تسبقها نقاشات بناءة وحوار رزين، ڤايد صالح: الأولوية انتخاب رئيس الجمهورية في الآجال المتاحة دستوريا…. تطهير الجزائر من دنس الفساد والمفسدين قبل الرئاسيات

تسبقها نقاشات بناءة وحوار رزين، ڤايد صالح: الأولوية انتخاب رئيس الجمهورية في الآجال المتاحة دستوريا…. تطهير الجزائر من دنس الفساد والمفسدين قبل الرئاسيات

 

الجزائر- جدد نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد ڤايد صالح،  الإثنين، تأكيده على أن التمسك بالدستور وتبني لغة الحوار هو مفتاح حل الأزمة التي تمر بها الجزائر، كما تحدث عن ملفات الفساد التي تتولى العدالة الجزائرية النظر فيها، وأكد بخصوصها حرص قيادة الجيش الوطني الشعبي على الاستمرار في مرافقة جهاز العدالة إلى غاية تأدية مهامها بكل استقلالية.

وأوضح الفريق أحمد ڤايد صالح في كلمة له خلال زيارة عمل وتفتيش إلى وحدات الناحية العسكرية الثالثة ببشار، أن سبيل الخروج من الأزمة الحالية التي يمر بها البلد ينبني على ضرورة التمسك بأحكام الدستور وانتهاج أسلوب الحوار الجاد بين جميع الأطراف والتعجيل في تنظيم الانتخابات الرئاسية في الآجال المتاحة دستوريا.

وقال ڤايد صالح في هذا الصدد “إن من بين معالم السير التي يحرص الجيش الوطني الشعبي على اتباعها، هو التمسك الشديد بالمخارج القانونية والدستورية لحل الأزمة التي تمر بها الجزائر، وتلكم مبادئ ثابتة لا سبيل أبدا إلى التخلي عنها، ولا نمل إطلاقا من ترديدها وإعادة ترديدها بكل ثقة وعزم، وهي ذات المبادئ النبيلة والصائبة التي أعلم يقينا أن الأغلبية الغالبة من الشعب الجزائري تتبناها”.

وأضاف “لقد أكدنا أكثر من مرة أن مفاتيح هذه الأزمة موجودة لمن تتوفر فيهم شميلة الإيثار، أي التخلي عن كافة دروب الأنانية الشخصية والحزبية وغيرها من الأنانيات الأخرى، وذلك من خلال تغليب مصلحة الجزائر على أي مصلحة أخرى، والأكيد أن أهم مفاتيح ذلك يتلخص تحديدا في انتهاج نهج الحوار، بين جميع الأطراف الجادة”.

وأشار نائب وزير الدفاع الوطني إلى أن الأولوية الحالية التي ينبغي التركيز عليها هي إجراء الانتخابات الرئاسية دون تأجيل ولا تأخير، وقال في ذات الصدد “إننا لا نمل من القول بأن الأولوية الآن هي الإسراع والتعجيل في انتخاب رئيس الجمهورية في الأوقات والآجال المتاحة دستوريا والمقبولة زمنيا، هذه الآجال التي وصلت اليوم إلى حدودها القصوى، أي أنه على الجزائريين المخلصين لوطنهم أن يبحثوا الآن، نعم الآن، عن أنجع الطرق إلى بلوغ ذلك”.

 

رئيس الجمهورية الجديد وحده من ينفذ برنامج الإصلاحات

 

وأشار ڤايد صالح أن الإصلاحات المفصلة والدقيقة تكون من صلاحيات رئيس الجمهورية الجديد دون غيره “يعود لرئيس الجمهورية الجديد ودون غيره القيام بمهمة الترجمة الميدانية وبشكل ملموس لبرنامج الإصلاحات المفصل والدقيق الذي يبني على أساسه ترشحه ووفقا لمضمونه يتم انتخابه من طرف الشعب الجزائري، وهو ما يستلزم بالضرورة المضي قدما وبسرعة نحو حوار شامل، قصد السماح بتجسيد هذا الاستحقاق الانتخابي الحاسم، حوار يجمع كلا من الطبقة السياسية والمجتمع المدني والشخصيات الوطنية، وذلكم هو السبيل الأوحد نحو إحداث القطيعة الفعلية التي ينادي بها الشعب الجزائري، قطيعة مع كل ما هو بائس وسلبي يتم من خلالها تفادي كل ما يتنافى مع المصلحة العليا للبلاد، وتبني مقاربة وطنية في محتواها وعصرية في وسائلها وأدائها، لها قابلية التطبيق على السياسة والاقتصاد وحتى على الحياة الاجتماعية والثقافية”.

 

تنظيم الرئاسيات ليس خيارا بل ضرورة حتمية

 

واعتبر الفريق أن إجراء هذا الموعد الانتخابي في أقرب الآجال وفق شروط الشفافية والمصداقية لا يعد خيارا وإنما واجبا تستوجبه الديمقراطية الحقيقية التي تصبو إليها الجزائر.

“إن إجراء الانتخابات الرئاسية في أقرب وقت ممكن وفي أحسن شروط الشفافية والمصداقية، يمثل عنصرا أساسيا تستوجبه الديمقراطية الحقيقية التي لا يؤمن بها، مع الأسف الشديد، بعض أتباع المغالاة السياسية والإيديولوجية الذين يعتبرون أن الانتخابات هي خيار وليست ضرورة، وذلك هو قمة التناقض الفكري والسياسي، فأي ديمقراطية دون انتخابات حرة ونزيهة، إلا إذا كانت الديمقراطية تعني الانغماس في مستنقع التعيين”.

ومن أجل ذلك، نبه ڤايد صالح إلى ضرورة العمل على تجميع كافة الشروط الضرورية لتنظيم استحقاق رئاسي تسبقه نقاشات بناءة وحوار رزين ورصين يكفل للمواطن منح صوته لمن يعتبره قادرا على قيادة البلد على درب الرفاهية والرقي

 

تحذير من محاولات رفع مطالب لا تعبر عن رغبة الشعب هدفها إطالة عمر الأزمة

 

وعاد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي ليحذر من محاولات بعض الأشخاص والأطراف إلى تحييد مطالب الشعب الحقيقية عن مسارها من خلال المناداة بمطالب جديدة غير موضوعية وغير بناءة تهدف إلى إطالة عمر الأزمة.

“هذا الشعب الأبي الذي عليه أن ينتبه بل ويحذر من استمرار بعض الأشخاص وبعض الأطراف في إبداء معارضة تستند فقط إلى نهج تشويه صورة الآخرين، أو صياغة طلبات جديدة واقتراحات غير صائبة بل وغير موضوعية، تصب في خانة الممارسات غير البناءة التي تهدف وعن قصد إلى إطالة أمد الأزمة التي نواجهها”.

 

حريصون على مرافقة العدالة في حربها على الفساد

 

وتطرق ڤايد صالح في كلمته إلى ملفات الفساد التي تتولى العدالة الجزائرية النظر فيها، وأكد بخصوصها حرص قيادة الجيش الوطني الشعبي على الاستمرار في مرافقة جهاز العدالة عن قناعة تامة وحس رفيع بالواجب، في سبيل تمكينها من معالجة ملفات الفساد الثقيلة والذهاب إلى استكمال مهامها إلى أبعد الحدود.

وقال في هذا الشأن:  “يتعين التأكيد مرة أخرى على عزم المؤسسة العسكرية على مرافقة العدالة وعن قناعة تامة، وحس رفيع بالواجب، وحمايتها حماية كاملة من أي مصدر كان، بما يسمح لها بأداء مهامها على أحسن وجه ويكفل لها القيام بدورها التطهيري على الوجه الأصوب، من خلال إخراج كافة الملفات ومعالجتها بكل عدل وإنصاف مهما كانت الظروف والأحوال، وبما يكفل بالتالي مثول كافة الأشخاص المفسدين مهما كانت منزلتهم الوظيفية والمجتمعية”.

 

 

لا حدود لنطاق مكافحة الفساد ولا اسـتـثـناء لأي كان

 

وأضاف “وانطلاقا من أنه لا حدود لنطاق مكافحة الفساد ولا اسـتـثـناء لأي كان، فإن هذا النهج هو الذي ستسهر المؤسسة العسكرية على انتهاجه بكل عزم في سبيل تمهيد الطريق أمام تخليص الجزائر من دنس الفساد والمفسدين قبل إجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة”.

وتابع يقول “تمكين العدالة من معالجة ملفات الفساد الثقيلة والذهاب في استكمال مهامها إلى أبعد الحدود، هو واجب وطني تشعر المؤسسة العسكرية أنها مسؤولة أمام الله والتاريخ والشعب عن حتمية إتمامه، مهما كانت الظروف والأحوال، لقد تبين الآن للشعب الجزائري من خلال كل هذه الملفات المعروضة على العدالة، بأنه قد تم في الماضي وعن قصد، توفير كل الظروف الملائمة لممارسة الفساد، وقد تبين أيضا من خلال ذلك أن ما كان يعرف بإصلاح العدالة هو كلام فارغ وإصلاحات جوفاء مع الأسف الشديد، حيث وعلى العكس تماما فقد تم تشجيع المفسدين على التمادي في فسادهم، وتمت رعايتهم من أجل التعدي على حقوق الشعب واختراق القوانين عمدا دون خوف ولا ضمير”.

 

حان الوقت لتطهير البلد من الفساد والمفسدين

 

وشدد الفريق على أنه حان الوقت لتطهير الجزائر من براثن الفساد والمفسدين الذين عكروا صفو حياة الشعب، وقال “لقد حان وقت الحساب وحان وقت تطهير بلدنا من كل من سولت له نفسه الماكرة تعكير صفو عيش الشعب الجزائري من خلال مثل هذه الممارسات، ومن كل من تسبب في سد الأفق أمام الجزائريين وبعث في نفوسهم الخوف، بل، اليأس من المستقبل”.

وأشار الى أن كل المؤشرات تؤكد أن الأزمة الاقتصادية التي يمر بها بلدنا يعود سببها بالدرجة الأولى إلى سوء التسيير من قبل بعض المسؤولين الذين فقدوا كل مقومات الالتزام، ولم يراعوا ثقل المسؤولية التي يتحملون وزرها.

“لقد تبين الآن السبب الأساسي مما يعاني منه بلدنا من أزمة اقتصادية وهو سبب تسييري في المقام الأول، أي أن المال العام كان بالنسبة لبعض المسيرين، عبارة عن مال مشاع، بل، ومباح يغترفون منه كما يريدون ووقت ما يشاءون ودون رقيب ولا حسيب، ولا مراعاة لثقل المسؤولية التي يتحملون وزرها”.

وأضاف “الغريب أن ثقل الملفات المعروضة على العدالة اليوم، تظهر بوضوح أن أصحاب هذه الملفات قد فقدوا كل مقومات الالتزام، وكل متطلبات المسؤولية، من خلال استغلال وظائفهم ونفوذهم وسلطتهم من أجل التعدي على القوانين واختراق حدودها وضوابطها”.

وتابع “فبمثل هذا التسيير غير القانوني، تم خلق مشاريع عقيمة وغير مفيدة أصلا للاقتصاد الوطني، وتم منحها بأشكال تفضيلية، وبمبالغ مالية خيالية في صيغة قروض، فبهذا الشكل تعطلت وتيرة التنمية في الجزائر، هذه الممارسات الفاسدة كانت تتناقض تماما مع محتوى الخطابات المنافقة التي كان يتشدق بها هؤلاء”.

م/ع