تورّط عدد من المواطنين في تلويث حي ديار الجماعة بباش جراح بالعاصمة، من خلال تجاهلهم للإجراءات التي اتخذتها السلطات المحلية للتخلّص من مخلفات أعمال البناء واستغلوا حفرة الردم لإلقاء النفايات وحرقها، مسببين فوضى كبيرة وانتشارا غير مسبوق للروائح الكريهة، وكذا حرمان رواد الحديقة المقابلة والمساحات الخضراء المنتشرة في محيطها من التنقل إليها بسبب الوضع الكارثي الذي آلت إليه.
حمّل عدد من السكان الذين أطلقوا على أنفسهم صفة حماة البيئة الكثيرين مسؤولية تشويه حي ديار الجماعة بفعل تصرفاتهم بعدما تورطوا في تحويل حفرة الردوم إلى مفرغة عمومية من خلال رمي النفايات على مستواها، ما جعل روائح كريهة تنبعث منها، خاصة بعد حرقها مؤثرة بالسلب على قاطني هذا الحي خاصة مع الوضع الكارثي الذي آلت إليه والذي يزداد تفاقما يوما بعد يوم وأضحى المسبّب الرئيسي للأمراض.
وحسب هؤلاء، فإن المفرغة أثرت وبشكل كبير على المساحات الخضراء المتواجدة بالجوار، فالحديقة العمومية المتواجدة بوسط ديار الجماعة لا يمكن قصدها والجلوس على مستواها بسبب الروائح الكريهة المنبعثة من المفرغة، والحال يتضاعف بالنسبة لمرضى الربو وضيق التنفس الذين فرضت عليهم هذه الأوضاع الكارثية دون أن تتحرك السلطات المحلية لمنع المتورطين من الاستمرار في ارتكاب مثل هذه المخالفات التي من المفروض أن القانون يعاقب عليها، مشددين على المسؤولين التحرك وعدم الاكتفاء بإلقاء المسؤولية على المواطنين من خلال التصريح بأن المفرغة لم توضع للنفايات المنزلية، وقرار الغلق أُتخذ في حقها باعتبار أن دورها كان استيعاب الردوم والخشب ومخلفات البناء، ولم تخصص يوما للنفايات المنزلية، في انتظار نقلها من طرف أعوان النظافة إلى أماكنها المخصصة.
واعتبرت السلطات المحلية أن هذا الأمر هو نوع من أنواع التجاوزات التي يرتكبها المواطنون دون وعي منهم للأضرار المترتبة عن ذلك، والتي تعود عليهم بالسلب قبل أي طرف آخر، مؤكدة أنها تعمّدت الإقرار بغلقها وإن كان الإجراء مؤقتا إلى حين إخطار المواطنين بالأخطار المترتبة عن هذه السلوكات التي لن تحول دون إيجاد أماكن أخرى لإلقاء نفاياتهم بعيدا عن قنواتها المسموح بها.