تحت شعار "ثروة ثمينة واستغلال أمثل دفعا للتنوع الاقتصادي"

تسخير 39 مصنعا لجمع جلود الأضاحي وتوقع استقبال أكثر من نصف مليون قطعة

تسخير 39 مصنعا لجمع جلود الأضاحي وتوقع استقبال أكثر من نصف مليون قطعة

أعلنت وزارة الصناعة، عن انطلاق بداية من الأسبوع المقبل، بمناسبة عيد الأضحى المبارك، حملة وطنية واسعة لجمع جلود الأضاحي، قصد تثمينها كمدخلات أساسية في صناعات الجلود والنسيج والمساهمة في الحفاظ على البيئة من خلال استرجاع هذه الثروة، ولإنجاح العملية تم تسخير 39 مصنعا بسعة استقبال بأكثر من 500 ألف قطعة جلد إلى جانب تسخير 1000 عامل.

وأوضح مدير الذكاء الاقتصادي على مستوى الوزارة، مقداد عقون، أن عملية جمع جلود الأضاحي لسنة 2022، التي تنظم تحت شعار “ثروة ثمينة واستغلال أمثل دفعا للتنوع الاقتصادي”، تأتي كاستمرارية للعمليات التي تم إنجازها منذ 2018، والتي شهدت توقفا خلال 2020 و2021 نتيجة انتشار جائحة كوفيد-19، وأضاف أنه سيتم تجسيد هذه العملية بالتنسيق مع جميع الجهات الفاعلة والمؤسسات والجمعيات المهنية الناشطة ضمن مهنة الدباغة وكذا المجتمع المدني، مشيرا إلى أن أهدافها تتمثل أساسا في تعزيز الحوار بين القطاعين العام والخاص واستغلال إمكانات الثروة الحيوانية وترقية شعبة الجلود، هذا إلى جانب غرس ثقافة الاسترجاع في المجتمع والمساهمة في تحسين نظافة البيئة وتشجيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على الاستثمار في هذا المجال من الدباغة والمهن ذات الصلة مما يسمح بخلق فرص العمل والثروة. وأشار المتحدث، مع مراعاة تجربة السنوات السابقة، لا سيما فيما يتعلق بتحسين جودة القطع التي سيتم جمعها، سيشرف الولاة على عملية جمع الجلود، من خلال تسهيل عمليات جمع ونقل القطع من مواقع يتم تحديدها مسبقا، حسب المسؤول. كما يعول على كافة الفاعلين المعنيين بهذه العملية لضمان نجاحها وخاصة وزارتي الداخلية والشؤون الدينية من خلال منابر المساجد، إضافة إلى قطاعي البيئة والاتصال والجمعيات، مع حشد الوسائل المادية والبشرية والبنية التحتية لقطاع الصناعة وغيرها، قائلا “إننا كقطاع صناعي مستقطب لهذه المادة، نؤكد على جاهزيتنا لاستلام واستغلال الجلود التي يتم جمعها محليا، كما نجدد التزامنا بالمساهمة في توفير الفضاءات الممكن استغلالها لتخزين الجلود على مستوى المؤسسات الاقتصادية العمومية”. كما أشار، بأن قطاع الصناعة يملك بنى تحتية مهمة تسمح بالتكفل بهذه الشعبة، مستندا إلى استقصاء أجرته مصالح وزارة الصناعة حول قدرات معالجة الجلود، فبالنسبة لجلود الأبقار، كان حجم المعالجة السنوي أكثر من 34 ألف طن، مع معدل استخدام القدرات بنسبة 71 بالمائة، في حين بلغ حجم المعالجة السنوية لجلود الأغنام ما يقرب من 4 ملايين قطعة، مع معدل استخدام القدرات بـ60 بالمائة. أما جلود الماعز، فكان حجم المعالجة السنوي بأكثر من 8،1 مليون قطعة، مع معدل استخدام القدرات 48 بالمائة.

 

قدرة المعالجة الموجودة سنويا للصوف تبلغ أكثر من 13 ألف طن

وفيما يتعلق بتخزين الجلود، فإنه يقدر بالنسبة للأبقار بأكثر من 74 ألف قطعة جلد خام وأكثر من 500 ألف قطعة جلد معالج،  فيما يقدر بأكثر من 2 مليون قطعة جلد خام وأكثر من 5،2 مليون جلد معالج بالنسبة للأغنام. أما الماعز فانه يبلغ ما يقرب من 2،1 مليون قطعة جلد خام وأكثر من 2 مليون جلد معالج. وفيما يخص معالجة الصوف، فبلغ الحجم السنوي المعالج أكثر من 10 ألاف طن بمعدل استخدام قدرة 77بالمائة، حسب المسؤول الذي اشار الى، مع معدل استخدام بـ78 بالمائة. وبالعودة إلى حصيلة عملية جمع الجلود في 2018، التي شملت ست ولايات، ذكر ممثل وزارة الصناعة بانها سمحت بجمع ما يقارب 965 ألف قطعة من أصل 800 ألف قطعة جلد مستهدفة، أي بنسبة تجسيد فاقت 120 بالمائة، اما معدل الجلود الصالحة للاستخدام فقدر بـ20 بالمائة من الكمية المجمعة، فيما بلغ الصوف المسترجع أكثر من 340 طنا. وبالنسبة لعملية الجمع لـ2019، أوضح عقون انها تمت بالتعاون مع القطاعات الأخرى المتدخلة على المستوى المحلي، لكنها تميزت بجانبها الاقتصادي من خلال جمع الجلود السليمة التي تم تقطيعها ومعالجتها بشكل جيد والتي تم نقلها إلى مدابغ مجمع النسيج جيتكس خلال الأسبوع الذي تلى أيام العيد. ومكنت هذه العملية، التي مست ست ولايات ايضا، تتواجد بها مدابغ عامة تابعة لمجمع جيتكس، من جمع أكثر من 140 ألف وحدة قابلة للاستعمال، حسب ذات المسؤول، مشيرا بخصوص تقييم العمليتين، أوضح أنه، رغم العديد من النقاط الإيجابية، إلا أن ضعف معدل استرجاع الجلود ذات النوعية الجيدة يبقى من السلبيات المسجلة. وقصد تدارك هذا العائق، دعا ممثل وزارة الصناعة المواطنين الى اتباع خطوات بسيطة لضمان جودة قطع الجلد تتمثل في السلخ الجيد ووضع الملح على الجلد مباشرة بعد الانتهاء ووضعه في المكان المخصص في الحي. من جانبه، أوضح الرئيس المدير العام للشركة القابضة للنسيج والجلود “جيتكس”، توفيق بركاني، إن المجمع سخر لإنجاح العملية جميع مصانعه، المتواجدة عبر أكثر من 20 ولاية، والبالغ عددها 39 مصنعا بسعة استقبال بأكثر من 500 ألف قطعة جلد إلى جانب تسخير 1000 عامل. ودعا بركاني، إلى اتباع الإرشادات قصد الحفاظ على سلامة القطع الجلدية وتفادي تعفنها بسبب درجات الحرارة المرتفعة، متأسفا “لإهدار أزيد من 4 ملايين قطعة جلد سنويا، في الوقت الذي تفوق فيه القيمة المالية لهذه الكمية من قطع جلود الماشية كمادة خام أكثر من 500 مليون دج”.

سامي سعد

Peut être une image de texte