نظم مركز المحفوظات الوطنية، الأحد بالجزائر العاصمة، معرضا للوثائق والصور حول قطاع التعليم تحت عنوان “التعليم في الجزائر: محطات تاريخية”، وذلك احتفاء بستينية استرجاع السيادة الوطنية وتزامنا مع يوم العلم المصادف لـ16 أفريل من كل سنة.
وفي هذا السياق، أوضح مدير المركز، محمد تليوين، أن هذا المعرض يبرز بشكل خاص الاستراتيجية الجديدة والمتميزة للدولة من خلال جعل المنظومة التربوية أحد أهم محاور التنمية الوطنية وأولوية في السياسات التنموية المتبعة، مشيرا إلى أن هذا المسعى سمح بتحسين أداء هذه المنظومة والارتقاء بها كما ونوعا ويتطرق المعرض إلى مختلف مراحل التعليم التي شهدتها الجزائر بدءا بالعهد العثماني مرورا بمرحلة الاستعمار الفرنسي ووصولا إلى مختلف التجارب التعليمية المتميزة في برامجها وطرقها ومناهجها وبيئتها الاجتماعية لفترة ما بعد الاستقلال، والتي ساهمت في بناء المجتمع الجزائري ورقيه. وقد ركزت الوثائق والصور المعروضة، على السياسة التي انتهجها الاستعمار الفرنسي في محاربة الثقافة العربية والإسلامية وحرمان أجيال عديدة من التعليم بفعل ممارسات جعلت الشعب الجزائري يعيش في أسفل درجات الجهل والتهميش والأمية. وفي الجانب المتعلق بمرحلة التعليم بعد استرجاع السيادة الوطنية، أبرز المعرض جهود الدولة في مواجهة منظومة تعليمية أجنبية بعيدة كل البعد عن الواقع من حيث الغايات والمبادئ والمضامين، حيث بلغت نسبة الأمية لدى الشعب الجزائري آنذاك 90 بالمائة، خصوصا بعد سياسة منظمة الجيش السري التي هدمت وخربت جلّ المؤسسات التعليمية. واستعرضت بعض الوثائق والصور الإصلاحات، التي مست قطاع التربية والتعليم في الجزائر، من خلال تنصيب أولى اللجان الوطنية لإصلاح التعليم وتشييد المدارس وتجهيزها وتكوين المعلمين والأساتذة والمؤطرين لتكلل المجهودات بارتفاع العدد الإجمالي للمتمدرسين في الجزائر بأزيد من 10 أضعاف في مختلف الأطوار التعليمية.
م.د










