أدرجت مصالح الثقافة بولاية بومرداس، مؤخرا، خمسة معالم أثرية تاريخية هامة اكتشفت في السنوات القليلة الماضية عبر الولاية، ضمن قائمة سجل الجرد الولائي الإضافي للممتلكات الثقافية للولاية، حسب ما أفاد به مدير الثقافة، عبد العالي قوديد.
وأوضح قوديد في تصريح لـ “وأج” على هامش انطلاق احتفالية إحياء شهر التراث بالولاية، أن عملية الجرد المذكورة “مهمة جدا” لأنها تمكن القائمين على هذا التراث لاحقا، بعد عمليات الجرد الولائي، من تصنيفها وطنيا ثم استفادتها من عمليات الترميم والتهيئة واستغلالها لتحسين الوجهة السياحية للولاية.
وتتمثل هذه المعالم الأثرية التي استفادت من عملية الجرد الولائي، استنادا إلى نفس المصدر، في ضريح ملك أمازيغي لمملكة موريطانية اسمه “فرموس” وأبوه “نوبل” اكتشف في السنوات الأخيرة على مستوى بلدية سي مصطفى شرق مقر الولاية.
أما المعلم أو الموقع الأثري الآخر المعني بعملية الجرد المذكورة والذي أُكتشف كذلك في السنوات الأخيرة بموقع “الصومعة” ببلدية الثنية، شرق مقر الولاية، فهو عبارة كذلك عن ضريح لملك أمازيغي اسمه “نوبل” الذي اشتهر بثوراته العديدة ضد الرومان فيما بين سنوات 365 و375 بعد الميلاد، يؤكد نفس المسؤول.
ويعود المعلم الأثري الثالث المعني بنفس عملية الجرد المذكورة والمكتشف على مستوى بلدية خميس الخشنة، غرب مقر الولاية إلى القرن الثاني بعد الميلاد وبالتحديد إلى الفترة الرومانية، وهو عبارة عن معلم يضم أثارا مهمة من أبرزها “القنطرة” التي كان الرومان يستعملونها في نقل المياه من أعالي الجبال.
ويتمثل المعلم الأثري الرابع المكتشف في نفس السنوات الأخيرة ما بين 2012 و 2018، في معلم “ذراع قطير” الذي عثر عليه بمنطقة “بغلة” بضواحي مدينة يسر، شرق مقر الولاية، وهو عبارة عن مقابر رومانية فردية وجماعية تعود إلى العهد الروماني.
ويتعلق الموقع الأثري الخامس المعني بعملية الجرد المذكورة الذي أُكتشف مؤخرا على مستوى بلدية أعفير، شرق مقر الولاية بمغارة “مركون” التي تضم بداخلها رسومات مختلفة أغلبيتها لحيوانات متنوعة يعود تاريخها إلى فترة فجر التاريخ أي قبل 10.000 سنة قبل الميلاد.
للإشارة، قد تم في السنوات الأخيرة القيام بعدد من عمليات الجرد في السجل الولائي وكذلك الوطني لممتلكات ثقافية أثرية تاريخية عديدة مكتشفة قديما وحديثا عبر تراب الولاية على غرار الموقع الأثري الروماني الهام بمنطقة زموري البحري، إلى جانب قصبة دلس العتيقة والمعالم والأثار التي تزخر بها كمنارة “بن قوت” وكل من المدرسة القرآنية “سيدي عمار” وضريح “سيدي محمد الحرفي” ومسجد “الإصلاح”.
ومن بين أهم ما يتضمنه برنامج فعالية شهر التراث الثقافي (من 18 أفريل إلى 18 ماي 2019)، ندوات تحسيسية ومحاضرات ينشطها أخصائيون في المجال تعالج أبرزها “أهمية وواجب الحفاظ على التراث وتثمينه ودوره في الحفاظ على عناصر الهوية الوطنية”، وترميم المعلم التاريخي “منارة بن غوت” و أخرى تتطرق إلى “أعلام منطقة بومرداس” وثانية تتطرق إلى “آليات حماية التراث الثقافي”، إضافة إلى برمجة أمسيات شعرية وأدبية حول الشعر الشعبي الملحون والأمازيغي، إلى جانب مسابقات فكرية حول تراث المنطقة.
ويتضمن البرنامج كذلك عرض فيلم “تادلس” الجديد الذي يسلط الضوء على تاريخ مدينة دلس العتيقة وشريط وثائقي بعنوان “دلس العتيقة الصولجان المفقود”، بالإضافة إلى تنظيم رحلات استكشافية وزيارات تربوية ميدانية لتلاميذ المدارس إلى مواقع أثرية عبر الولاية، وتنظيم معارض متنوعة بالصور حول التراث الفني والثقافي للولاية وأخرى تبرز الصناعة التقليدية والحرفية.
القسم المحلي