أكد المحلل السياسي، عبد الحكيم بوغرارة، بأن زيارة العمل التي قادت الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، للجزائر مفيدة وإيجابية وتحمل دلالات كبيرة على أن البلدين يتجهان نحو إعطاء نفس جديد للعلاقات الثنائية وخاصة في الجوانب الاقتصادية مثلما تبرزه الاتفاقيات المبرمة بمناسبة هذه الزيارة.
وقال بوغرارة خلال مشاركته ضمن برنامج “ضيف الدولية” لإذاعة الجزائر الدولية، أن “الجزائر تعمل على تنويع الشراكات والشركاء، وتطابق وجهات النظر بين الجزائر إيران يحقق التوازن في العلاقات الإقليمية والدولية ويساعد في نزع تلك الصورة النمطية السلبية التي يعمل الإعلام الغربي على تسويقها عن إيران بأنها دولة تهدد السلم والأمن الدوليين”. وشدد المتحدث، أن “مشاركة الرئيس الإيراني في قمة منتدى الغاز ينم عن احترام شديد للجزائر وعن الثقة الكبيرة المتبادلة عبر مختلف المراحل والمحطات السياسية التي مرت بها علاقات البلدين منذ استقلال الجزائر ومنها الوساطة الجزائرية للإفراج عن الرهائن الأمريكيين في طهران وقبول الجزائر رعاية المصالح الإيرانية في الولايات المتحدة الأمريكية في الثمانينات من القرن الماضي بعد قطع العلاقات الدبلوماسية بين إيران وأمريكا”. واستطرد بوغرارة قائلا أن “هناك تطابقا في وجهات النظر بين الجزائر وإيران في عديد الملفات الإقليمية والدولية ومنها القضية الفلسطينية والصحراء الغربية والأمن والاستقرار في منطقة الساحل والشرق الأوسط، خاصة وأن البلدين يعتبران من الدول المناضلة والمقاومة في المحافل الدولية للنظام الدولي الراهن القائم على الأحادية القطبية”. وأشار ضيف الدولية قائلا: “الجزائر تبنت دائما نهجا دبلوماسيا معتدلا حيال إيران ولم تلتفت للضغوط التي صدرت عن دول في المنطقة العربية بخصوص ضرورة العمل على تحجيم دور كل من تركيا وإيران في الإقليم العربي ولكن التحولات الكبيرة في هذه المنطقة أنصفت الجزائر وكرست صوابية الرؤية الجزائرية بحيث نرى اليوم كيف قامت عديد دول الجامعة العربية بالتوقيع على اتفاقيات ذات بعد استراتيجي مع تركيا وتقاربت معظمها مع إيران”. وأبرز الدكتور عبد حكيم بوغرارة، وجود نقاط تقاطع كبيرة بين البلدين وتشابه في الحالة الاقتصادية ويمكن للبلدين تبادل التجارب والخبرات، وأبرز ذلك بالقول “إيران كانت تعتمد في سنة 1980على عائدات النفط بنسبة 95 بالمائة ولكن اليوم انخفضت النسبة إلى حوالي 35 بالمائة”. وتابع قائلا: “نجحت إيران رغم الحصار الاقتصادي والعقوبات الأمريكية والغربية الأحادية الجانب في تحقيق تطور كبير في عديد المجالات منها العلوم والتكنولوجيا والصناعات الصيدلانية والصحة الحيوانية والفلاحة والصناعات العسكرية ويمكن الاستفادة من بعض جوانب هذه التجربة، انطلاقا من اتفاقيات التعاون المبرمة بين البلدين بمناسبة هذه الزيارة”. وكما أوضح بوغرارة “الاتفاقيات الموقعة تعتبر مهمة جدا وتفتح آفاقا كبيرة للتعاون بين البلدين لضرورات تفرضها الرهانات الأمنية وجيو-سياسية معقدة وتداخلات وتطورات إقليمية. وإيران اليوم، متواجدة في مناطق عدة وهذا يشجع الجزائر على التنسيق الدبلوماسي على أعلى المستويات ويقود نحو بروز مزيد من الفرص للتعاون الاقتصادي والتجاري”.
سامي سعد










