يشارك عدد من وزراء الاتصال والثقافة العرب، بينهم وزير الاتصال الجزائري، محمد بوسليماني، بمقر اتحاد إذاعات الدول العربية بتونس، في أشغال مؤتمر الإعلام العربي في دورته الثانية، تحت عنوان “الهيمنة الرقمية العالمية وسبل مجابهتها عربيا”.
وبحسب الإذاعة الوطنية، يبحث المشاركون في مؤتمر الإعلام العربي في دورته الثانية، وهم رؤساء الإذاعات والتلفزيونات العربية، ورؤساء الاتحادات الإذاعية العربية والدولية، مثل اتحادات الإذاعات الأوروبية والإفريقية والآسيوية، وغيرها، جملة من المحاور الهامة المتضمنة في جدول الأعمال، يبدو الأهم بينها مسألة التحديات الرقمية المطروحة في الوطن العربي في المجالات الثقافية، والاجتماعية والإعلامية، وفي مجال حماية المعطيات الرقمية الشخصية، والأمن السيبراني، وحماية الأطفال والخصوصية الشخصية، وهي في مجملها يستعرضها ويفصل فيها عدد من الخبراء والباحثين الجامعيين. كما يتم في هذا المؤتمر، استعراض تجارب عالمية في الموضوع، من طرف خبراء من أوروبا، آسيا، اليونيسكو، وشركات للتكنولوجيا الرقمية. وينتظر أن يخرج المؤتمر الثاني الإعلام العربي بتوصيات هامة تذهب في اتجاه التأكيد على ضرورة وأهمية تعميق وتوسيع مجالات التعاون العربي في مجال الإعلام، وخاصة في موضوع ترقية ورفع مستوى المحتوى الرقمي العربي، والبحث في آليات أكثر تمكنا في مجال تأمين المنصات والبيانات الرقمية العربية. هذا وأكدت الجزائر على لسان وزير الاتصال، محمد بوسليماني، أنها لن تدخر جهدا لإنجاح الجهود المشتركة لمجابهة الهيمنة الرقمية العالمية، وتماشيا مع هذا التوجه، تعمل على استحداث منظومة قانونية ملائمة وإيجاد مؤسسات متخصصة تعنى بضمان أمن البيانات ومصداقية المعلومات وتفعيل دور الإعلام بما فيه الرقمي، لا سيما عن طريق التكوين. وشدد وزير الاتصال، محمد بوسليماني، من تونس، على أهمية وضع تصور شامل وموحد في إطار تعاون عربيٍ مشترك لمواجهة الهيمنة الرقمية لكبرى الشركات الإعلامية العالمية بهدف حماية مصالح الدول العربية وقيم ومبادئ مجتمعاتها. وأوضح السيد بوسليماني، في كلمة له خلال الدورة الثانية لمؤتمر الإعلام العربي حول “الهيمنة العالمية وسبل مجابهتها عربيا”، المنعقدة يومي 13 و14 جانفي الجاري بتونس، أن “العالم اليوم يعيش حقبة التحول الرقمي التي فتحت آفاقا جديدة وتحديات كبيرة، أهمها توجه الجمهور العربي إلى المنصات الرقمية وهيمنة شبكات التواصل الاجتماعي على السوق الإعلامية”. وأضاف في ذات السياق، أن “هذه التحديات تفرض علينا اتخاذ خطوات جدية للحد من الأضرار الناجمة عنها من خلال وضع استراتيجية موحدة في التعامل مع هذه الشركات من كل الجوانب، خاصة ما تعلق بالمحتوى الإعلامي واتخاذ قرارات عربية مشتركة وسريعة”. كما أعرب الوزير، عن أمله في أن تشكل مخرجات هذا المؤتمر “لبنة لوضع تصور شامل وموحد لمواجهة الهيمنة الرقمية لكبرى الشركات الإعلامية العالمية في إطار تعاون عربيٍ مشترك وفعال من أجل حماية مصالحنا المشتركة وقيمنا ومبادئنا ومجتمعاتنا العربية”. وبهذا الخصوص، أبرز السيد بوسليماني أهمية “مراجعة الدول لقوانينها ومن ضمنها قانون حماية البيانات الشخصية، الأمن السيبراني والهوية الرقمية، بالإضافة إلى كل ما يخص التطور التكنولوجي من أنظمة وتشريعات لضمان الحماية الرقمية للجميع”، لافتا إلى أن “تبادل الخبرات والتجارب في مواجهة مخاطر الجرائم السيبرانية ووضع آليات عمل عربية صارمة سيمكن من الحماية اللازمة من أي اختراق للشبكات المحلية وتأمين سلامتها”. وبالمناسبة، ذكر الوزير أن “الجزائر التي نجحت في تنظيم أول قمة عربية رقمية خلال شهر نوفمبر الماضي، لن تدخر جهدا لإنجاح الجهود المشتركة لمجابهة الهيمنة الرقمية العالمية”، مضيفا أنها “تماشيا مع هذا التوجه، تعمل على استحداث منظومة قانونية ملائمة وإيجاد مؤسسات متخصصة تعنى بضمان أمن البيانات ومصداقية المعلومات وتفعيل دور الإعلام بما فيه الرقمي، لا سيما عن طريق التكوين”. وأشار في ذات الإطار، إلى أن “الجرائم المستحدثة في الفضاء السيبراني من شأنها المساس بالأمن القومي إن لم تفعل اليقظة المعلوماتية”، لا سيما في ظل وجود فواعل يمتلكون قدرات لا يجب الاستهانة بها في مجال اختراق أنظمة الحماية. وفي حديثه عن المؤتمر، نوه وزير الاتصال بـ”الجهود الحثيثة ومساعي جامعة الدول العربية لتوحيد الصف العربي في التعامل مع عمالقة التكنولوجيا ومواجهة الهيمنة الرقمية التي تفرضها هذه الشركات العالمية”، مثمنا في ذات السياق “جهود اتحاد إذاعات الدول العربية في تنظيم هذا المؤتمر الثاني وحسن اختيار موضوعه”. للتذكير، تشارك الإذاعة الجزائرية في أشغال هذا المؤتمر، الذي أعقب أشغال الجمعية العامة لاتحاد الإذاعات العربية، ممثلة بالمدير العام محمد بغالي، الذي كانت له عدة لقاءات عمل مع ممثلي الهيئات والمؤسسات الإعلامية العربية والقارية.
أ.ر










