تعترض يوميات سكانها مشاكل في شتى المجالات…. “القرية الفلاحية” بيسر تنتظر نصيبها من التنمية

elmaouid

ما تزال قرية “القرية الفلاحية” بيسر جنوب شرق بومرداس تنتظر التفاتة جدية من قبل السلطات قصد حل جملة المشاكل التي تعترض يومياتهم، وبالتالي تحسين أوضاع السكان، أين تغيب بقريتهم ضروريات الحياة من ماء وغاز وطرقات في وضعية مزرية، إلى جانب غياب أدنى المرافق الرياضية والبطالة التي نخرت أجساد الشباب.

في جولة قادتنا إلى قرية “القرية الفلاحية” بيسر، كانت تبدو وكأنها مجمع عشوائي للسكان، تتميز بفقر مدقع يظهر في مستواهم المعيشي، أين تنعدم بها شبكات المياه رغم أن المنطقة فلاحية بالدرجة الأولى وحتى الكهرباء موصولة بشكل عشوائي ومعظم المنازل بها عبارة عن بيوت قديمة أنهكها الزمن وزاد زلزال 21 ماي 2003 من حجم الخراب، حيث ما زالت التصدعات بادية على الكثير منها، ليبقى قاطنو قرية “القرية الفلاحية” يتجرعون العيش في مرارة جحيم لا يطاق في ظل تصنيف قريتهم ضمن مناطق خرجت عن مجال التغطية، والمشاريع التنموية بها غائبة ومؤجلة إلى إشعار آخر، وهي عوامل وظروف دفعت العديد منهم إلى الهجرة بحثا عن مناطق أكثر أمنا واستقرارا ولو أن أغلبها تعيش ظروفا متساوية لكنها أقل منهم بقليل..

 

وضعية الطرقات لا تبعث على الارتياح.. وتزويدهم بالغاز الطبيعي حلم ما يزالون ينتظرونه

تعيش قرية “القرية الفلاحية” بيسر جملة من المشاكل التي نغصت حياة مواطنيها الذين يعكفون على التطلع نحو حياة أفضل، من خلال جملة الاحتجاجات التي كانوا يشنونها بحثا عن تدخل السلطات لانتشالهم من جحيم المعاناة الذي أرق كاهلهم وجعلهم في دوامة النسيان.

أول مشكل طرحه سكان قرية “القرية الفلاحية”، شبكة الطرقات التي لم تشهد منذ أن وطأت أقدامهم هذه القرى التزفيت، ما جعلها تتحول إلى برك ومستنقعات بمجرد تساقط أولى قطرات الأمطار، وجعل الناقلين يعزفون عن الدخول إليها خوفا من الأعطاب التي تصيب مركباتهم وتحتاج إلى أموال باهظة لإعادة صيانتها.. أما الطرقات صيفا فهي عبارة عن غبار متطاير من هنا وهناك، ما جعل سكان هذه القرية يبقون في منازلهم خوفا من إصابتهم بأمراض التنفس والربو وأمراض القلب.

مشكل آخر يضاف إلى مشاكل سكان القرية هو الغاز الطبيعي، فسكان هذه القرية لا يزالون يتبعون الطرق البدائية في العيش من خلال استعمال الحطب للتدفئة والطهي، أما الآخرون فالجري وراء قارورات غاز البوتان هو الحل الوحيد للهروب من البرد القارس الذي تشهده قريتهم، غير أن ذلك لم يمنع التجار من استغلال فرصة الطلب الملح على هذه المادة الضرورية الحيوية للرفع من سعر القارورة الواحدة لتصل في بعض الأحيان إلى 450 دج..

 

البطالة تنغص حياة الشباب.. ولا مرافق ترفيهية تنسيهم الغبن

شباب قرية “القرية الفلاحية” يعيشون عزلة تامة وفراغا قاتلا، فلا برامج ترفيهية ولا تسلية من شأنها أن تنسيهم الغبن الذي يعيشونه، حتى فرص العمل غائبة وهو ما جعل البعض منهم يتبع طريق “الحرقة” للضفة الأخرى أو ما يسمى بالجنة المزعومة، لعله يجد أفضل من قريته لبدء حياة جديدة هروبا من بطش الجماعات الإرهابية التي ما تزال تقبع بمعاقلها المتواجدة بغابات البلدية وتجاهل السلطات المحلية لمشاكلهم العديدة والكبيرة..

أما شباب آخر فلم يجد سوى الانحراف للهروب من العيش المتدني، فشرب الخمر وتعاطي المخدرات والسرقة سبيل خلاص الشباب من البطالة في ظل غياب فرص عمل وكذا مرافق ترفيهية من شأنها أن تغير من سلوكاتهم الطائشة…

 

صمت المسؤولين زاد الوضع تعقيدا

وما زاد من سوء وضع سكان قرية “القرية الفلاحية” بيسر جنوب شرق بومرداس، التزام السلطات البلدية الصمت إزاء جملة المشاكل المثيرة التي تواجههم في يومياتهم، حيث أكد في هذا الغرض السكان أن السلطات بالرغم من علمها بهذه الأخيرة إلا أنها التزمت الصمت إزاء الوضع، وهو ما تذمر له المواطنون بالنظر إلى أهمية النقائص التي تواجههم.

ليبقى سكان القرية ينتظرون التفاتة جدية من قبل المسؤولين من أجل إيجاد حلول لتلك المشاكل التي يتخبطون فيها منذ سنوات عدة.