الداء يحصد أرواح 400 ألف نسمة سنويا
– الجزائر في طريقها للحصول على شهادة القضاء على الملاريا خلال سنة 2018
تحيي، اليوم، منظمة الصحة العالمية اليوم العالمي للملاريا 2017 تحت شعار “القضاء على الملاريا قضاءً مبرمًا”، لتسليط الضوء على الحاجة إلى حشد الالتزام السياسي المستمر للوقاية منها ومكافحتها، إضافة إلى تسليط الضوء على الوقاية كاستراتيجية بالغة الأهمية للحد من الوفيات الناجمة عن الإصابة بمرض ما يزال يحصد أرواح أكثر من 400 ألف إنسان كل عام.
أفادت منظمة الصحة العالمية بأن أكثر من 50 % من سكان إقليم شرق المتوسط يعيشون في مناطق معرضة لخطر الإصابة بمرض الملاريا.
وأشارت في تقرير أصدرته بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الملاريا الذي يُحتفى به كل 25 أفريل من كل عام، ويجري الاحتفاء به هذه السنة تحت شعار “القضاء على الملاريا قضاءً مبرمًا”، إلى أن المشكلة لا تقتصر على إقليم شرق المتوسط وحده، فالمرض ما يزال يقتل ما يقدر بنحو 400 ألف على مستوى العالم معظمهم من فئة الأطفال دون سن الخامسة من العمر في إفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى.
وذكر التقرير أن الإصابات الجديدة سنويا تتجاوز أكثر من مائتي مليون حالة، معظمها لا يجرى لها الاختبار التشخيصي ولا تسجل.
وقالت المنظمة إن جهود مكافحة الملاريا ما تزال مقيدة بسبب ضعف الالتزام السياسي وانهيار البنية الأساسية ونقص القدرات الوطنية.
الجزائر في طريقها للحصول على شهادة القضاء على الملاريا خلال سنة 2018
أكدت نائب مدير مكلفة بالأمراض المنتشرة والإنذار الصحي بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات سامية حمادي، استعداد السلطات العمومية الحثيث للقضاء على الملاريا واتخاذ الإجراءات اللازمة للحصول على شهادة من منظمة الصحة العالمية.
وفي تصريح سابق عشية إحياء اليوم العالمي لمكافحة الملاريا (حمى المستنقعات) الذي يتزامن مع الـ 25 من شهر أفريل لكل سنة، أكدت السيدة حمادي أن الجزائر لديها كل المؤهلات للحصول على شهادة القضاء على الملاريا من منظمة الصحة العالمية فرع منطقة إفريقيا، مشيرة إلى تسجيل أكثر من 400 حالة بين سنوات 2012 و2016 ناجمة عن تنقل الأشخاص وعدم الاستقرار بدول الجوار للجنوب الجزائري .فبعد حصول الجزائر على شهادة القضاء على شلل الأطفال خلال سنة 2016 من طرف المنظمة العالمية للصحة لمنطقة إفريقيا، تستعد في الوقت الحالي للحصول على هذه الشهادة بالنسبة للملاريا وذلك بعد اتخاذ الإجراءات اللازمة من خلال تسطير برنامج وطني لمكافحة هذا الداء (2016 – 2018) وتحضير الملف الخاص الذي سيتم تقديمه للمنظمة الأممية السنة القادمة – تضيف ذات المسؤولة-.
وقد جعلت السلطات العمومية محاربة هذا الداء والتصدي له أحد أولوياتها، ابتداء من سنوات 2000 ضمن أهداف الألفية لمنظمة الأمم المتحدة (2000 – 2015) ملتزمة بالقضاء على كل الحالات المحلية من خلال محاربة العوامل المتسببة في الإصابة بحمى المستنقعات وعلى رأسها البعوض الذي يعد الناقل الرئيسي للداء، وهو العمل الذي يجري بالتنسيق بين عدة قطاعات، ويضاف إلى ذلك سهر السلطات المختصة على تطبيق الاستراتيجية التي سطرتها الجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية في ماي 2015 لتسريع وتيرة القضاء على هذا الداء سيما بالمناطق الأكثر عرضة له وذلك مع أفاق 2030. وقد اختارت الوزارة المعنية -كما أضافت- ولاية تمنراست للاحتفاء باليوم العالمي لمكافحة الملاريا بتنظيم يوم دراسي سيتم من خلاله عرض التقدم الذي تم تحقيقه في هذا المجال من جهة، واغتنام الفرصة للإعلان عن تنصيب اللجنة الوطنية المكلفة بالسهر على متابعة ملف الحصول على شهادة من المنظمة الأممية وكيفية تطبيق الإجراءات المتخذة للتصدي والتكفل بالحالات المستوردة من جهة أخرى، مشيرة إلى خمس ولايات أكثر عرضة لهذه الحالات سيما الحدودية منها.
للإشارة كانت الملاريا وما تزال من بين التحديات التي تواجه المنظمة العالمية للصحة بحكم احتمال تعرض أكثر من 3 ملايير شخص في العالم إلى الإصابة بهذا الداء أي نصف سكان المعمورة، حيث تأتي منطقة جنوب الصحراء للقارة الإفريقية في مقدمة مناطق العالم الأخرى بتسجيل نسبة 88 بالمائة من حالات الإصابة، و90 بالمائة من الوفيات الناجمة عن هذا المرض (438 ألف حالة) خلال سنة 2015.
أعراض الملاريا
تتمثل أعراض الملاريا في الرعشة، الحمى، العرق، الصداع، الغثيان، القيء، آلام في العضلات وبراز مدمم ويرقان وتشنجات وإغماءات، ارتفاع في درجة الحرارة قد تصاحبه قشعريرة وعرق غزير وصداع. والملاريا تحدث أعراضاً أشبه إلى حد كبير بأعراض أمراض أخرى خاصة نزلات الانفلونزا، ويلاحظ أن أنواع الملاريا شديدة الخطورة تحدث أعراضاً مرضية شديدة مثل الغيبوبة خاصة في حالة الملاريا المخية وتحدث أيضاً أنيميا، نزلات معوية، فشل كلوي، ضيق في النفس.
وتتسبب الملاريا في حدوث أنيميا واصفرار في لون الجلد نتيجة انحلال كريات الدم الحمراء، وقد تتطور أعراض المرض بسرعة في الأشخاص من ذوي المناعة الضعيفة لدرجة خطيرة ترتفع معها درجة الحرارة ويتلف الجهاز الحسي وتتكرر التشنجات مصحوبة بالغيبوبة ثم ينتهي الأمر إلى الموت.
ق. م