أنا سيدة متزوجة وأم لثلاثة أولاد، كانت حياتي الزوجية والأسرية مستقرة وهادئة، كنت حريصة على خدمة زوجي وأولادي، وقد وفقت في هذه المهمة إلى أبعد الحدود والحمد لله، لكن أحوالي الأسرية لم تعد على ما يرام خاصة بعد تقلد زوجي منصب المسؤولية، حيث أصبح يخرج مبكرا جدا من البيت ويقضي معظم وقته في العمل ويعود إلى البيت في أغلب المرات في وقت متأخر من الليل، ومتى بقي في البيت هاتفه لا يتوقف عن الرنين وتصله مكالمات كثيرة من الجميع، وحتى أولاده لا يجد الوقت الكافي للعب معهم .
وهنا وجدتني سيدتي الفاضلة قلقة جدا وفي أغلب الأحيان أتشاجر مع زوجي لإهماله لأسرته بسبب اهتمامه المفرط بعمله كمسؤول، وفي كل مرة يقول لي إنه لم يهمل أسرته ولكن المسؤولية تتطلب منه هذه التضحيات وبذل مجهود أكبر .
لا أخفي عليك سيدتي الفاضلة أن زوجي إنسان متدين وله أخلاق عالية وملتزم بمبادئه ومواقفه في الحياة، لكنني خائفة عليه من أن تخطفه مني زميلة من زميلاته خاصة غير المتزوجات واللواتي يتصلن به كثيرا عندما يكون بالبيت، وعندما أعاتبه على ذلك يقول لي إنه كلفهن بمهمة وهو يتحدث معهن في إطار الشغل فقط ولم يتعدَ حديثه معهن هذا المجال.
إن حياتي مع زوجي أصبحت لا تطاق بسبب كثرة الخلافات، فأنا كثيرة الشكوى والمعاتبة وهو لا يبالي ومستمر في اهتمامه المفرط بعمله ويقول لي دائما إنه يعمل بإخلاص وتفان لمرضاة الله، لأن رب العالمين سيحاسبه على هذه المسؤولية.
لكنني غير مقتنعة بذلك رغم أن أحوالنا المادية قد تحسنت كثيرا.
أنا لا أريد من زوجي أن يتخلى عن هذه المسؤولية وإنما أطالبه بأن يهتم بأسرته مثل السابق.
فأرجوك سيدتي الفاضلة دليني على الحل الأرجح لمشكلتي مع زوجي قبل أن يحدث لي ما لا يحمد عقباه.
المعذبة: أم إياد من حيدرة
الرد: المتمعن في قراءة محتوى مشكلتك يتضح له أنك ضخمتي المشكل وهو لا يستحق ذلك، لأنه من البديهي الذي يوكل له منصب المسؤولية ستزداد مسؤوليته تجاه مختلف المهام التي يؤديها وتأخذ منه وقتا أكثر، وهذا لا نراه تغيرا في سلوكات زوجك.
ضف إلى ذلك أن المهام الإضافية التي يقوم بها زوجك بحكم تقلده لمنصب المسؤولية يتقاضى بموجبها أجرا إضافيا عما كان يتقاضاه سابقا.
وهنا أبديت رضاك على ما أصبح يتقاضاه حاليا بعدما أصبح مسؤولا، لكنك ترفضين إضافته الوقت والمهام التي يؤديها.
وعليه، أنت مطالبة سيدتي الفاضلة بإعانة زوجك لتأدية مهامه كمسؤول على أكمل وجه، وأيضا أن توفري له الجو الملائم داخل البيت ليرتاح من تعب العمل، خاصة وأنه يريد إرضاء الله بتفانيه في أداء مهامه كمسؤول وتأكدي أنك بتصرفاتك هذه مع زوجك تدفعينه إلى انتهاج ذلك الطريق، فلا تكوني سببا في تغيير سلوكات زوجك وقللي من شكواك وخلافاتك معه وأعينيه على تفانيه في عمله، وهذا الحل الأرجح لتكون حياتك مع زوجك على أحسن ما يرام.
وهذا ما ننتظر منك أن تزفيه لنا عن قريب بإذن الله، بالتوفيق.