أبدى كل من وزير التعليم العالي والبحث العلمي، عبد الباقي بن زيان، وسفير الصين الشعبية، استعدادهما لإعادة صياغة الاتفاقية الإطار والتنظيم القانوني لضبط علاقات التعاون والتبادل الجامعي، وخصوصا في المجالات المشار إليها سابقا ووضع آليات للتقييم المستمر لعلاقات التعاون، وهذا لتدعيم الجوانب الايجابية وتكثيفها وتصحيح الجوانب السلبية منها لإعطاء نفس قوي للتعاون والتبادل واستمرارهما بما يخدم طموحات الطرفين. كما أبدى الطرفان في لقاء مشترك ترأسه الوزير عبد الباقي بن زيان، بمقر الوزارة، استعداده رفقة سفير الصين الشعبية، على مراجعة برامج التبادل الجامعي والمنح وحركية الباحثين بما يخدم التعاون القائم على مشاريع التكوين والبحث والابتكار، وحتى الجوانب الاقتصادية والاجتماعية وهذا بما يعود بالأثر الإيجابي على التنمية وهذا من خلال لجنة مختلطة جزائرية-صينية لوضع آليات تعاون جديدة تستجيب للمستجدات التي يعرفها البلدين. وخلال اللقاء، استعرض الطرفان واقع العلاقات الثنائية والتعاون والتبادل الجامعي في مجال التعليم العالي والبحث العلمي ولما له من أهمية وفائدة بالنسبة للبلدين، نظرا للعلاقات التاريخية والسياسية والاقتصادية المتميزة والتي تمتد إلى مرحلة ثورة أول نوفمبر المجيدة والكفاح المسلح ضد المستعمر من أجل تحرير الجزائر. ويتطلع الطرفان الجزائري والصيني، للارتقاء بالتعاون إلى مستوى هذه العلاقات المتميزة. وشكل هذا اللقاء، فرصة لوزير التعليم العالي والبحث العلمي لشرح الرؤية الجديدة للتعاون والتبادل الجامعي والقائمة على الشراكة البنّاءة لبلوغ مرحلة التوأمة ليشمل التعاون الدولي حتى المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية التي تربط بهذه المؤسسات الجامعية والبحثية والأكاديمية التي يتم إبرام اتفاقيات تعاون وتبادل معها على أساس مبدأ رابح-رابح. وفي نفس الإطار، أعرب بن زيان، بأن التعاون المبني على هذه الرؤية الجديدة هو ما سيتم إنجازه بشكل فعلي وعملي وملموس من خلال المشاريع والبرامج المشتركة، مشاريع التكوين والبحث والابتكار المرتبطة بأولويات الحكومة والقطاع وهي الأمن الغذائي والأمن الطاقوي والأمن الصحي، أي صحة المواطن والذكاء الاصطناعي والرياضيات، وخصوصا تطبيقاتها في شتى المجالات وكذلك تبادل التجارب والممارسات الايجابية خصوصا ما تعلق منها بتشغيلية خريجي الجامعات وأساليب الحوكمة وعصرنة الجامعة ورقمنتها، كما تطرق الوزير إلى ضرورة تفعيل وتنشيط التعاون والشراكة بخصوص بنود الاتفاقية المتعلقة بالعلوم الطبية والإسراع في وتيرة تجسيدها. هذا وأبدى سفير جمهورية الصين الشعبية، رغبته في توسيع وتكثيف تعليمية اللغة الصينية في مؤسسات التعليم الجزائرية وهو ما لاقى قبولا من طرف وزير التعليم العالي والبحث العلمي، عبد الباقي بن زيان، خصوصا وأن الجامعات الجزائرية قد عرفت تجارب مماثلة في هذا المضمار على غرار تجربة تعليمية اللغتين الإيطالية والتركية وهو ما سيتم القيام به مستقبلا بخصوص تدريس اللغة الصينية، وهذا بتخصيص جامعات نموذجية لهذا الغرض. وساد تفاهم وتطابق، في وجهات النظر بخصوص القضايا المدرجة في جدول هذا الاجتماع، كما أظهر الطرفان إصرارهما وعزيمتهمها على المضي بالتعاون قدما إلى الأمام لبلوغ أهدافه، لا سميا وأن الإرادة السياسية متوفرة لدى السلطات العليا للبلاد والتي تشجع على التعاون والتبادل مع جمهورية الصين الشعبية.
سامي سعد










