بين التوجه نحو الموضة والحنين لتقاليد الماضي… “صالون الزواج في احتفال ..” “زواج ليلة تدبيرو سبعة أيام”

احتضنت الخيمة الكبيرة للمركز التجاري “أرديس”، طيلة أسبوع كامل، صالون الزواج في طبعته السادسة، وهو موعد للمقبلين على الزواج مع المنتجات والخدمات الخاصة بإحياء الأعراس الجزائرية.

ورغم المشاركة الأجنبية اللافتة، إلا أن الأولوية في العرض أعطيت إلى المنتجين والمبدعين في مجال تحضيرات الأعراس  وإعداد تجهيزات العروس، على غرار الحلي… الألبسة، الحلويات، الحلاقة وكذا التصوير الفوتوغرافي، إضافة لتجهيزات بيت الزوجية كالأفرشة، الأثاث والأجهزة الكهرومنزلية.

 

مشاركة فعالة من مختلف أنحاء الوطن

 

عرف الصالون مشاركة أزيد من 70 عارضا قدموا من مختلف ولايات الوطن لتقديم وعرض إبداعاتهم في كل ما يخص الزواج، وما يتطلبه من تحضيرات ومراسم احتفال، و يُلاحظ الزائر للصالون التركيز الكبير لكل ما هو محلي، حيث طغت المنتجات محلية الصنع على باقي المنتجات رغم وجود مشاركة عربية كالمشاركة الفلسطينية من خلال دار الحنطي للتراث الفلسطيني التي أبدعت في عرض مقتنيات العروس من حلي وألبسة تقليدية أبهرت الحضور ونالت إعجابهم.

تجولت “الموعد اليومي” في أجنحة المعرض، التي اكتظت بالعارضين والزوار من الجنسين، لكن مع تغلب نسبي في حضور الجنس اللطيف المولع بمثل هاته المقتنيات المعروضة بطريقة تبرز جمالية ما استحضروه من معدات وتجهيزات لجلب اهتمام الزوار و مواكبة تطلعاتهم ، على غرار “عبير” القادمة من ولاية تلمسان، حيث تفننت في عرض مختلف المجوهرات التي تشتهر بها الولاية والمصنوعة من الجوهر والبرونز والفضة والذهب، و التي أكدت في حديث جمعها معنا أنها متعودة على المشاركة في هذا الصالون، الذي تُحاول من خلاله تقديم الجديد للمقبلين على الزواج في مجال الحلي.

 

وغير بعيد عن الحرفية “عبير”، حاولت “حسيبة” من العاصمة حرفية في الطرز التقليدي، أن تجلب هي الأخرى اهتمام الزائرات إلى ما عرضته من “إيشاربات” أو “محرمات ” المزينة بمختلف الأحجار الملونة و”العقاش” ، حدثتنا قائلة: “تعتبر المحرمة من أكثر القطع المطلوبة من طرف العروس العاصمية، حيث تلزم العروس بوضعها على رأسها مع لباس “الكاراكو” العاصمي ، ومن خلال المعرض رغبت في التعريف بها وإعادة الاعتبار لها عبر إدخال بعض التطريزات فيها”،

 

 

مصممو ديكور الأعراس حاضرون بقوة

  

وكان الصالون أيضا فرصة لعرض آخر التقنيات المستخدمة في تزيين طاولات الأعراس وعلب تقديم الحلويات، وكذا بطاقات الدعوة، حيث تم تقديمها في نماذج يصعب على مستعملها رميها لشدة إتقانها ودقة صنعها، وحتى في طريقة عرض الحلويات التي تمت فيها المزاوجة بين العصري والتقليدي لتعطي أنواعا جديدة بأسماء قديمة، دون أن ننسى ألبومات صور العرسان التي تعتبر هي الأخرى أهم ما يجري التركيز عليه لأنه الذكرى الوحيدة التي تظل بعد انتهاء العرس، وهو ما حدثتنا حوله “آسيا” مصورة أعراس، قالت “بأن التقنية المعتمدة اليوم في التصوير تعمل على إخفاء كل العيوب التي قد تظهر عند العروس تحديدا، ناهيك عن تقديم الصور في ألبومات تشبه الكتاب، وهي تقنية أمريكية تم إدخالها حديثا لحفظ الصور وإطالة عمرها”.

 

 

المشاركة العربية حاضرة على قلتها

  

التأكد من منح الأولوية للمنتجين المحليين جعل مشاركة بعض الدول العربية قليلة ممثلة في المغرب وفلسطين، حيث اجتهد العارضون في إبراز ما تزخر به بلدانهم فيما يخص تجهيز العروس، الذي يقترب في بعضه من تقاليد الجزائر، على غرار “العمارية” التلمسانية واستحضار “الكاليش” الذي أضحى هو الآخر وسيلة لنقل العروس إلى بيتها الزوجي أو التجول بها في أرجاء المدينة، حيث تصدّر الكاليش الخيمة أمام سيارة الليموزين الفارهة في إشارة واضحة لارتباط الأعراس بالتقليدي وتوقها للموضة.

 

 

القصر الأبيض.. مفروشات ناعمة للعروس الجزائرية

  

أكدت ممثلة ورشة “القصر الأبيض” مشاركتهم للمرة الثالثة في الصالون الذي اعتبرته فرصة لعرض إبداعاتهم ومنح العروس الجزائرية فرصة للإطلاع على الجديد في عالم المفروشات المنزلية، من أغطية سرير، زرابي ومناشف، مؤكدة حرصهم على تقديم منتجات ذات جودة عالية تليق بالسيدة الجزائرية الحريصة على أناقة منزلها.

 

 

زائرات الصالون.. ترحيب بالفكرة وانتقاد للأسعار

رغم تواجد عدد كبير من العارضين في صالون الزواج، غير أن ذلك لم يرق إلى تطلعات بعض الزائرات، ففي الوقت الذي عبرت بعضهن ممن تحدثت إليهن “الموعد اليومي” عن إعجابهن بفكرة المعرض الذي تحول إلى تقليد يقبلن عليه بحثا عن بعض مستلزمات العرس التي تتطلب من صاحبتها التنقل إلى خارج الولاية للبحث مثلا عن الأقمشة، على غرار تلك التي تستعمل في صناعة “القفطان” أو على بعض الحلي المصنوعة من الجوهر، أو على عناوين بعض المصورين المحترفين أو منظمي الأعراس، فإن أخريات اعتبرن الفضاء مناسبة لممارسة نشاط تجاري ومحاولة تصريف بعض المعروضات بأسعار تظل باهظة بالنسبة للعروس التي يقع على عاتقها إنفاق أموال كثيرة لتحضير جهازها، فيما اعتبرته أخريات فرصة للاطلاع على عادات وتقاليد بعض الولايات في إقامة الأعراس من خلال الأنشطة التي يتم تنظيمها.

 

أنشطة ثقافية تمتع الحضور

وعن الجديد في هذه الطبعة، قال منظم التظاهرة هاني زرقوط :”تضمنت الطبعة السادسة لاحتفالية الزواج في احتفال أشياء جديدة كثيرة منها حضور نجوم الجزائر نوال مبارك وطارق القليعي، أمال رادي، منير بودوحان المشارك في “آراب آيدول”، كما حضرت جمعية أهل الفن ممثلة في فرقة تقدم وصلات ونوبات في الطابع الأندلسي ولكن من قبل أطفال لا تتعدى أعمارهم 9 سنوات، كما نظمت طومبولا للزوار بشكل يومي لربح جوائز قيمة، فيما يقدم العارضون هدايا وتخفيضات للزوار.

 

هاني زرقاط رئيس مشروع صالون الزواج:

“المعدل الوطني لتكاليف الزواج هو 100 مليون سنتيم”

قال هاني زرقاط، رئيس مشروع صالون الزواج، إن معدل تكاليف الزواج في الجزائر هو 100 مليون سنتيم، ما يعني أن سوق الأعراس مجال هام يستدعي الاستثمار فيه، وبخصوص صالون الزواج في احتفالية، قال إن الصالون يحرص على إعطاء الفرصة للشباب لعرض منتوجاتهم المحلية، من أجل دعم الاقتصاد الوطني والتشجيع على اقتنائه، خاصة أن الجزائريين ينفقون ما معدله 100 مليون سنتيم للزفاف الواحد.

وأشار منظم الصالون إلى أن تظاهرة “الزواج في احتفال” تهم المقبلين على الزواج، وتجعل مقولة “زواج ليلة تدباروا عام” تتحول إلى “زواج ليلة تدبارو سبعة أيام”، حيث تقدم خيارات للعروسين فيما يخص التحضيرات القبلية لحفل الزفاف من ملابس وأفرشة وحلي ومجوهرات وحلويات وكراء السيارات وخدمات التصوير وغيرها، وأكد المتحدث مشاركة 100 عارض وحرفي من مختلف ولايات الوطن ومن خارجه، حيث حضر عارضون من فلسطين، وسوريا وتونس والمغرب وكندا وتركيا من أجل تبادل الخبرات فيما يخص طرق تنظيم وتجهيز حفلات الأعراس، مشيرا إلى أن العارضة الكندية مختصة في الماكياج العصري جاءت لتعرض تجربتها وتعرف المقبلات على الزواج  على  بدائل أخرى  للماكياج اللبناني المعتمد  بقوة في  السنوات الأخيرة.