يخص “الغش” في الامتحانات، قال الوزير، أن الظاهرة تراجعت، مؤكدا أن “قطع الأنترنت لم يتم، مشيدا بـ”العمل الكبير الذي تقوم به الدولة عبر عمليات التحسيس التي تبادر بها مختلف الأجهزة بما في ذلك الأساتذة”، كما أكد أن “الإجراءات الصارمة التي تم اتخاذها وعلى وجه الخصوص قانون مكافحة الغش، مكّنت من وضع حد لهذه الظاهرة، حيث ساهم هذا القانون في التعاطي بالسرعة والكيفية اللازمتين مع كل مظاهر الغش وبشكل فوري”. ونوّه الوزير بالتعاون والتنسيق الموجود مع وزارة العدل، لافتاً إلى العمل الذي تضطلع به لجان ولائية مختصة تملك من الصلاحيات القانونية والجزائية والمدنية ما يخول لها تنفيذ القانون بالتنسيق مع قطاع التربية”، قائلا “لا نحبذ إطلاقاً اللجوء إلى هذه الإجراءات لكن إذا اقتضى الأمر، سيتم تطبيق القانون ضد كل من يمارسون الغش، وبالتالي المساس بمصداقية الامتحانات في الجزائر”.
إعادة النظر في تواريخ “الباك” و”البيام” لحماية مترشحي الجنوب من الحرارة
وبخصوص صعوبة إجراء الامتحانات الرسمية بالجنوب في شهر جوان بسبب ارتفاع درجة الحرارة وحول مقترح تنظيم نسختين من امتحانات شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا، قال بلعابد “إن توحيد الامتحان يحافظ على مبدأ تكافؤ الفرص، موضحا أن الوصاية سبق وأن جربت تنظيم نسختين للبكالوريا واحدة للشمال وأخرى للجنوب لتفادي درجات الحرارة المرتفعة، إلا أن الأمر باء بالفشل وبلغ درجة التشكيك في مبدأ تكافؤ الفرص بين النسختين، مضيفا أنه يمكن إعادة النظر بشكل طفيف في التواريخ لحماية المترشحين بالجنوب من ارتفاع درجات الحرارة”. وأعلن الوزير في المقابل، عن جديد امتحان نهاية الطور الابتدائي، مشيرا أن مصالحه ستعتمد نظاما جديدا للانتقال من الابتدائي إلى الطور المتوسط بداية من السنة الدراسية القادمة، يتميز بوضع التلاميذ في أريحية بعيدا عن ضغط أجواء الامتحانات السابقة وكذا زيادة فرص نجاحهم، خاصة وأن الهيئات المختصة سجلت أن السنة الأولى متوسط تعرف أكبر نسبة رسوب، نظرا لصعوبة الانتقال بالسلوكات والذهنيات للتلاميذ من برنامج لبرنامج آخر، وهو ما يستدعي إعادة النظر، مبرزا أن امتحان نهاية مرحلة التعليم الابتدائي سينظم ابتداء من السنة الدراسية القادمة بمعطيات ومقاربة جديدة. كما أعلن الوزير، عن العمل لإعادة النظر في عدة جوانب في امتحان البكالوريا وشهادة التعليم المتوسط بمراجعة المعاملات لتفادي تضخيم العلامات، ورد في شان طرح إدراج تدريس اللغة الإنجليزية في الطور الابتدائي، بـ”عندما يكون هناك جديد سيتم الإعلان عن ذلك”.
إدماج 45 ألف حامل للشهادة و36 ألف منصب لترقية الأساتذة
وعن ملف إدماج حاملي الشهادات في قطاع التربية، قال الوزير، أنه قد تم إدماج كل الراغبين في هذه العملية، حيث تم إدماج 45714 موظفا في رتب تتيح لهم الترقية لاحقا، فيما تم تخصيص 52 ألف منصب للترقية، منها 36 ألف منصب للأساتذة بعنوان سنة 2022، مشيرا أنه سيتم فتح هذه السنة 52 ألف منصب للترقية بعنوان سنة 2022. كما أشار بلعابد، إلى الترقية من الرتبة القاعدية إلى أستاذ رئيسي ومن أستاذ رئيسي إلى أستاذ مكوّن. فضلا عن الترقية في الرتب الإدارية. مشيرا إلى أنه تم إرسال المناشير إلى مديريات التربية عبر الوطن وسيتم وضعها في الموقع الخاص بالوزارة قريبا. أما بخصوص الزيادة في أسعار الكتب المدرسية، فأشار بلعابد، إلى أن سعر الورق ارتفع في الآونة الأخيرة، وبالرغم من ذلك، فإن أسعار الكتب لن تعرف أي زيادة لأنها تشكل استهلاكا واسعا في النظام التربوي. وفيما تعلق بالنظام الدراسي المعتمد خلال السنة الدراسية 2022-2023، فقال بلعابد، إن مصالحه ستقرر ما إن كان سيتم الإبقاء على نظام التفويج أو العودة لنظام الدراسي العادي عقب المشاورات مع الجهات المختصة.
سامي سعد
