وبداية، يبدي بن عومر بن جاية رأيه بخصوص تحذير مجلة الجيش من حملات مسعورة تستهدف ضرب وحدة الشعب والمساس بالعلاقة التي تربط الجيش بالشعب، وكذا تحذيرها من أطراف مرتبطة بأجندات خارجية تسعى لدفع البلاد نحو الفوضى.

هناك جهات تتحين الظروف للعمل على الفوضى

وبهذا الشأن، يتحدث بن جانة عن “جهات قد تظهر في ظروف معينة، بحيث أنها تتحين الظروف كي يكون لها مجال للعمل على الفوضى”. ليضيف بالقول أن “التهديدات واضحة، فهناك جهات كانت سببا في العشرية السوداء، وقد تكون هناك جهات أخرى مرافقة لها، أو متشابكة مع بعضها، توجه من الخارج لمحاولات مغرضة لاستهداف استقرار الجزائر، وهؤلاء يحاولون ضرب مؤسسة الجيش التي تحمي الوطن وتعتبر العمود الفقري للمجتمع”.  

 لا بد من تجنيد للأحزاب لمواجهة الوضع

وبخصوص قول مجلة الجيش أنه حري بالأحزاب وجمعيات المجتمع المدني أن تضطلع بدورها كاملا لسد الفراغ في مجال تأطير المجتمع، يقول بن جانة أن “مجلة الجيش تتوجه إلى الأحزاب التي هي من تؤطر المجتمع، فدورها هام ومركزي في تأطير المجتمع، وليس هناك وسائل أخرى لتأطير الشعب دون الوسائل السياسية، فالأحزاب هي التي لها الحق في تعبئة الشعب، وهذه عملية استباقية لتوجيه الشعب نحو الخطر والتهديدات المحدقة، لهذا لا بد من تجنيد للأحزاب لمواجهة الوضع”. ويضيف بن جانة أن “الأحزاب غيبت عن الوضع لمدة طويلة سابقا وتم تقريبا شل عملها، وحان الأوان للعودة كي تلعب دورها كأحزاب مؤطرة”.

 الجزائر أصبحت أكثر استقرارا

ويتابع بن جانة قائلا أن “كل الدول تعرف الاستقرار الداخلي استنادا إلى التماسك الاجتماعي، ففي غياب هذا التماسك تصبح محاولات اختراق المجتمع سهلة، لهذا لا بد من مواجهة الوضع بالتماسك الاجتماعي حتى نكون يد واحدة لحماية الوطن”، مضيفا أن “الجزائر في مرحلة معينة عرفت نوعا من عدم الاستقرار، حيث كانت الأوضاع مهلهلة، أما الآن فمن ناحية الاستقرار السياسي أصبحت الجزائر أكثر قوة، خاصة بوجود رئيس الجمهورية وباقي مؤسسات الدولة حاضرة، فبوجود الرئيس ومؤسسات الدولة كل محاولات ضرب الاستقرار ستصطدم بحائط قوي” .

 التهديد الكبير هو وجود الكيان الصهيوني على الحدود الغربية

وعن قول مجلة الجيش أن الجزائر مستهدفة من أطراف أجنبية، ومن إن كان ذلك يعني من جهة التهديدات القادمة من دول الجوار، يقول بن جانة أن “الجزائر حدود برية شاسعة، والأوضاع في دول الجوار مهلهلة، فكل دول الجوار تعيش حالة استقرار هش، وهناك مناطق أخرى تعرف حالة لا استقرار ووجود أجنبي”. ليضيف”بعد تطبيع المغرب مع إسرائيل أصبح الكيان الهيوني قريبة من حدود الجزائر، خاصة مع رفض الجزائر التطبيع ووصف رئيس الجمهورية للتطبيع بالهرولة، وهذا تهديد صريح للجزائر”، معتبرا أن “التهديد الأكبر حاليا هو وجود الكيان الصهيوني على الحدود الغربية ما يجعل الحدود الغربية أكثر تهديدا”.

الجيش بوسائله هو قوة ردعية  

وعن استعداد الجيش الوطني الشعبي، كقوة إقليمية، لردع أي خطر خارجي، يقول بن جانة أن “الجيش من واجباته أن تكون له أدوات الردع والسيطرة على الحدود المترامية”، وأنه “بدعمه بوسائل ردعية، يمكنه السيطرة على الحدود وصد كل من يريد الاختراق أو كل من تكون له أطماع في الجزائر، فالجيش هو قوة ردعية”. ليضيف “منذ مدة والجيش الوطني الشعبي قوة في القارة الإفريقية، ومنذ عقدين يعتبر ثاني قوة في إفريقيا بعد الجيش المصري”، وأن “اقتناء الأسلحة والتماشي مع الوسائل الحديثة يمكنه حماية الوطن”.  

عبد العالي خدروش