عبر الناخب الوطني، جمال بلماضي، عن غضبه من الوضعية الكارثية التي آلت إليها أرضية ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة قبل مواجهة جيبوتي الخميس في افتتاح تصفيات كأس العالم، واصفا ما حدث بعملية التخريب المبرمجة، مشيرا إلى أن “الخضر” سيدخلون اللقاء بتركيز كبير وبعيدا عن أي تساهل، في حين أكد أن لعب المباراة المقبلة أمام بوركينافاسو في المغرب لن يكون مشكلا، رغم قطع العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر والمغرب.
وقال بلماضي خلال الندوة الصحفية التي عقدها، أمس، بمركز تحضير المنتخبات الوطنية بسيدي موسى، تعليقا على وضعية ملعب مصطفى تشاكر: “في شهر جوان قررت بمعية اللاعبين أن نواصل اللعب على ملعب مصطفى تشاكر بحكم الحالة الجيدة التي كان عليها عشبه”، وتابع: “اليوم، لاحظ الجميع الحالة الكارثية التي أصبح عليها عشب الملعب الرئيسي، إنها مكيدة بكل تأكيد”. وواصل: “يبدو أن البعض هنا يرفض أن يلعب منتخب الجزائر في ملعب يليق بسمعته، لست من أنصار نظرية المؤامرة، أنا فقط بصدد تحليل الموقف، أرضية الميدان تعرضت للتخريب هذا هو شعوري”، وأتم: “عندما أشاهد ما يحصل عندنا، أفكر في بعض الأحيان في اللعب خارج الجزائر”، ويمثل ملعب مصطفى تشاكر حصنا منيعا لـ”محاربي الصحراء”، حيث لم يعرف فيه طعم الهزيمة منذ بداية الاستقبال فيه عام 2008، حيث خاض فيه 40 مباراة، حقق خلالها 34 فوزا و6 تعادلات.
إلى ذلك، وعن مباراة جيبوتي أكد بلماضي: “نحن جاهزون للمباراة، وسندخلها بتركيز عال كما لو أننا سنلعب نهائي كأس إفريقيا”، مضيفا: “علينا احترام المنافس مهما كان اسمه من أجل مواصلة النتائج الإيجابية وسلسلة اللاهزيمة المتوقفة حاليا عند الرقم 27”. وتابع: “لم نكن لنحقق هذا الرقم لو لم نعمل بجدية كبيرة ونحافظ على تركيزنا ومتطلبات المستوى العالي في ثبات المستوى”، وتابع: “بالطبع هدفنا التأهل إلى كأس العالم.. لقد قلت للاعبين إن تصفيات الدور الثاني هي بطولة مصغرة لمدة 3 أشهر وعلينا إنهاؤها في المركز الأول وبعدها سنفكر في مباراة السد”، مضيفا: “كما طلبت منهم التركيز وعدم تضييع هذه الفرصة، لأن هناك بعض اللاعبين الذين سيلعبون آخر فرصة لهم من أجل التواجد في المونديال”، وأردف: “وحتى للاعبين الأصغر سنا طلبت منهم الحذر من القول بأن لديهم فرصة أخرى.. لأننا لا يمكننا أن نعرف متى تتكرر الظروف الحالية والتواجد ضمن منتخب بمثل القوة الحالية”.
من جهة أخرى، نفى بلماضي أن يكون هو واللاعبين تحدثوا عن مكافأة التأهل إلى كأس العالم مع مسؤولي الاتحاد أو اشترطوا أي شيء بخصوصها، على عكس ما يحدث في منتخبات إفريقية أخرى، وقال بهذا الخصوص: “أود أن أدلي بشهادتي في هذه النقطة، فخلال كأس أمم إفريقيا 2019 لم يتحدث اللاعبون لا عن المنح أو المكافآت، إلى غاية 48 ساعة من مباراة كينيا وبعد استدعائهم من رئيس الاتحاد آنذاك”، مضيفا: “لقد تم الاتفاق آنذاك بعد اجتماع دام 10 دقائق فقط.. اللاعبون لا يفكرون في الأموال على الإطلاق”، كما نفى أيضا وجود أي خلاف بينه وبين رئيس الفاف، شرف الدين عمارة، وأكد أن “علاقتنا جيّدة ورائعة”.
وكشف بلماضي بأنه طالب اللاعبين في وقت سابق بالقيام بحملة تبرعات، بهدف المساهمة في التصدي لجائحة فيروس كورونا داخل الجزائر، مؤكدا نجاح هذه الحملة، حيث تم جمع مبلغ 250 ألف يورو خلال 48 ساعة، وتم تخصيص المبلغ لشراء مكثفات الأكسجين لمحاربة الفيروس.
وفي سياق آخر، حرص بلماضي على إبداء تضامنه مع الجزائريين بعد سقوط العديد من الضحايا خلال الموجة الثالثة لكورونا وموجة الحرائق التي اجتاحت الجزائر، داعيا بالرحمة إلى كل الضحايا والصبر لعائلاتهم، قبل أن يشيد بموقف والد الشهيد جمال بن إسماعيل الرافض للفتنة، وقال: “والد المرحوم جمال بن إسماعيل رجل حكيم وليس كل الآباء مثله.. ربي يصبرهم”، قبل أن يدعو الجزائريين إلى الوحدة والابتعاد عن نداءات الفتنة والتفرقة، كما تسعى بعض الأطراف للترويج له، مشيرا إلى أن الجزائريين معروفون بتضامنهم مع بعضهم البعض ووحدتهم منذ الثورة التحريرية وبعد الاستقلال ولا مجال للحديث عن التفرقة الآن.
أمين. ل















