فصلت وزارة التربية الوطنية في مهام المجلس الوطني للبرامج، الذي قام بتنصيبه وزير التربية، الأحد، على رأسها استحداث البكالوريا الفنية، تخفيف المناهج والتفتح على اللغات الأجنبية، إعادة النظر في نظام التقييم والتقويم التربوي وإصلاح منظومة الإرشاد والتوجيه المدرسي والمهني وإيلاء العناية اللازمة للتعليم الابتدائي، لا سيما تخفيف وزن المحفظة.
وحسب بيان صادر عن وزارة التربية الوطنية، فإن مهمة المجلس الوطني للبرامج بعد تنصيبه وكل المؤسسات والهيئات التابعة لوزارة التربية الوطنية، هي السعي وفق خارطة طريق لتحقيق أهداف وزارة التربية الوطنية وبالتالي تجسيد قرارات رئيس الجمهورية، خاصة ما تعلّق باستحداث البكالوريا الفنية، تخفيف المناهج والتفتح على اللغات الأجنبية، إعادة النظر في نظام التقييم والتقويم التربوي وإصلاح منظومة الإرشاد والتوجيه المدرسي والمهني وإيلاء العناية اللازمة للتعليم الابتدائي، لا سيما تخفيف وزن المحفظة. وتعتبر هذه الخطوة أولى خطوات التدرج نحو هذه المساعي الكبيرة والطموحات المشروعة، كما سيُمكّن المجلس من كل أدوات العمل وسيُرافق برسالة مهمة تكون فيها الأولويات محددة بإحكام ومخرجاتها مسطرة بانتظام، لتحقيق الغايات سالفة الذكر في أوانها وبكل مقتضياتها، ومن هنا تأتي أهمية المجلس الوطني للبرامج في تنفيذ سياسة التربية الوطنية. كما أن المجلس الوطني للبرامج هيئة وطنية مختصة، تُقدّم آراء واقتراحات في كل المسائل المرتبطة بالمناهج الدراسية انطلاقا من تصوّرها فإعدادها ثم تقييمها، والمساهمة في وضعها حيّز التطبيق ومتابعة تنفيذها في الميدان، بالإضافة إلى ما يتعلّق بالمواقيت والوسائل التعليمية. ولأجل ذلك تمّ تعزيز تشكيلته بالموارد البشرية اللازمة من ذوي الخبرات في مجال التربية والتعليم وخبراء من هيئات مؤسساتية مختصة تتمثل في: المجلس الإسلامي الأعلى، المجلس الأعلى للغة العربية، المحافظة السامية للأمازيغية والمركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954، يكون دورهم السهر على انسجام الموارد المعرفية في المناهج مع السياسة التربوية للوطن. كما يضم المجلس أعضاء من بين الباحثين الجامعيين في مختلف المجالات العلمية والتخصصات: اللغات، علوم التربية، العلوم الإنسانية والاجتماعية، العلوم الدقيقة والتجريبية والتكنولوجية، الفنون والتربية البدنية والرياضية. دورهم السهر على ضمان السند العلمي للبرامج التعليمية. ويضم أيضا المجلس، مجموعات متخصصة في المواد، وهم أساتذة جامعيون، مفتشون وأساتذة من الميدان، هم العامل المجسّد للأفكار والضامن للانسجام العمودي (داخل المادة نفسها) والأفقي (بين المواد) والعين الساهرة على المتابعة في الميدان.
* إعداد مناهج لترقية التربية الفنية في الوسط المدرسي ورعاية المواهب الفنية
وبناء على تعليمات بلعابد، فإن المجلس سيكون دوره الكبير الاهتمام البالغ بالأداء التربوي وعمل الأساتذة داخل القسم، وبقيادة المؤسسات التربوية التي أصبحت تتطلّب نمطا جديدا من الحوكمة لتحقيق الأهداف التربوية بإرساء الكفاءات التي تحددها ملامح تخرّج التلاميذ في كلّ مرحلة تعليمية، هذا بالإضافة إلى تحديد ملامح الكفاءات المهنية للأساتذة والفاعلين الآخرين في حقل التربية من مفتشين ومديرين وغيرهم. ويضطلع أيضا بمهمة تجديد الطرائق البيداغوجية والمساعي التعليمية-التعلمية التي تحقق النجاعة التربوية واقتراح أساليب تقويم مكتسبات التلاميذ وفق المعايير الدولية وكيفيات المعالجة البيداغوجية قصد الارتقاء بالمدرسة الجزائرية إلى مصاف مدارس الجودة. كما أن من أولويات ذات المجلس وفق بيان لوزراة التربية التكفل بالانشغالات التربوية محل اهتمام السلطات العليا للوطن، وتجسيدها في أعماله المستقبلية، وإعداد مناهج لترقية التربية الفنية في الوسط المدرسي ورعاية المواهب الفنية استجابة لاستحداث (بكالوريا فنية)، فضلا عن ترسيخ الرقمنة في الممارسات التعليمية كوسيلة لمواجهة التحديات العلمية والتكنولوجية المتسارعة، كما أنه من مهامه دعم التوجه العلمي والتكنولوجي في المناهج الجديدة، وإرساء التربية على أسس اجتماعية وطنية وعلى قيم المواطنة مع التفتح على العالم، وتكييف كفاءات التلاميذ مع المعايير الدولية، سيما ما تعلّق بكفاءات القرن الواحد والعشرين، ومراجعة المناهج المدرسية، وتجديد الممارسات الصفية قصد إحداث القفزة النوعية للمدرسة الجزائرية.
سامي سعد

















