ولد الشهيد بوفاتح لعموري سنة 1930 بصحراء عين عيسى بولاية المغير حاليا، عاش حياة البدو الرحل رفقة إخوته مشكلين عائلة ثورية وفي أحضان أمهم المعروفة بالجود والنضال، تربى يتيما وقام أخوه البشير بدور الأب، فمارسوا تجارة الإبل وزراعة القمح.
تميز الشهيد بوفاتح عن بقية أقرانه بالدهاء وعزة النفس وفيه كل ما يميز الرجل الشهم من الشجاعة وعدم قبول الذل والهوان، كما كان مثقفا ورياضيا له مكانته، وكان كارها للمستعمر حاقدا عليه.
انضم سنة 1951 لحركة الانتصار للحريات الديموقراطية بقيادة مصالي الحاج، وبعد أن هاجر إلى فرنسا سنة 1952 وعمره آنذاك 22 سنة، أصبح عضوا مهما في الحركة بالخارج، وعندما بلغه نبأ اندلاع الثورة التحريرية المجيد انضم إلى المجموعة الخاصة بجبهة التحرير الوطني وأصبح من أبرز عناصرها وهاجم الاستعمار في عقر داره، واستعمل الترهيب وزرع الرعب في نفوس الفرنسيين، وعمل على نقل الثورة للأراضي الفرنسية، غير أن أخاه الأكبر طلب منه الرجوع إلى الوطن ومساندة الثورة بالداخل لحاجتها لأمثاله، وعند رجوعه وبعد انعقاد مؤتمر الصومام ازدادت الثورة تنظيما، فالتحق بالجيش ودعم عناصره بالمسدسات المهربة في رغائف الخبز الفرنسي وصار صائدا للعملاء الفرنسيين وامتدت مناطق كفاحه وتوسعت لمناطق شاسعة من الجنوب.
كان الشهيد لعموري نموذجا مميزا وكان مكلفا بتنفيذ عدة هجومات في مراكز محددة في القرى والمداشر وحتى في عواصم خارج الجزائر كباريس، كما كُلف بالقيام بالعديد من المناورات التي حقق من خلالها نتائج باهرة جعلت القائد العربي بن مهيدي يُشيد به.
تم اعتقال الشهيد بوفاتح رفقة إخوته وتم تعذيبهم عذابا شديدا، أما بوفاتح فكان له النصيب الأكبر من التعذيب بالكماشة والكهرباء وهو مربوط بجذع النخلة، ثم تم نقله إلى مركز الاستجواب، لكن الشهيد بوفاتح فاجأ المحقق بركله في منطقة حساسة من جسده، وحاول الهرب لكن المركز كان محاطا بالعساكر الفرنسيين، فألقوا عليه القبض وربطوه بجذع نخلة وتم رميه بالرصاص، فاستشهد بوفاتح، لكن قصة بطولته وشهامته التي أرعبت المستعمر لم تمت، فظلّ مثالا يُحتذى به في حب الوطن والتفاني في الذود عنه.
