الجزائر- أعلن مدير المتحف الوطني الفرنسي للتاريخ الطبيعي، برونو دافيد، أنه “مستعد” لإعادة جماجم لمقاومين جزائريين سقطوا شهداء خلال الاستعمار الفرنسي للجزائر في القرن التاسع عشر، المحفوظة في مجموعات المتحف.
وقال برونو دافيد في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية، “ندرك تماما أهمية عمليات إعادة البقايا، نظرا للإطار التاريخي” للقضية. وأضاف أن “هذه البقايا البشرية دخلت إلى مجموعاتنا الانتروبولوجية في نهاية القرن التاسع عشر بعد فصول عديدة من الغزو الفرنسي للجزائر”.
وفي عمود نشره على الانترنت، عبّر علي فريد بلقاضي الذي يطالب بعودة هذه الرفات إلى الجزائر عن أسفه لأن الجماجم “ملفوفة وموضوعة في علب كرتون عادية تذكر بعلب محلات الأحذية”.
ورفض برونو دافيد هذه الانتقادات. وقال “إنها علب مخصصة للمجموعات ومكلّفة”. وأضاف أن “هذه الجماجم مصفوفة في خزائن مقفلة في صالات مقفلة”.
وتابع “منذ أن توليت رئاسة المتحف في نهاية 2015 قررت أنه ليس من حق أحد أن يرى هذه الجماجم احتراما لرفات بشرية تم التعرف على أصحابها. أنا نفسي لم أرها إطلاقا”.
وفي السنوات الأخيرة، وقعت عرائض من قبل مؤرخين مثل ينجامان ستورا وباسكال بلانشار ومحمد حربي، تطالب بإعادة البقايا إلى الجزائر.
وقال دافيد إن “لائحة بـ41 جمجمة ثبت أنها من الجزائر” تم “تسليمها إلى الاليزيه”. وبينها جماجم لمقاومين جزائريين قاتلوا الفرنسيين وكذلك آخرين محكومين بجرائم. وأضاف “حاليا تمكنا من التأكد من أن سبعة جماجم تعود إلى مقاومين جزائريين”، بينها أيضا جمجمة الشيخ بوزيان قائد مقاومة الزعاطشة في 1849. وقد أسره الفرنسيون وأعدم رميا بالرصاص وقطع رأسه، وأخرى لأحد مساعديه. وقد أضيفتا الى مجموعات المتحف في 1880. وهناك ايضا جمجمة محمد الامجد بن عبد المالك الملقب الشريف بوبغلة الذي فجر ثورة شعبية وقتل في 1854.
ويذكر آلان فرومان أن العسكريين اعتبروا هذه الجماجم “غنائم حرب”. واضاف “بعد عشرات السنين، وهبت هذه الجماجم الى المتحف من قبل أطباء عسكريين يطمحون إلى توسيع المعرفة بالتنوع البشري”.
ولدى متحف الانسان ست جماجم أخرى لجزائريين قاتلوا في صفوف الجيش الفرنسي وتوفوا بأمراض. وأوضح برونو دافيد “هناك 28 جمجمة تتطلب دراسات معمقة للتعرف عليها. يمكن أن يكون بينها جماجم سجناء في قضايا للحق العام وكذلك لأشخاص توفوا في مستشفيات ولمقاومين جزائريين”.
ومجموعات متحف الإنسان لا يمكن التصرف بها، وقد منح هذه الجماجم التي دخلت في المجموعات الوطنية ولا يمكن أن تخرج إلا بقانون ستقوم فرنسا بصياغته.
وقال برونو دافيد “من جهتنا، نحن مستعدون وننتظر تعليمات الحكومة”.