الجزائر -جدد مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالمجتمع المدني والجالية بالخارج، نزيه برمضان، التأكيد على توفر إرادة سياسية قوية لترقية أداء المجتمع المدني ومرافقتها وجعلها شريك أساسي لإحداث التغيير المنشود في إطار شراكة مسؤولة وفعالة.
وأوضح مستشار رئيس الجمهورية في لقاء جمعه بأعضاء المجتمع المدني لولاية تيبازة أن التعبير عن عزم الدولة وإرادتها القوية في إشراك المجتمع المدني وترقيته ومرافقته كفاعل جوهري، أي المجتمع المدني، في أي إقلاع اقتصادي واجتماعي وتنموي، هي حقيقة وليست شعارا. ويتعلق الأمر بضرورة تحقيق هدف أساسي يتمثل في الانتقال من عمل جمعوي كلاسيكي من خلال تلقي الإعانات وتنظيم نشاطات غير مجدية، إلى عمل جمعوي احترافي ومؤسساتي. وقال في هذا السياق إن دعم الدولة للمجتمع المدني من خلال تقديم الإعانات المالية لن يتوقف شرط أن يتم من منطلق مدى جدية ونجاعة المشاريع التي تقدمها الجمعيات والمنظمات في خدمة المواطن والوطن وليس على أساس المحاباة والمحسوبية.
ولن يتسنى تحقيق الانتقال المذكور سابقا إلا باستحداث منصة رقمية تضم عدة محاور ومنها مدى اعتماد المجتمع المدني على الأدوات الحديثة في العمل، على غرار التسويق لمشاريعها وكذا الاهتمام بمحور التكوين، على أن يتم تجميع كل تلك المعطيات وتكون على شكل لوحة قيادة تسمح بإجراء تقييم شامل وموضوعي لأداء المجتمع المدني. وتأتي من ثمة مرافقة الدولة من خلال ذلك التقييم الدوري للنشاطات، كما دعا برمضان أعضاء المجتمع المدني الذين شاركوا في اللقاء إلى ضرورة العمل على تنظيم أنفسهم وتكتلهم في شكل هيئة ولائية تضم جميع الفاعلين في المجتمع المدني محليا، تجسيدا للتواصل وتنسيق الجهود حتى يتسنى لهم رفع الانشغالات للمسؤولين بأكثر قوة وبعث مشاريع مشتركة تكون أكثر نجاعة وفعالية.
ورافع في هذا الصدد من أجل مسودة المشروع التي أولت للمجتمع المدني أهمية خاصة خلافا للدساتير السابقة وهي سابقة تترجم قناعة رئيس الجمهورية بأهمية الدور المحوري الذي يمكن للمجتمع المدني أن يلعبه لتحقيق الرفاهية والإزدهار في شتى مجالات الحياة ولذلك مطلوب من المجتمع المدني المرشح مستقبلا لتبوؤ مكانة أساسية للتجنيد أكثر، مستدلا في هذا الشأن بتأكيد رئيس الجمهورية خلال آخر لقاء له بالولاة على أن المجتمع المدني يعد الحليف الأول للاستقرار وهي رؤية تعبر عن النظرة المستقبلية لرئيس الجمهورية.
ودعا في هذا الصدد إلى التجند أكثر وتقديم التضحيات على اعتبار أن العمل الجمعوي هو في آخر المطاف قناعة تتطلب الكثير من الجهد. وأضاف أن الديمقراطية التشاركية التي تعمل الجزائر على بنائها – و هي في مراحلها الأولى – تجسيدا لبرنامج رئيس الجمهورية، ليست شعارات رنانة مثلما كانت سابقا، بل هي رؤية مبنية على أسس علمية سيتم تدعيمها بأدوات قانونية تسمح بمرافقة المجتمع المدني بنجاعة من جهة، وتسمح للمجتمع المدني من جهته بمساهمة فعالة لبناء اقتصاد وطني. وفي هذا الخصوص قال برمضان إن ولاية تيبازة التي ينتظرها مستقبل اقتصادي زاهر وواعد لا يمكن له أن يتحقق بدون إشراك المجتمع المدني المطالب بالتجند أكثر لمرافقة تجسيد المشروع الاستراتيجي المتمثل في الميناء التجاري الحمدانية بشرشال، مؤكدا أن رئيس الجمهورية يتابع شخصيا الآفاق الاقتصادية الواعدة لولاية تيبازة.
محمد د.










