الذكرى الـ138 لرحيله

#الأمير_عبد_القادر مرجعية أبدية للجزائر تجاوزت الحدود.. هذا ما كتبته صحيفة نيويورك تايمز عن الأمير في 1889

#الأمير_عبد_القادر  مرجعية أبدية للجزائر تجاوزت الحدود..  هذا ما كتبته صحيفة نيويورك تايمز عن الأمير في 1889

عادت الذكرى الـ138 لوفاة الأمير عبد القادر، مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة ورائد مقاومتها ضد الاستعمار الفرنسي باستذكار مناقبه باعتباره مرجعا أبديا للجزائر والإنسانيّة ككل.

بن دودة: الأمير رمزا حقيقيّا للعلم والإنسانيّة و قائدا ومحاربا

و أحيت وزيرة الثقافة والفنون، مليكة بن دودة، في منشور لها على فايبسوك، الذكرى 138 لوفاة الأمير عبد القادر.

وقالت الوزيرة  “ترسّخ الأمير في ذاكرة ووعي الأجيال رمزا حقيقيّا للمعرفة والعلم والإنسانيّة، تماما كما ترسّخ قائدا ومحاربا وشاعرا ومؤسّسا للدولة وحاملا للقيم”. وأضافت “الأمير عبد القادر تجاوز الحدود الجغرافيّة برؤيته ومقاربته للحياة، وعبر التّاريخ بمواقفه، يحقّ لنا أن نفخر به ونكرّم ذكراه ونستلهم من همّته وعبقريّته وإنسانيّته”. وولد الأمير عبد القادر، يوم 6 سبتمبر 1808 وتوفي منفيا في دمشق سنة 1883. واشتهر الأمير عبد القادر القائد والكاتب والشاعر والسياسي، بمناهضته للاحتلال الفرنسي للجزائر. وقاوم الأمير عبد القادر، الاحتلال الفرنسي، لمدة 15 سنة، وعرف أنه مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة ورمزا للمقاومة الشعبية.

 

إعجاب أمريكي بشخصية الأمير

توقفت سفارة الولايات المتحدة بالجزائر عند ذكرى رحيل الأمير عبد القادر، ونقلت ما نشرته صحيفة نيويورك تايمز سنة 1883 عنه، قائلة إنه “يستحق أن يُصنّف من بين أفضل الرجال العظماء القلائل في هذا القرن”.

ونشرت السفارة، الأربعاء، عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك “في ذكرى رحيله نتذكر البطل الجزائري الكبير الأمير عبد القادر الذي نال إعجاب الأمريكيين كثيرا”.

وقالت إنه في عام 1883، كتبت صحيفة نيويورك تايمز عن الأمير عبد القادر، قائلة إنه “يستحق أن يُصنّف من بين أفضل الرجال العظماء القلائل في هذا القرن”.

وعادت السفارة في منشورها لعام 1846، حين قرر المواطنون في ولاية “أيوا” تسمية مدينتهم الجديدة “الكايدر” تكريما له، بعد أن قرأوا عن مقاومته الشجاعة للغزو الفرنسي وعن أخلاقه في السلم والحرب.

 

الأمير عبد القادر مسيرة في السلم والعالمية

وتم تنظيم ملتقى أكاديمي حول موضوع السلم والعالمية في مسيرة الأمير عبد القادر، تحت شعار “الذاكرة وتوحيد اللحمة الوطنية وحتى لا ننسى”، بمشاركة العديد من الجامعيين والضيوف.

وأوضح رئيس مؤسسة الأمير عبد القادر، شاميل بوطالب، في ندوة صحفية، أن الملتقى يأتي لإحياء الذكرى الـ 138 لوفاة الأمير عبد القادر (1808-1883) والذكرى الـ184 لمعاهدة التافنة، وتضمن برنامج أشغال اللقاء تقديم محاضرات من طرف أساتذة باحثين بعنوان “الأمير عبد القادر مواقف عرفانية وبطولة تاريخية”، و”الأمير عبد القادر رجل سلم”، كما سيتناول المتدخلون خلال الملتقى أيضا الجانب الديني للأمير عبد القادر، فضلا عن معاهدة التافنة 1837 م.

وتم التطرق لدور مؤسسة الأمير عبد القادر في إبراز مختلف المراحل التاريخية لمسيرة مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة وفي الحفاظ على الذاكرة من خلال جمع المخطوطات الخاصة بالأمير عبد القادر، حيث استطاعت اقتناء نحو 50 نسخة من المخطوطات، إلى جانب 500 ورقة (نسخة) أخرى من المركز العثماني للأرشيف بإسطنبول.

وفي ندوة تاريخية نظمها متحف المجاهد، نظمت بالتنسيق مع مؤسسة الأمير عبد القادر بعنوان “الأمير عبد القادر الإنسان والمجاهد” وشعار “حكمة الأمير في زمن الأزمة”، استعرض مؤرخون جوانب مهمة من حياة مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة وتجربته في توحيد عروش وقبائل الجزائر وحيثيات معاركه التي خاضها ضد الفلول الأولى للاستعمار الاستيطاني الفرنسي.

واستعرض الدكتور دحماني تواتي، مراحل جهاد الأمير ومواجهته لأكثر من 100 ألف عسكري فرنسي بقيادة المجرم بيجو الذي أباد قبائل بأكملها في طريق زحفه الاستدماري، إلى غاية مواجهته، لغدر وخذلان الأشقاء وعلى رأسهم أمير المغرب الأقصى الذي نعته بـ”المتسبب في المشاكل” ولكن ذلك لم يمنعه من تحمّل كل الصعاب ومواجهتها، حاملا راية لمّ شمل القبائل لمواجهة العدو الغاصب.

وأكد الدكتور مزيان سعيدي، الذي قدم مداخلة بالمناسبة، أن الأمير دخل التاريخ العالمي بفضل مهارته الدبلوماسية وحنكته العسكرية ونظرته الاستراتيجية ولكن ذلك لم يشفع له لأن تعطيه المدرسة الجزائرية حقه انطلاقا من ثقله ودوره وزرعه لأولى بذور الجهاد في وجه المحتل الفرنسي.

وتطرق هو الآخر إلى دوره في إعادة بناء الدولة الجزائرية الحديثة، التي كانت قائمة منذ سنة 1671 ولكنه حرص على أن تكون جزائرية، قوية وذات سيادة لا أتراك فيها ولا غيرهم، حيث شكل مجلس شورى ضم 12 عالما جزائريا بـ8 ولايات وحكومة من 5 وزارات سيادية، حيث اعتمد الزكاة كمصدر أول للتمويل، واضعا بذلك مبادئ الدولة الجزائرية ومحددا قيمها، التي تبناها فيما بعد جيش التحرير ضمن 10 مبادئ منها مراعاة القيم والتكفل بالأسرى.

 

داعية سلام وتآخ بين الديانات

والأمير عبد القادر، عالم الأمراء وأمير العلماء، وهو المجاهد الأديب والفقيه، وهو مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة ورائد مقاومتها ضد الاستعمار الفرنسي بين 1832 و1847 وهو من كبار رجال التصوف والشعر وعلماء الدين. وفوق كل ذلك كان داعية سلام وتآخٍ بين مختلف الأجناس والديانات وهو ما فتح له باب صداقات وإعجاب كبار السياسيين في العالم.

الأمير عبد القادر بن محيي الدين بن مصطفى، نعرفه باسم الأمير عبد القادر، مولود بقرية القيطنة قرب معسكر عام 1808م، تلقى تربيته بالزاوية التي كان يتكفل بها أبوه محيي الدين، ثم تابع دراسته بأرزيو ووهران على أيدي علماء أجلاء، وحين كان في الثامنة عشرة سافر عبد القادر مع أبيه إلى البقاع المقدسة عبر تونس، ثم انتقل بحرا للإسكندرية ومنها إلى القاهرة وتعرف إلى بعض علمائها وأعجب بالإصلاحات التي تحققت في عهد محمد علي باشا، ثم أدى فريضة الحج، ومنها انتقل إلى بلاد الشام لتلقي العلم على أيدي شيوخ جامع الأمويين ومن دمشق سافر إلى بغداد واحتك بعلمائها ليعود مرة ثانية إلى البقاع المقدسة عبر دمشق ليحج.

بعدها رجع مع والده إلى الجزائر عبر القاهرة إلى أن وصلا إلى القيطنة وبعد الاستيلاء الفرنسي على مدينة الجزائر عام 1830 م شارك محيي الدين وابنه عبد القادر في المقاومة الشعبية حيث أبدى عبد القادر شجاعة وحنكة نادرتين.

وحين اجتمعت قبائل المناطق الغربية لاختيار قائد لها يجاهدون تحت قيادته وقع اختيارهم على محيي الدين، غير أنه اعتذر بسبب سنه المتقدمة واقترح ابنه عبد القادر الذي بويع بالإجماع أميرا عليهم في 21 نوفمبر 1832، فقام بتنظيم الإمارة، وقام بتعبئة المقاومين وكوّن جيشا قويا، وبعد أن قويت شوكته، أجبر الفرنسيين على توقيع معاهدة ديميشال في 24 فبراير1834 ومع التلاعب الفرنسي بالمصادقة أمكنه أن يضطرهم للعودة لمائدة المفاوضات ويحصل على توقيع على معاهدة التافنة الشهيرة بتاريخ 30 ماي 1837م ويبدأ في تقوية الدولة، بناء وتحصينا، وعمل على إذكاء روح الوطنية. وسرعان ما ضاق الفرنسيون بشروط المعاهدة وأشعل الحاكم الفرنسي فتيل الحرب من جديد وعمد للسيطرة على كل البلاد وتطبيق سياسة “الأرض المحروقة”، ودمروا المدن والمحاصيل، فتصدى لهم الأمير عبد القادر وحقق انتصارات عليهم، لكن كلفة الحرب وسياسة التدمير المتبعة من طرف المستعمر أنهكت البلاد إلى أن توفي في دمشق في 26 ماي 1883.

أمين ب.