الجزائر -أكد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد الرحمان بن بوزيد، الإثنين، إمكانية تطبيق إجراء الحجر الصحي على المناطق التي انتشر فيها فيروس “كورونا” إذا تطلبت الضرورة. وفي تصريح له للإذاعة الوطنية الثالثة الناطقة بالفرنسية، قال الوزير بن بوزيد “لا نتمنى بلوغ هذه المرحلة من الإجراءات، لكنها تبقى متوقعة في حالة الضرورة”، مشيرا أنه في “الجزائر لا نتوقع بلوغ الأعداد المسجلة في الدول الأوروبية بخصوص عدد الإصابات والوفيات جراء فيروس كورونا”.
لدينا خطط على جميع المستويات
وأكد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفات، أن البلد كله “في وضع استعداد كامل” ضد الأخطار المحتملة التي يشكلها فيروس “كورونا”. وقال “لقد قمنا بتعبئة مجموعة من الوسائل والأجهزة ولدينا خططا على جميع المستويات” للتعامل مع هذا الوباء. وأضاف الوزير: “لدينا مخططات على كل المستويات. كما أننا نحضر أنفسنا لكل وضع قد يطرأ. إذ ليست ثمة تدابير فورية، لكننا اتخذنا، مع ذلك، تدابير لمواجهة تطور الوضع”. وفيما يتعلق بتوفير الأجهزة الطبية الوقائية، أكد الوزير بقوله: “لدينا كمية كافية من الأقنعة وطلبنا إحصاءً دقيقًا لما يوجد في كل المستشفيات”، مضيفا “اجتمعنا بمنتجي الأقنعة ومنعنا أي تصدير لها للخارج، كما سهلنا على منتجي الأقنعة إخراج المادة الأولية المحجوزة في الموانئ لاستعمالها في الإنتاج”. وذكر الوزير بن بوزيد أنه تلقى تعليمات من الوزير الأول عبد العزيز جراد لإشراك أصحاب العيادات الخاصة في مواجهة الوباء إذا تطلب الأمر ذلك، والتعامل معها للتصدي للفيروس، مشيرا في هذا الخصوص أنه تلقى بعض الاتصالات من عيادات خاصة عرضت وضع تجهيزاتها في خدمة وزارة الصحة. وأكد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، أن “كل التجمعات معلقة بسبب إنتشار فيروس كورونا، ويمكن أيضا أن يتوجه إلى المنع إذا تطلب الأمر ذلك”، مضيفا أن قرار المنع يعني وضع قوانين تعاقب المخالفين لذلك”. وبخصوص احتمالية عزل مناطق معينة كالبليدة وبوفاريك التي ظهرت بها الحالات الأولى لفيروس كورونا، أوضح الوزير أن اللجوء إلى هذا التدبير أمر وارد، مشيرا بقوله إنه “تدبير نحتفظ به لوقت الضرورة، لكننا لا نرغب في تنفيذه لأننا نأمل في ألا يتدهور الوضع”، قبل أن يذكر بتوفر “أزيد من 400 سرير إنعاش”.
تعليق المسيرات الشعبية ينم عن حس وطني
من جهة أخرى، أكد وزير الصحة أن “الاستمرار في الحراك الشعبي يعد أمرا خطيرا من الناحية العلمية، لأن الأمر له علاقة بتجمع يسهل انتشار هذا الفيروس الجديد (كوفيد-19)، مستطردا بقوله: “بغض النظر عن المطالب الشعبية التي أحترمها، يبقى الحراك قبل كل شيء تجمعا لأشخاص، قد يتواجد في أوساطهم من يحمل فيروس كورونا، مما قد ينقل العدوى للبقية. فالاستمرار في الحراك الشعبي يشكل خطرا إذا من الناحية العلمية”. وأشاد بن بوزيد بالأشخاص الذين يتصرفون في هذا المنحى، داعيا المتظاهرين إلى تجنب الشارع “مؤقتا” إلى غاية التخلص من هذه الآفة التي تشكل خطرا حقيقيا”. وقال إن تعليق المسيرات والتجمعات الشعبية ينم عن “الحس الوطني” للمواطنين، مذكرا بأن منع كل تجمع يشكل جزء من التدابير الوقائية المتخذة لمواجهة انتشار فيروس كورونا الذي خلف أربع وفيات وإصابة 54 شخصا عبر ثماني ولايات. وهو “عدد يبقى، حسبه، منخفضا ولكنه مقلق”.
السلوك المثالي سيحدّ من انتشار الفيروس
كما قال وزير الصحة، أنه لا يستبعد من تكرار سيناريو أوروبا في الجزائر في حال عدم احترام المواطنين لتدابير الطوارئ التي اعتمدتها السلطات بخصوص فيروس “كورونا”. وقال إنه بعدد “قليل نسبيا” من الموارد بالمقارنة مع أوروبا، فإن الجزائريين من خلال السلوك المثالي، سيساعدون بالتأكيد على الحد من انتشار هذا الفيروس قدر الإمكان. وفي هذا السياق، أكد الوزير أن الحكومة تحاول أن تبث “خطابا مهدئا” لكي لا تخيف المواطنين بشكل مفرط، من أجل تجنب الذعر والحفاظ على صحة المواطنين. وطرح الوزير إجراءات الحظر المفروض على تجمعات الناس بسبب الأنشطة الثقافية والرياضية على وجه الخصوص، ولاسيما الحجر الضروري للمسنين، وكذلك الأطفال في المنزل. وأشاد الوزير بقرار وقف خدمات نقل الركاب بين الجزائر والقارة الأوروبية، مشيرا إلى أن جميع حالات الإصابة في البلاد قد تم نقلها من قبل المرضى القادمين على وجه الخصوص من فرنسا وإسبانيا، لافتا إلى أن مصالح وزارة الصحة تتابع عن كثب ما يحدث في البلدان الأوروبية التي تواجه هذه الكارثة الصحية، تماما كما تُبقي نفسها على علم باستمرار، بالأشخاص الجدد المصابين من خلال معهد باستور “الذي يخبرنا بانتظام عن عدد الأشخاص المصابين بالفيروس من أجل تمكيننا من تفعيل وسائل الاستجابة.
أمين.ب










