كشف وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، عن آليات الاستراتيجية التي تعتمدها الوزارة لتعزيز الدبلوماسية الدينية الجزائرية في إفريقيا.
وفي رده على انشغال برلماني حول الأليات المعتمدة لتعزيز الدبلوماسية الدينية الجزائرية في إفريقيا ومدى وجود برامج تكوينية تضمن تأهيل أئمة ودعاة قادرين على التواصل بفاعلية مع الشعوب الإفريقية بلغاتها المحلية، بما يعكس الهوية الدينية والثقافية الجزائرية ويدعم توجهات الدولة الاقتصادية والسياسية والأمنية، أوضح بلمهدي “أن البعد الديني والروحي وكذا القرب الجغرافي والذاكرة التاريخية المشتركة هي العناصر التي تركز عليها الدبلوماسية الجزائرية الدينية، حيث أعادت الجزائر تمتين العلاقات بينها وبين الدول الإفريقية عن طريق توثيق أواصر التعاون وتكثيف الجهود لمواجهة التحديات المشتركة. كما أوضح “أن قطاعه الوزاري يعتمد على علاقات التعاون الثنائية ومتعددة الأطراف مع معظم الدول الإفريقية من أجل تعزيز الدبلوماسية الدينية وتجسيد اتفاقيات التعاون والبرامج التنفيذية المنبثقة على هذا التعاون وكذا توسيعه في كافة المجالات لا سيما المجال الديني، حيث إن هذا التعاون ما هو إلا تكريس وتنفيذ للتدابير المتخذة خلال انعقاد اللجان المشتركة الكبرى التي تنعقد بين الجزائر وهذه الدول كلما تطلب الأمر ذلك. وأشار في ذات السياق وزير الشؤون الدينية، إلى وضع برامج تنفيذية من أجل تجسيد التعاون وتوسيعه وتنفيذا لتوصيات اللجان المختلطة التي تقضي بتدعيم العلاقات الهادفة إلى تطوير وتعزيز روابط التعاون الوطيد بين الجزائر ومختلف البلدان. هذا وسعيا لمزيد من التوسع الدبلوماسي، وفي ظل النصوص القانونية والتنظيمية المعمول بهما ، قال بلمهدي أنه “يشمل التعاون كذلك مجال التكوين عبر استقبال الطلبة الأفارقة من خلال برنامج المنح السنوية الموجه للبلدان والدول الإفريقية للالتحاق بالمعاهد الوطنية للتكوين المتخصص الخاصة بقطاع الشؤون الدينية والأوقاف، وكذا استقبال مئات الطلبة الأفارقة بالزوايا والمدارس القرآنية، ممن لا تتوفر فيهم شروط الالتحاق بالمعاهد الوطنية للتكوين المتخصص، لأجل حفظ القرآن الكريم وتعلم اللغة العربية ومبادئ العلوم الشرعية”. بالإضافة إلى هذا، وتنفيذا للتدابير التي تتخذ في إطار انعقاد اللجان المشتركة الكبرى – يعمل قطاع الشؤون الدينية حسب الوزير- على دراسة وتقييم كل المسائل المرتبطة بترقية المناطق الحدودية المشتركة بين الجزائر ودول الساحل والتي عملت على صياغة محاور التعاون الكبرى في مجال الشؤون الدينية والأوقاف. وعليه، شدد وزير الشؤون الدينية “إن النشاط الدبلوماسي للجزائر في القارة الإفريقية منحها ثقلا دبلوماسيا مميزا لامتلاكها موروث ديني يتمثل في تعدد الزوايا والطوق الصوفية بها كالقادرية والتيجانية، وهي تسعى إلى تفعيله كآلية سلمية لتسوية النزاعات الطائفية والقبلية وترسيخ أواصر التواصل والتسامح بالدول الإفريقية”.
سامي سعد