أعرب ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، عن أسفه للعواقب الوخيمة الناجمة عن منع وصول المساعدات الإنسانية لأطفال غزة، مرجعا هذه الوضعية إلى قوة الاحتلال في فلسطين الذي أفرز واقعا مرعبا.
قال بن جامع، في مداخلة ألقاها خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي، حول موضوع مواجهة عواقب منع وصول المساعدات الإنسانية إلى الأطفال في زمن النزاعات المسلّحة إن قوة الاحتلال في فلسطين تمنع بشكل متعمّد منذ أشهر وصول المساعدات الإنسانية، مما يتسبب في عواقب إنسانية فظيعة ينجم عنها خاصة موت الأطفال من سوء التغذية والجفاف ونقص العلاج. كما أشار، إلى أن أولئك الذين سيبقون على قيد الحياة، سوف يعانون من الآثار مدى الحياة ولن يتمكنوا من النمو والتطور كما لو كانوا في وضع طبيعي، فأحلامهم تكون قد تحطمت. وذكر بن جامع، في هذا الخصوص بأن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) كانت قد أكدت في فيفري الماضي، أن الأطفال في قطاع غزة يموتون بوتيرة مأساوية، حيث قتل الآلاف منهم وجرح آلاف آخرون، مبرزا أن التقديرات تشير إلى أن حوالي 1.7 مليون شخص قد هجروا داخل البلاد وأن النصف منهم من الأطفال، زيادة على أكثر من 17 ألف طفل جريح وبدون عائلة على قيد الحياة، كما تم إحصاء أزيد من 600 ألف طفل في رفح تحت الحصار ولا يجدون مكانا يلجؤون إليه. وأضاف أن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، قد أشارت إلى أن عدد الأطفال الذين قتلوا بغزّة في الأشهر الأخيرة، كان أكبر من عدد الأطفال الذين قتلوا خلال أربع سنوات من النزاعات في العالم، مستطردا في هذا الصدد بالقول “في الوقت الذي نجتمع فيه الآن، لا يزال الأطفال يواجهون صعوبات في الحصول على المساعدات الإنسانية والتي تكون في بعض الأحيان شديدة”. وعليه أكد بن جامع، أن المسؤولية عن مصير الأطفال الذين مستهم الحرب تقع على عاتق هذا المجلس، لا سيما من خلال فريقه العامل حول الأطفال والنزاعات المسلّحة، إلى جانب مكتب الممثل الخاص للأمين العام المكلف بالأطفال والنزاعات المسلّحة وآلية الرصد والإبلاغ. كما شدد، بشكل خاص على الأعمال الأخرى الضرورية التي يجب القيام بها من أجل التوصل إلى الرد الدولي على الأزمات الإنسانية، داعيا إلى تعزيز آليات المتابعة لا سيما من خلال تحسين جمع البيانات والمرافعة من أجل العبور الآمن ودون عراقيل للعاملين في المجال الإنساني والإمدادات دون شروط مسبقة. ودعا بن جامع، إلى إدراج رفض المساعدة الإنسانية في جدول أعمال مجلس الأمن، ضمن الانتهاكات التي تستدعي إدراج الأطراف في مرفق التقرير السنوي للأمين العام عن الأطفال والنزاعات المسلّحة والمرتبطة بالانتهاكات الخطيرة التي يتعرض لها الأطفال في حالات النزاعات المسلحة.
دريس.م










