أوصى المشاركون في “الجلسات الثالثة حول واقع وآفاق تطوير صناعات الجلود في الجزائر”، التي نظمتها اللجنة الوطنية الاستراتيجية لفرعي الصناعات التحويلية للنسيج والجلود، بولاية تلمسان، الى ضرورة خلق مركز وطني تقني لهذا الفرع الصناعي وتعزيز التكوين ووضع مخابر لمراقبة الجودة سواء للمنتوجات المستوردة أو محلية الصنع وكذا تبني اللوائح الفنية.
ونظمت اللجنة الوطنية الاستراتيجية لفرعي الصناعات التحويلية للنسيج والجلود، بولاية تلمسان، “الجلسات الثالثة حول واقع وآفاق تطوير صناعات الجلود في الجزائر”، التي تاتي في إطار تنظيم الفروع الصناعية وتحقيق التكامل والإدماج المحليين من أجل ترقية الانتاج الوطني وتثمينه. وشارك في أشغال هذه الجلسات حوالي 200 مشارك ممثلا عن الوزارات المعنية ومنظمات أرباب العمل والجمعيات المهنية وكذا الخبراء وأبرز المتعاملين الاقتصاديين العموميين والخواص، لا سيما من ولاية تلمسان والولايات المجاورة لها. وشكلت هذه الجلسات فرصة هامة لدراسة ومناقشة كيفيات النهوض بصناعات الجلود ببلادنا عن طريق ابراز ممثلي وزارة الصناعة أهمية تكتلات المؤسسات (clusters) في تعزيز تنافسية الفروع الصناعية ودورها كفضاءات للتشاور ما بين المؤسسات والهيئات الرسمية وكذا كونها تنظيمات اقتصادية تساهم في ترقية المنتوج الوطني ومواجهة منافسة المنتوجات المستوردة وركائز لبعث هذه الصناعات من جديد في بلادنا. كما كان لممثلي القطاعات الوزارية المعنية بصناعات الجلود مداخلات قيّمة، حيث بقطاع الفلاحة تم تقديم أرقام وإحصائيات تبرز القدرات الوطنية للثروة الحيوانية وللمذابح والمسالخ المنتشرة في ربوع البلاد المساهمة في دعم قطاع التحويل الصناعي بالمادة الأولية للجلود، وطرح الموضوع للنقاش الذي خلص إلى ضرورة تبني خطة وطنية متعددة القطاعات واضحة تمكن من الاستغلال الأمثل لهذه المادة الأولية لاسيما في مراحل جمعها ومعالجتها الى غاية تقييم وضعية الهياكل الوطنية من مذابح ومدابغ بهدف تأهيلها وترقيتها. وبقطاع التجارة، شغل موضوع استيراد المنتوجات النهائية لصناعات الجلود، حيزا هاما من النقاش بعد تقديم الأرقام والإحصائيات السنوية الخاصة بها، وكذا تقييم أثر هذا الاستيراد على تنافسية المنتوج الوطني وكيفيات حمايته، بإعطاء الفرصة لأداة الإنتاج الوطنية لتلبية احتياجات السوق الوطنية تنفيذا للسياسة الحكومية الرامية لإيلاء الأولوية للمنتوج الوطني وكذا إحلال الواردات. أما بقطاع التكوين المهني، تم عرض مدونة التكوين الوطنية المتاحة للشباب في المهن المرتبطة بصناعات الجلود ومدى ملاءمتها مع المتطلبات والتكنولوجيات الحديثة، حيث أشار المتعاملون والمختصون لضعف التكوين ونقص اليد العاملة المؤهلة في هذا المجال وهو ما يؤكد ضرورة تعزيز التعاون مع قطاع الصناعة بتحيين المدونة وتقريب معاهد التكوين من مراكز انتشار الصناعات التحويلية للجلود. وقد كللت أشغال هذه الجلسات الثلاثة، بتقديم جملة من التوصيات الرامية لإعادة بعث صناعات الجلود في بلادنا كان أبرزها، ضرورة تخصيص مناطق نشاط مصغرة لهذا النشاط، وتعزيز التنسيق في سلسلة القيمة من منتجي المواد الأولية إلى غاية المنتوج النهائي، والعمل على ترقية جودة المنتوج الوطني بمرافقة القطاعات الوزارية المعنية وتأهيل هياكل التسويق والتوزيع الوطنية مع ضرورة خلق معرض دولي وترقية التصدير، وتشجيع الشراكات رابحة-رابحة مع المؤسسات العالمية الرائدة. كما وقع المتعاملون الناشطون على مستوى ولاية تلمسان والولايات المجاورة لها، على هاش هذا اللقاء، مذكرة تفاهم لإنشاء ثاني تكتل للصناعات التحويلية للجلود (Cluster des industries du cuir)، ما بين المجمع العمومي للنسيج والجلود (GETEX) والمؤسسات الخاصة الرائدة في هذا المجال والجمعيات المهنية والمعهد الوطني للتكوين والتعليم المهنيين لتلمسان، ويضاف بذلك إلى التكتل الأول الذي أسسته اللجنة الوطنية على مستوى ولاية المدية.
سامي سعد










