طالبت 47 عائلة تقطن بالحي الفوضوي “الريف” بيسر شرق ولاية بومرداس، السلطات المعنية وفي مقدمتها والي الولاية، بضرورة الإسراع في التدخل من أجل ترحيلهم إلى سكنات لائقة تنهي معاناة دامت عقودا من الزمن في بيوت هشة انتهت صلاحيتها وأصبحت غير صالحة لإسكان البشر فيها.
وفي لقاء جمعنا مع بعض قاطني الحي الهش “الريف” بيسر شرق بومرداس، أكدوا لنا أنهم يعيشون واقعا اجتماعيا صعبا في ظل جملة المشاكل التي تعترض يومياتهم بداية بخطر انهيار السكنات التي يعيشون فيها في أية لحظة، بالنظر إلى كونها عبارة عن خرسانة إسمنتية بدون أعمدة ولا أساسات ولا أحزمة، ناهيك عن تشقق الجدران وتصدع الأسطح، خاصة و أن المنطقة معروفة بنشاطها الزلزالي من فترة إلى أخرى، ما قد يحدث كارثة كبيرة تؤدي إلى وقوع ما لا يحمد عقباه.
كما يواجه سكان هذا الحي الهش مشكلة انعدام قنوات الصرف الصحي، أين يعتمدون على المطامير، وهو ما يشكل خطرا بيئيا وصحيا عليهم، ناهيك عن تدهور الطرقات الداخلية للحي في ظل عدم صيانتها منذ زمن طويل، ما يعرقل سير الراجلين وأصحاب المركبات خاصة في فصل الشتاء في ظل تحولها إلى مستنقعات مائية وبرك، أما صيفا، فإن الغبار المتطاير هو سيد يومياتهم، ما يعرضهم لأمراض خاصة منهم ذوي الحساسية والربو، إلى جانب معاناتهم من غياب الإنارة العمومية التي أصبحت تشكل هاجسا حقيقيا للسكان الذين أضحوا يتجنبون الخروج في الفترة الصباحية والمسائية خوفا من تعرضهم للسرقة والاعتداءات في ظل تحول الحي إلى مسرح لمختلف الجرائم، في الوقت الذي يعاني فيه السكان من غياب المياه الصالحة للشرب، أين يعتمدون على اقتناء الصهاريج التي أثقلت أسعارها كاهلهم.
كما طالب سكان الحي المسؤولين المحليين بحماية حيهم من الخطر البيئي الذي أصبح يحدق به، في ظل الانتشار الكبير والواسع للنفايات والأوساخ في عز تفشي وباء “كورونا”، وهو ما ينذر بكارثة صحية قد تكون عواقبها وخيمة.
وقد أكد سكان الحي أنه سبق وأن رفعوا العديد من المراسلات لمسؤوليهم من أجل التحرك، أين تلقوا وعودا بالترحيل الفوري في سنة 2016، غير أنه لا حياة لمن تنادي بدليل بقائهم في تلك السكنات الهشة.
لتبقى آمال قاطني الحي الهش “الريف” بيسر معلقة على تدخل والي ولاية بومرداس السيد “يحيى يحياتن” في القريب العاجل من أجل ترحيلهم إلى سكنات لائقة تنهي معاناة دامت عقودا من الزمن.
أيمن. ف