* من راودهم وهم مسخ هويتنا خابوا أمام إرادة شعب حر
* للجزائر أساس صلب بمرجعيته النوفمبرية جعلها تصمد وتنتصر أمام الهزات والمحن
* تبون يؤكد تطلعاته إلـى بناء جزائر صاعدة.. آمنة وموحدة
أكد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أن الجزائر اليوم مدركة للتحولات العميقة على الصعيد الإقليمي والدولي، وتتجه في كنف الأمن للعمل على تهيئة الأسباب التي تحفظ مكانتها وموقعها في سياق عالمي، تطبعه التقلبات والاضطرابات، كما أوضح الرئيس، أن جرائم الاستعمار البشعة لن يطالها النسيان، ولن تسقــط بالتقادم، ولا مناص من المعالجة المسؤولة المُنصفةِ والنزيهة.
وقال الرئيس تبون في رسالة بمناسبة، عيد النصر، نحتفل بمرور ستين سنة على يوم وطني تاريخي، خلدته تضحيات الشعب الجزائري وقوافل الشهداء الأبرار رمزا للنصر، وللخلاص من هيمنة الاستعمار البغيض .. فلقد كان إعلان وقف إطلاقِ النار، بعد مفاوضات إيفيان، نصرا وإيذانا بدحر ظلم وظلام المعتدين على أرضنا الطاهرة، الذين راودهم وهم مسخ هويتنا، وطمس حضارتنا وثقافتنا وتراثِنا، فَخابوا أمام إرادة شعبٍ حُر ومصمم على البقاء حرًا أصيلا. وأبرز الرئيس، إن هذه اللحظة التاريخية في مسيرة الأمة المُظفّرة، ما كانت لتكون بذلك الصدى الـمُدوي العظيم الـممتد إلى أصقاع الدنيا، لو لم تكن تتويجا ساطعا، لثورةٍ ملحميةٍ مجيدة، ومحصلةً حتمية، لتضحياتٍ سخية مريرة توالت منذ أن وطأت أقدام المستعمر أَدِيمَ وطننا المفدى، عَبر مقاومات شعبية بطولية، ترسخت في سجلات الذاكِرة والتاريخ، لتستلهم منها الأجيال -اليوم وغدا- الوفاء للشهداء، وتبعث في نفوس شبابنا الهمة والنخوة وإرادة البِناء والنماء. وأبرز الرئيس في نفس الإطار، أنه في ذلك اليوم أي 19 مارس 1962 شرقت في سماء الجزائر المجاهدة تباشير النصر واستمد منها الشعب الجزائري القوة والعزيمة، لمجابهة آثارِ دمار واسع مَهُول وخَراب شامل فظِيع، يشهد على جرائمِ الاستعمار البشعةِ، التي لن يطالَها النسيان، ولن تَسقُط بالتقادم، إذ لا مناص من المعالجةِ المسؤولة المُنصفةِ والنزيهة، لملف الذاكرة والتاريخ في أجْواء المصارحة والثقة، وفي هذا المنحى جدد رئيس الجمهورية التأكيد أن هذه المَسألةٌ ستظل في صلب اهتماماتِنا وسنواصِل بدون هوادة، وبِلا تفريط، استكمال مساعينا بالإصرار على حقِّ بلادنا في استرجاعِ الأرشيف، واستجلاءِ مصير الـمفقودين أثناء حرب التحرير الـمجيدة، وتعويضِ ضحايا التجارب النووية وغيرها من القضايا الـمتعلقة بهذا الملف .. صوْنًا للأمانة، وحِفظا لوديعة الشهداء الأبرار. وأوضح رئيس الجمهورية، أن الاحتفاء بهذه الـمناسبة التاريخيةِ الـمُتجدِدة وغيرها من أعيادنا الوطنية، يعيد إلى أَذهانِنا تضحيات الشجعان الأبطال الذين تَدافَعُوا إلى جَبـَهاتِ القتال، في الجبال والأحراش والأودية فعانوا وتحملوا _ بِعزة ولأن للجزائريات والجزائريين صلة الأبناء والأحفاد بأولئك الأمجاد الأفذاذ، وبالإرث التاريخي العظيم للجزائر، فإنهم أحرزوا بذلك أَساسا صلبا، تقوم عليه اليوم الدولةالوطنية المستقلة، التي صمدت وانتَصرت بمرجعية نوفمبر، أمام الهزات والمِحن، وهي اليوم مدركة للتحوُلات العميقة على الصعيد الإقليمي والدولي، وتتّجه في كنف الأمن للعمل على تهْيِئة الأسباب التي تحفظ للجزائر مكانتَها وموقعها في سياقٍ عالمي، تطبعه التقلبات والاضطرابات، وفي عالم لن يكون في المستقبل، بنفس التأثيرات التي تحكمت منذ عقود فـي العلاقات الدولية، ولا بنفس مرتكزات التوازنات السياسية والاقتصادية العالـمية. وخلص الرئيس، إلى القول، ونحن نعيش مع العالم في هذه الظروف الخاصة الـمعقّدة متغيّـرات إقليمية ودولية حاسمة، نؤكد أَن تطلعنا إلى بناء جزائر صاعدة، يَستوجِب إعادة الاعتبارِ لقيمة الجهد والعمل، والحرص على تعزيز أمننا القومي بتعدد جوانبه وفي كل أبعاده، من العوارضِ والطوارئ المحتملة، والسهر على وحدة صفنا، وتكاتف جهودنا، وتعميق الشعور بالواجب الوطني، والاضطلاع بالمسؤوليات على أتم وجه، فـي مختلف القطاعات، وفي كل المواقع تجاه الأمة والوطن.
محمد.د









