تنصّل زوجي من مسؤوليته تجاه أسرته دفع ابني إلى إهمال دراسته ومصاحبة رفقاء السوء.. فما الحل؟

تنصّل زوجي من مسؤوليته تجاه أسرته دفع ابني إلى إهمال دراسته ومصاحبة رفقاء السوء.. فما الحل؟

أنا سيدة متزوجة وأم لولدين، أكبر أولادي يبلغ من العمر 16 سنة وأصغرهم 7 سنوات، أحاول أن أكون في المستوى المطلوب مع أسرتي وأن أكون أما مثالية لأولادي، والحمد لله وفقت إلى حد كبير في هذه المهمة، لكن في الآونة الأخيرة ومع انتقال ابني إلى مرحلة التعليم الثانوي حدث معي ما لم أضع له حسابا، حيث لم يعد مهتما بدراسته ولا يهمه النجاح فيها، وكلما تحدثت معه في أمور تخصه ولها علاقة بدراسته يثور في وجهي ويستعمل ألفاظا غير لائقة، وأصبح يخالط شلة من رفقاء السوء يذهب معهم إلى أماكن بعيدة دون إخباري وعندما أعاتبه على أفعاله وأنصحه بالابتعاد عن ذلك الطريق المشين، لا يسمعني ويضرب بنصائحي عرض الحائط، وما يؤسفني أكثر في هذا الأمر أن زوجي أكثر استهتارا من ابني، متنصل من مسؤولياته تجاه أبنائه، حيث يقضي معظم وقته بين عمله والسهر مع أصدقائه إلى وقت متأخر من الليل .

حاولت معه كثيرا لأجبره على الإحساس بمسؤولياته تجاه أسرته، لكن دون جدوى، وهذا ما جعل ابني يسير في طريق غير سوي ويتبع رفقاء السوء وحتى نتائجه في الفصل الأول من الموسم الدراسي الحالي (2026/2025) كارثية لأنه في الحقيقة لم يراجع دروسه في البيت، خاصة وأن أبناء أشقاء زوجي ممتازون في دراستهم لأن أولياءهم مهتمون بهم عكس زوجي تماما وأبناؤهم أفضل من أولادي من كل النواحي، وقد أخبرت زوجي وابني بهذه الحقائق، لكنهما لم يهتما لكلامي، وما زال ابني مستمرا في نفس الطريق وأيضا زوجي غير مبالي ومتنصل من مسؤولياته تجاه أسرته.

أنا جد متذمرة من هذه التصرفات لإبني وتنصل زوجي من مسؤوليته تجاه أسرته.

ولذا لجأت إليك سيدتي الفاضلة لمساعدتي في إيجاد حل يعيد ابني إلى رشده ويجعل زوجي مسؤولا عن أسرته قبل أن أتخذ قرارا لا يحمد عقباه.

الحائرة: أم أمير من العاصمة

الرد: يبدو من خلال ما جاء في محتوى مشكلتك مع ابنك وزوجك أن أسلوب تعاملك معهما دفع إلى استمرارهما في نفس السيرة كمقارنتك لهما بالغير وتفضيل الآخرين عليهما كإخوة زوجك وأبنائهم وتفوقهم في دراستهم على أساس أنهم أفضل من زوجك وأبنائهم أفضل من ابنك.

والمطلوب منك فورا التخلي عن أسلوب المقارنة بين أفراد أسرتك وحياة الآخرين، لأن لكل واحد منا طريقته في تسيير حياته الشخصية والعائلية وأكيد كل إنسان يجتهد في أن يكون مميزا في حياته عن الآخرين، واستمرارك في التعامل معهم بنفس الطريقة يدفعهما إلى الاستمرار في نفس الطريق ويعملون على ما يثير غضبك، وعليك اختيار الوقت المناسب الذي يكون فيه زوجك هادئا للحديث معه في هذا الموضوع وتذكريه بواجبه تجاه أسرته وأن إهماله وتنصله من هذه المسؤولية، أي مسؤوليته تجاه أبنائه ستعود عليهم بالسلب مثلا سيرة ابنه البكر الذي أهمل دراسته وأصبح يصاحب رفقاء السوء وهذا الطريق له عواقب وخيمة على حياة الأبناء.

أما بخصوص ضعف نتائج ابنك الدراسية في الفصل الأول، فلا تقلقي ولا تضغطي عليه أكثر لأنه يستطيع تدارك ذلك في الفصل الثاني، فقط غيري من معاملتك لابنك وحاولي التعامل معه بذكاء ولا تنسي أنه يمر بمرحلة عمرية حرجة جدا في حياة الانسان وهي مرحلة المراهقة، وهنا يجب التعامل معه بحذر حتى يعرف غلطته ويعود إلى رشده واطلبي من زوجك أن يهتم بأبنائه ويقوم بواجبه تجاه أسرته قبل فوات الأوان، وعليه أن يقف إلى جانب ابنه، خاصة وأنه لا يسمع لكلامك وضرب بنصائحك عرض الحائط.

نأمل أن تزفي لنا عن قريب خبر عودة ابنك إلى رشده وصلاح حال زوجك بإذن الله… بالتوفيق.