جهود حثيثة لـ”تمرير” المشروع وسط الأجندات الإقليمية والدولية… الجزائر تعبّد الطريق لعودة سوريا إلى الجامعة العربية

جهود حثيثة لـ”تمرير” المشروع وسط الأجندات الإقليمية والدولية… الجزائر تعبّد الطريق لعودة سوريا إلى الجامعة العربية

الجزائر -تُسارع الجزائر عشية احتضانها للقمة العربية، إلى تعبيد الطريق لتوطئة عودة سوريا إلى “مقعدها” الطبيعي في جامعة الدول العربية التي أبعدت منها منذ بداية الأزمة.

أبانت الدبلوماسية الجزائرية اتجاها صريحا لإعادة ترتيب بيت الجامعة العربية الذي فقد توازنه في أعقاب أحداث الربيع العربي وما تبعه من تداعيات داخلية وإقليمية، وذلك عبر مساعي حثيثة رافقت التحول الجاري بالجزائر، وكذا فصول الملف السوري الذي استتبت فيه الأمور نسبيا لصالح بشار الأسد بدعم قوي من روسيا التي عادت لتمارس دوارها في “المياه الدافئة”، رغم بعض من التشويش الذي تقوده تركيا من حين لآخر على الجبهة الحدودية، وهذه الأخيرة بالذات قد تدفع بـ”خصومها الخليجيين” على رأسهم السعودية والإمارات إلى جانب دولة مصر ربما للرضا بتنازلات تخدم خارطة طريق الجزائر لإعادة سوريا إلى مقعدها بالجامعة العربية. وتواجه الجزائر في مساعيها الحثيثة هذه، تصادم مجموعة من الأجندات الإقليمية والخارجية، خاصة أن سوريا تشكل مفترق الطرق لعديد الملفات على غرار الصراع السني الشيعي، محور المقاومة وأمن إسرائيل.. وهذه الأخيرة تتعدى الأقطاب الراعية للصراع في الجامعة العربية إلى أقطاب متحكمة في العلاقات الدولية (دول الفيتو)، ما يجعل نجاح مسعى الجزائر التي لا تريد تفويت الفرصة رهينة “توافقات” عليا أو “تننازلات” تكتيكية منها، خاصة وأن الواقع الميداني محسوم نسبيا لصالح بشار الأسد الذي لا يزال يحظى بالمقاليد داخل سوريا، وهذه العوامل قد تعزز حظوظ الدبلوماسية

الجزائرية لتمرير القرار من على أراضيها.

ومن الواضح أن الجزائر مصرة على “تمرير” هذه الورقة في الظرف الحالي ولا ترى فرصة أنسب من احتضانها قمة الجامعة العربية، ومن مؤشرات ذلك اللقاءات والمشاورات رفيعة المستوى التي قادها كل من الرئيس تبون ووزير الخارجية بوقادوم مع عدد من الدول الأطراف في الأزمة السورية على غرار لقاء تبون بالعاهل السعودي محمد بن سلمان وأمير قطر تميم بن حمد وقبلهما بالرئيس التركي طيب رجب أردوغان فضلا عن المشاورات المتواصلة مع الإمارات ومصر وموسكو، ولعل هذه الأخيرة قد تكون الحليف الذي ترتكز عليه الجزائر في تسوية هذه المسألة بفعل نفوذها القوي والمصالح المشتركة.. وكل هذه المعطيات ترافقها تسريبات وحديث أروقة عن ربط الجزائر القمة بعودة سوريا ولا قمة دونها.

م.ب