تبدأ الجزائر في تعاون جديد مع ألمانيا في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء، وذلك ضمن خطط البلدين للتعاون في مجالات متعددة، تتصدرها الطاقة النظيفة والمتجددة.
نظمت وزارة الطاقة والمناجم بالتعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي، والوزارة الفدرالية للاقتصاد وحماية المناخ، بالجزائر العاصمة، الثلاثاء، الطبعة الرابعة لليوم الجزائري-الألماني للطاقة. وبحسب وزارة الطاقة، انطلقت أعمال هذا اليوم، بكلمات افتتاحية لكل من وزير الطاقة والمناجم، السيد محمد عرقاب، ووزيرة البيئة والطاقات المتجددة، السيدة سامية موالفي، وكذا نائب وزير الاقتصاد وحماية المناخ BMWK، السيدة فرانزيسكا برانتنر. كما حضر هذا اللقاء كل من السيد نورالدين ياسع محافظ الطاقات المتجددة والفعالية الطاقوية، وسعادة سفيرة الجمهورية الفدرالية الألمانية، السيدة إليزابيث ولبير، وسعادة سفير ورئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في الجزائر، السيد توماس ايكارت. وقد كانت أعمال هذا اللقاء، فرصة تباحث خلالها السيد وزير الطاقة والمناجم، والسيدة نائب الوزير حالة علاقات التعاون الثنائي الجزائرية الألمانية وآفاق تطويرها، لا سيما في مجالات الغاز الطبيعي والكهرباء والطاقات الجديدة والمتجددة، الهيدروجين وتثمين الكفاءة الطاقوية، بالإضافة إلى مواضيع أخرى تتعلق بالسياسة الطاقوية وحماية البيئة والمناخ. ويعتبر التعاون الجزائري-الألماني منصة للحوار والتشاور والتبادل حول التحديات التي يجب مواجهتها من أجل تحقيق الأهداف المشتركة والمسطرة في إطار اتفاق باريس ومذكرة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة آفاق 2030، لضمان الوصول إلى طاقة آمنة ومستدامة وحديثة وبأسعار معقولة للجميع. واعتبرت وزارة الطاقة، شعار هذه الطبعة “معا نحو حلول جديدة للطاقة المستدامة”، تعبير عن رغبة مشتركة في مواجهة التحديات الاقتصادية والصناعية والمالية والتكنولوجية والبيئية التي نواجهها وتحديد سبل التفكير والعمل على نشر التقنيات منخفضة الكربون مثل الهيدروجين، باعتباره وسيلة طاقوية ورافعة لإزالة الكربون في قطاع الطاقة وتطوير الطاقات المتجددة. وهكذا، فإن الجلسة الأولى لهذا اليوم بعنوان الهيدروجين الأخضر -فرص وتحديات الشركات- جعلت من الممكن تسليط الضوء على قدرات الجزائر في مجال الهيدروجين والإمكانات الحالية التي تسمح لها بمواصلة لعب دورها كلاعب رئيسي في مشهد الطاقة العالمي ومورد آمن وموثوق للطاقة، والتي توفر فرصًا حقيقية للشراكات الوطنية والدولية. واستمر العمل بالمناقشات حول تطوير الطاقات المتجددة في الجزائر، ودمجها في الشبكة، وكذلك الطاقات المتجددة اللامركزية ودور كفاءة الطاقة في حماية المناخ. وأضاف وزارة الطاقة: “يتم إنتاج حوالي نصف الكهرباء المستهلكة في ألمانيا من الطاقات المتجددة، ولا سيما الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. وقد أظهرت هذه التجارب أن تطوير الطاقات المتجددة يجب أن يقترن بالدعم المالي ونقل التكنولوجيا الضروريين لتنميتها”. من جهة أخرى، وقع مجمع سوناطراك، مع شركة الغاز الألمانية “في أن جي-آ جي”، على مذكرة تفاهم تهدف إلى دراسة إمكانات التعاون لإنجاز مشاريع في مجال الهيدروجين والأمونيا الخضراء بهدف تصديرهما نحو ألمانيا، حسبما أفاد به بيان للمجمع. وتم التوقيع على مذكرة التفاهم على هامش الطبعة الرابعة ليوم الطاقة الجزائري-الألماني المنظم، الثلاثاء. وسيتم التركيز في البداية على إنجاز دراسات الجدوى المتعلقة بسلسلة القيم للهيدروجين من الإنتاج والنقل إلى التسويق، بهدف تقييم إمكانات المشاريع التجارية التي سيتم تطويرها سويا في هذا المجال، حسب البيان الموزع على الصحافة على هامش التوقيع. وأضاف ذات المصدر، أن شركة سوناطراك تنخرط “بشكل تام” في خارطة الطريق الوطنية لتطوير الهيدروجين الأخضر بهدف إطلاق مشاريع تجريبية في المدى المتوسط، مبرزا أن شبكة القنوات الدولية الرابطة بين الجزائر وأوروبا، التي يمكن استعمالها لنقل الهيدروجين الأخضر، وتوفر إمكانات إنتاج الطاقة الشمسية تسمحان لسوناطراك “بالانخراط في استراتيجية طويلة المدى لتجسيد مشاريع الهيدروجين الأخضر بتكاليف تنافسية”.
أ.ر
