ما يزال مكتتبو مشروع 768 مسكنا تساهميا بالسويدانية يقاسون الأمّرين في كراء سكنات لدى الخواص، التي تتطلب أحيانا دفع مستحقات مسبقة لعام كامل بسبب التماطل في تسليمهم شققهم المكتملة، مشيرين بأصابع الاتهام الى القائمين على أشغال ربط السكنات الجديدة بمختلف الشبكات الحيوية والتي وقفت حائلا أمام استفادتهم من هذه السكنات، مناشدين السلطات التحرك لضبط الأمور واجبار ديوان الترقية والتسيير العقاري للدار البيضاء على إنهاء الأشغال وتحرير المستفيدين من التكاليف الإضافية التي يجبرون على دفعها للمستأجرين مقابل الإيواء .
خرج مكتتبو السكنات الاجتماعية التساهمية عن صمتهم إزاء الظلم المسلط ضدهم بعدما دفعوا كل مدخراتهم وممتلكاتهم للظفر بمسكن يحفظ كرامتهم ويسمح لهم بالانصراف إلى مشاريعهم المستقبلية المعلقة منذ أن جرّتهم الظروف لاختيار هذه الصيغة السكنية التي أظهرت كثيرا من المشاكل بسبب التناقض المسجل بين الالتزامات المتفق عليها وتكاليف البناء التي ارتفعت بشكل كبير جعلت أصحاب المشاريع يتنصلون من مسؤولياتهم قبل أن يرضخوا أخيرا إلى تهديدات الوصاية، غير أن كثيرا من المعوقات ما تزال تحول دون إمكانية استفادة المعنيين من سكناتهم ومنها مشكل الربط بالشبكات الحيوية الذي ما يزال بعيد المنال بالنسبة لمشروع 768، حيث لم يكلف ديوان الترقية والتسيير العقاري للدار البيضاء نفسه عناء تتويج المشروع المكتمل بالأشغال الموعودة واكتفى بتقديم الوعود التي لم تكن حسب المكتتبين إلا وسيلة للتهرب من احتجاجاتهم، بحيث فرض التماطل نفسه كأكبر مشكلة أضحت تواجههم في الوقت الحالي.
وحسب المكتتبين، فإن أكثر ما أثار حفيظتهم هو دفعهم كل المستحقات المالية للسكنات التي لم تُسلم بعد، بينما لايزال جلهم يؤجر سكنات بمبالغ مرتفعة جدا عند الخواص، خاصة أن ديوان الترقية والتسيير العقاري للدار البيضاء، حسب تأكيدهم، لم يحدد تاريخ منحهم شققهم، واكتفى بتقديم الوعود التي لم تتجسد إلى حد الآن. واعتبر المستفيدون من هذا المشروع، أن ذلك يعد إجحافا في حقهم، كون أغلبهم عمال بسطاء، يعيشون أزمة سكن حادة، لا تسمح لهم بالاستمرار في دفع مستحقات الكراء التي أنهكت جيوبهم، مطالبين بأخذ شكواهم بعين الاعتبار، وتحقيق حلم الحصول على شقة لائقة، على غرار آلاف العائلات التي تم ترحيلها ومنحها سكنات إيجارية عمومية، سواء على مستوى بلدية السويدانية، أو مختلف بلديات ولاية الجزائر.
إسراء. أ