في خطوة علمية واعدة تهدف إلى تعميق التعاون الأكاديمي بين الجزائر وموريتانيا، وقّعت جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا، اتفاقية توأمة مع جامعة نواكشوط، تركز على تطوير الذكاء الاصطناعي وتوظيفه في القطاع الزراعي، وبشكل خاص في تطوير زراعة التمور، التي تعد من القطاعات الاستراتيجية لكلا البلدين.
وجرى توقيع الاتفاقية بالعاصمة الموريتانية، على هامش معرض المنتجات الجزائرية، بحضور مدير جامعة هواري بومدين، البروفيسور جمال الدين اكرتش، ورئيس جامعة نواكشوط علي محمد سالم البخاري، بالإضافة إلى وزير التعليم العالي والبحث العلمي الموريتاني، يعقوب ولد أمين.
ماستر مزدوج في الذكاء الاصطناعي

وأوضح البروفيسور اكرتش، في تصريحات لـوكالة الأنباء الجزائرية (وأج)، أن الاتفاقية تتضمن إطلاق برنامج ماستر مزدوج بين الجامعتين، ابتداءً من الدخول الجامعي المقبل، يركز على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في رفع مردودية وفعالية إنتاج التمور، وهو مجال يحظى باهتمام بالغ لدى الحكومتين الجزائرية والموريتانية في ظل التحديات المناخية والاقتصادية الراهنة.
آفاق أكاديمية وتبادل علمي
وأضاف مدير الجامعة، أن البرنامج سيُفتح أمام الطلبة الجزائريين والموريتانيين على حد سواء، وسيتيح لهم الاستفادة من أحدث التطورات العلمية في مجال الذكاء الاصطناعي الزراعي، مشيراً إلى أن المبادرة تمثل آفاقًا أكاديمية واعدة، سواء من حيث التأهيل العلمي أو من حيث فرص البحث والتطبيق الميداني.
دعم برنامج “أدرس في الجزائر”
كما كشف البروفيسور اكرتش، أن هذه الاتفاقية تندرج ضمن برنامج “أدرس في الجزائر”، الذي أطلقته وزارة التعليم العالي الجزائرية في أفريل الماضي، ويهدف إلى استقطاب الطلبة الدوليين وتعزيز مكانة الجزائر كوجهة أكاديمية رائدة في إفريقيا والعالم العربي. وفي هذا السياق، أكد اكرتش أن أبواب جامعة هواري بومدين مفتوحة أمام الطلبة الموريتانيين في مختلف التخصصات والأطوار، من الليسانس إلى الدكتوراه.
ثمرة زيارة وزارية سابقة
وتعد الاتفاقية، ثمرة مباشرة لزيارة وزير التعليم العالي الموريتاني إلى الجزائر في أفريل الماضي، والتي ساهمت -وفقًا لذات المتحدث- في تسريع تجسيد هذه المبادرة، وتُعد خطوة مهمة في توطيد العلاقات العلمية والتقنية بين البلدين الشقيقين. ومن المنتظر أن تفتح هذه المبادرة الباب أمام مزيد من الشراكات العلمية في مجالات حيوية أخرى، بما يعزز التكامل الإفريقي في العلوم والتكنولوجيا، ويضع الذكاء الاصطناعي في خدمة التنمية الزراعية المستدامة.
إيمان عبروس