انقسم الجزائريون بخصوص هوية الناخب الوطني المقبل لـ “الخضر” وخليفة رابح ماجر، الذي من المنتظر تنحيته في أقرب وقت ممكن بعد أن فقد ثقة الجزائريين وحتى رئيس الفاف خير الدين زطشي، بسبب النتائج
السلبية المسجلة منذ توليه الإشراف على العارضة الفنية للمنتخب الوطني، ولو أن ذلك ارتبط بالمباريات الودية فقط حسب تبرير لاعب بورتو السابق، ويقود الجزائريون حملة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي للمطالبة بتعيين مدرب معين، حيث يفاضلون بين أربعة أسماء هي رونار وكيروش وبلماضي وحاليلوزيتش.
هذا، ورغم الاهتمام الذي يلقاه الفرنسي هيرفي رونار، المدير الفني للمنتخب المغربي، من طرف الفاف من أجل التعاقد معه بعد مونديال روسيا، إلا أن ذلك يبدو أنه لم يرق لكل الجزائريين، حيث أيد بعضهم فكرة التعاقد مع المدرب الفرنسي، بينما شكك آخرون بقدرته على قيادة “الخضر” في الفترة المقبلة، واستعادة بريقهم الذي ضاع مؤخرا، ما تسبب في حرمان الجزائر من حضور مونديال روسيا على غرار البطولتين السابقتين في جنوب إفريقيا 2010 والبرازيل 2014، وتراجع أداء زملاء براهيمي كثيرا في المباريات الماضية تحت قيادة ماجر الذي يقترب من الرحيل عن منصبه، وقبله كذلك المدرب الإسباني لوكاس ألكاراز الذي لم يتمكن من تحقيق النتائج المطلوبة.
وبحسب رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر، فإن فشل رونار في قيادة المغرب لتحقيق نتائج جيدة في مونديال روسيا إثر خسارتين أمام إيران والبرتغال، ما تسبب في خروجه المبكر من المونديال، قد لا يصب في مصلحة المنتخب الجزائري، وخاصة أن الجماهير ترغب في العودة مجدداً إلى الساحة العالمية من خلال التأهل إلى مونديال قطر 2022، بالإضافة إلى المنافسة على لقب كأس أمم إفريقيا الذي يغيب عن خزائن الجزائر منذ العام 1990 حين حقق لقبه الوحيد الذي يمتلكه.
بالمقابل، أشاد جزائريون آخرون بنجاح رونار في إفريقيا، بعد نيله لقبي كأس أمم إفريقيا 2012 مع زامبيا، ولقب 2015 مع كوت ديفوار، مشيرين إلى أنه يتناسب مع منتخب الجزائر، وخاصة أنه من جنسية فرنسية ويتحدث اللغة التي يتقنها كل لاعبي الجزائر، وبالتالي يسهل التواصل بينهم بعكس المرات السابقة، إذ تسببت مشكلة اللغة في العديد من المتاعب خاصة مع المديرين الفنيين السابقين، الصربي ميلوفان رايفاتس والإسباني ألكاراز، إلا أن الرافضين لفكرة التعاقد مع رونار من الجماهير، يعيبون على المدرب عدم قدرته على تسيير النجوم الذين يمتلكهم منتخب المغرب، حيث إنه لم يتمكن من تسجيل أي هدف بالرغم من الأداء الجيد الذي ظهر به في مباراتي إيران والبرتغال.
ويأتي هذا في إشارة واضحة إلى امتلاك الجزائر اليوم جيلاً متميزاً من اللاعبين يقودهم رياض محرز وياسين براهيمي وفوزي غلام والهداف إسلام سليماني، وبالتالي فإن التعاقد مع رونار في هذه الظروف قد لا يحقق التوافق المطلوب والنتائج المأمولة، بعد فشله مع “نجوم” المغرب في المونديال الروسي.
إلى ذلك، يدعم آخرون فرضية عودة حاليلوزيتش بصفته المدرب الصارم القادر على إعادة الانضباط داخل التشكيلة الوطنية، في حين يرفض آخرون هذا الخيار بحجة أن المدرب البوسني كان غادر “الخضر” ورفض فكرة البقاء رغم الوساطات التي تمت في تلك الفترة.
ويبقى مدرب منتخب إيران كيروش أبرز اسم حاليا يلقى الإجماع لدى الجزائريين، بالنظر لتجربته الكبيرة والنتائج الجيدة التي سجلها مع إيران، فضلا عن إتقانه للغة الفرنسية رغم جنسيته البرتغالية، أما جمال بلماضي ورغم طرح اسمه بقوة لخلافة ماجر، إلا أن غالبية الجزائريين يرون بأنه مدرب مستقبلي لـ “الخضر” وليس في الفترة الحالية.










