كشف وزير الشؤون الدينية، يوسف بلمهدي، باستراتيجية دائرته الوزارية لتعزيز التمويل الذاتي للزوايا والمدارس القرآنية.
وفي رده على انشغال برلماني، أبرز وزير الشؤون الدينية، إلى أن الزوايا والمدارس القرآنية في بلادنا تسهر على خدمة التعليم القرآني وتثبيت دعائم المرجعية الدينية الوطنية، ونظراً لأهميتها فإن الدولة الجزائرية من خلال وزارة الشؤون الدينية والأوقاف تسعى جاهدة لدعمها والوقوف بجانبها تثميناً لجهودها، خاصة وأن طلبة المدارس القرآنية وخريجي الزوايا، يمثلون الخزان الاستراتيجي في تأطير مؤسساتنا الدينية. وقال بلمهدي، فيما يتعلق بدعم الزوايا والمدارس القرآنية في تحقيق استقلالها المالي وتمكينها من الاستمرار في أداء دورها الديني والاجتماعي، أن الزوايا تتمتع ومنذ القديم بالاستقلال الذاتي في تسيير شؤونها التعليمية والتربوية والمالية من خلال الأوقاف الخاصة المحيسة لخدمتها، ولحد الآن لا زالت تتبع نفس هذا النظام، جريا على الأعراف والتقاليد المتبعة منذ زمن بعيد في التسيير والإدارة، وتتمسك بهذا النظام المؤسس على الاستقلالية التامة في التسيير. وأكد الوزير، أن دائرته الوزارية تولي عناية خاصة في هذا المجال، تتمثل في مرافقة وتوجيه هذه المؤسسات الدينية العريقة في مختلف المحطات بغية تحقيق الدور الريادي لها، لا سيما من خلال تخصيص مبلغ 40 مليون دينار جزائري سنويا، في شكل إعانات مالية مقيدة في ميزانية التسيير الخاصة بالجمعيات ذات المنفعة العمومية، الفائدة الزوايا والمدارس القرآنية العاملة التي تثبت ضمانها للخدمة العمومية للتعليم القرآني بموجب القوائم الإسمية للطلبة، ونحن تعمل من أجل زيادة هذه المخصصات المالية. كما كشف الوزير, عن التنسيق مع الولاة والسلطات المحلية بالولايات من أجل العناية بالزوايا وتهيئتها وتجهيزها، بالإضافة إلى العناية بالطلبة الداخليين. وبخصوص آليات تشجيع هذه المؤسسات على تنويع مصادر دخلها وتعزيز حضورها في المجتمع من خلال الأنشطة التعليمية والدينية والاجتماعية، فإن دائرته الوزارية -يقول بلمهدي- تسعى للتكيف مع خصوصية هذه المرافق من خلال ما تم تضمينه مؤخرا في مشروع قانون الأوقاف الجديد، لا سيما ما يتعلق بتمكين الزوايا والمدارس القرآنية من إنشاء مؤسسات وقفية تابعة لها، تشرف على تسيير وتنمية حظيرتها الوقفية واستثمارها بما يضمن لها عوائد كافية تمكنها من تغطية احتياجاتها المالية، مع ضمان مرافقتها وتوجيهها في إنشاء هذه المؤسسات وإدارتها. وأضاف وزير الشؤون الدينية فيما يتعلق بتأهيل القائمين على إدارة الزوايا والمدارس القرآنية في مجال إدارة الموارد المالية بما يضمن استدامة أنشطتها، تعمل ذات المصالح الوزارية على مرافقة العديد من الزوايا من خلال فتح أبواب الادارة المركزية ومصالحه الخارجية بالولايات وما تمتلكه من خبرة كافية في مجال التسيير المالي المؤسساتي، لتقديم استشارات مجانية لها حول كيفية تحسين مواردها المالية وإدارتها بفعالية، وتقديم يد العون لها في أي تكوين يتعلق بهذا الخصوص، سعيا منا لتعزيز إمكانياتها في مجال إدارة الموارد المالية. وبخصوص تشجيع التعاون بين هذه المؤسسات الدينية والقطاع الخاص أو المنظمات غير الحكومية، لدعم المشاريع التجارية والاجتماعية التي يمكن أن تسهم في تحسين التمويل الذاتي لها، قال بلمهدي أنه يعمل على توجيه الزوايا والمدارس القرآنية للانخراط في العمل الجمعوي المنظم من خلال إنشاء اللجان الدينية التي تتيح لها الإشراف على شؤونها بشكل يفسح لها المجال لإقامة شراكة مع مختلف المنظمات غير الحكومية وكذا القطاع الخاص في إطار التشريع والتنظيم المعمول به في هذا الشأن، بما يحفظ لها سمعتها ومكانتها، ويوسع لها آفاق التعاون والانخراط في المجتمع.