الجزائر- فرض الباعة الفوضويون منطقهم على أحياء عين البنيان الواقعة غرب العاصمة والتي بالكاد تمتعت بالراحة بعد تطبيق التعليمة الوزارية المشتركة القاضية بالقضاء على التجارة الموازية، ووزعوا طاولاتهم على ضفاف الطرقات بعدما شغلوا المساحة الوحيدة التي كانت متوفرة على مستوى حي البلاطو حارمين السكان من السير
والتنقل براحة دون الحديث عن مخلفاتهم التي تشوه المنظر العام كل مساء.
احتج سكان من عين البنيان ضد الباعة الفوضويين الذين كرسوا الفوضى مجددا بعدما طاردتهم المصالح الأمنية خلال السنوات الماضية، بغية الكف عن نشاطهم في انتظار ادماجهم ضمن التجارة الشرعية، ما جعلهم يعلقون هذه الممارسات ترقبا للفرج، غير أن استمرار الوضع على حاله في مقابل تباطؤ المصالح المحلية في تنفيذ وعودها جعلهم يعودون ويتمركزون على مستوى المساحة الشاغرة بحي البلاطو مستولين بذلك على الطريق المؤدية إلى حي المكان الجميل، يعرضون عليها سلعهم ويتعرضون للمارة أملا في اقتنائها منهم، ما أضحى يزعج السكان الذين يكونون في كثير من الأوقات على عجلة من أمرهم.
وحسب السكان الذين امتدت إليهم تداعيات هذه العودة السريعة، فقد أضحوا يوميا يعايشون صور الفوضى والاختناقات المرورية بالطريق التي تتضاعف فيها مدة الانتظار لاجتيازها 5 أضعاف كاملة، وكثيرا ما يتطور الاحتحاج إلى مشاجرات مع الباعة الذين لا يتوانون في الرد السريع على المنددين بعودتهم إلى المكان، ناهيك عن مخلفاتهم التي يتركونها كل مساء لتلهو بها الرياح ما شاءت قبل أن يصل عمال النظافة في اليوم الموالي وينظفوا ما استطاعوا ويغادروا.
يذكر أن السلطات الأمنية والمحلية وبالتنسيق فيما بينها، قد أقدمت على غلق تلك السوق الفوضوية وتخليص المواطنين من تلك المعاناة اليومية مع الاختناقات المرورية مؤخرا، وفرضت حاجزا أمنيا للدرك الوطني بعين المكان لضمان عدم عودة الباعة الفوضويين لممارسة نشاطهم التجاري غير النظامي بالمنطقة، ولكن وبمجرد انتهاء مهمة الحاجز الأمني عادت الفوضى من جديد بعودة التجار لفتح سوقهم هناك، وسط استهجان كبير من مستعملي تلك الطريق نظرا لمعاناتهم اليومية مع أزمة السير التي خلقها السوق الفوضوي.