جنازة مهيبة للراحل الباجي قايد السبسي… تونس تشيّع رئيسها

جنازة مهيبة للراحل الباجي قايد السبسي… تونس تشيّع رئيسها

 

*  بن صالح: رحيل السبسي خسارة لتونس والجزائر ومحبي السلام في العالم

ووري الثرى، ظهر السبت بمقبرة الجلاز، جثمان الرئيس التونسي الراحل الباجي قايد السبسي الذي وافته المنية يوم الخميس الماضي بالمستشفى العسكري بتونس عن عمر ناهز 92 سنة بعد مرض عضال.

وأقيمت جنازة وطنية بدأت مراسيمها في حدود الساعة 11.00 صباحا في قصر قرطاج بمشاركة رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وملك إسبانيا فيليب السادس والرؤساء الفرنسي إيمانويل ماكرون، والبرتغالي مارسيلو دي سوزا، والفلسطيني محمود عباس، ورئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.

 

وشارك عدد كبير من التونسيين في وداع رئيسهم الذي تزامنت وفاته مع الاحتفال بذكرى إعلان الجمهورية عام 1957، حيث اصطف الآلاف منهم في شوارع العاصمة لتشييعه، كما سارع بعض التونسيين إلى تكريم السبسي الجمعة بوضع الورود أمام قصر قرطاج، وقبل ذلك كتب حافظ قايد السبسي نجل الفقيد على فيسبوك: الرئيس الباجي قايد السبسي رحمه الله ملك للشعب، وكل تونسي من حقه الحضور في جنازته.

وكانت وزارة الداخلية التونسية قد أكدت أنها ستتخذ احتياطات استثنائية بتسخير كافة الإمكانية البشرية والمادية لتأمين موكب الجنازة في مختلف مراحله، مع الأخذ بعين الاعتبار مواكبة التجمعات التلقائية للمواطنين.

وعقب مراسم الوداع في قصر قرطاج، انطلق موكب الجنازة باتجاه مقبرة الجلاز على بعد نحو 25 كيلومترا، حيث ووري الثرى إلى جانب أفراد من عائلته.

وكان جثمان السبسي قد نقل صباح الجمعة من المستشفى العسكري في العاصمة تونس إلى قصر قرطاج، في سيارة عسكرية لفت بعلم البلاد، في ظل حراسة عسكرية وأمنية، وأدى عدد من عناصر قوى الأمن التحية العسكرية لدى مرور الموكب.

 

رؤساء وقادة دول يشيدون بخصال الرئيس الراحل

وألقى عدد من القادة والزعماء المشاركين كلمات خلال مراسم التشييع، حيث أكد رئيس الدولة عبد القادر بن صالح أن وفاة الرئيس التونسي باجي قايد السبسي ليس خسارة لعائلته ولتونس فحسب بل للجزائر والعرب ولكافة محبي السلام في العالم.

وذكر بن صالح بمواقف الفقيد تجاه الجزائر حيث ناصر القضية الجزائرية قائلا: لقد عرفناه في أيام المحنة وكان إلى جانبنا ووقف معنا، دعمنا وناصر قضيتنا. كما عرفناه بعد الاستقلال وكان دائما من بين الذين هندسوا وعملوا من أجل تثمين العلاقات بين بلدينا.

كما أشاد بن صالح بمواقف الفقيد في الدفاع عن الحق عن العدالة وعمله على بناء وطنه والدفاع عنه، معربا عن أمله أن يتجاوز الشعب التونسي هذا الامتحان خاصة في ظل هذا الظرف الدقيق الذي تعرفه تونس الشقيقة.

من جهته، قال الرئيس التونسي المؤقت محمد الناصر في كلمته إن الرئيس الراحل نجح في تأمين الانتقال الديمقراطي واستقرار البلاد، وأضاف أنه كان مهندس الوفاق الوطني، وكان حريصا على إنجاح الخيار الديمقراطي. ودعا الحاضرين إلى الوقوف دقيقة حدادا على الراحل.

من جانبه قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن السبسي كان مناضلا وإنه تعلم منه الكثير من الحكمة، وأضاف: أود التعبير عن مناخ الطمأنينة في تونس رغم أجواء الحزن التي تخيم على البلاد.

وأعلنت الحكومة التونسية الحداد سبعة أيام، ونكست الأعلام وألغيت النشاطات الفنية في البلاد، كما أعلنت الجزائر وموريتانيا وليبيا ومصر والأردن ولبنان الحداد ثلاثة أيام.

 

رئيس تونس المؤقت يتعهد بتنظيم رئاسيات خلال 90 يوما

وبعد ساعات من وفاة السبسي، أدى رئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر، 85 عاما، اليمين الدستورية ليتولى الرئاسة مؤقتا وفق ما ينص الدستور.

وتوفي السبسي عن 92 عاما قبل أشهر من انتهاء ولايته أواخر العام الجاري، ويتوجب على الرئيس المؤقت -استنادا إلى الدستور- تنظيم انتخابات خلال مهلة أدناها 45 يوما وأقصاها 90 يوما.

وقررت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات -إثر وفاة السبسي- تقديم موعد الانتخابات الرئاسية إلى 15 سبتمبر المقبل مبدئيا، في حين بقيت الانتخابات البرلمانية في موعدها المقرر في 6 أكتوبر.

م.ع