-
توفير و تركيب الكاشف مجانا يقابله عدم وعي المواطن
يواصل القاتل الصامت «أحادي أكسيد الكربون» حصد المزيد من الأرواح وإلحاق أضرار جسدية كبيرة بمختلف المدن الجزائرية، على الرغم من الحملات المستمرة للتوعية ضد مخاطر الغاز ومختلف المواد القابلة للإحتراق ، ومع تكرار مثل هذه الحوادث، ولاسيما في فصل الشتاء، و يطالب خبراء الوقاية والأمن باحترام مقاييس الأمان وتعزيز الحس الأمني.
ما يزال غاز أحادي أكسيد الكربون يحصد الأرواح، و أوضحت مصالح الحماية المدنية أن هذه الحوادث تقع “نتيجة أخطاء في الوقاية مثل نقص أو انعدام التهوية داخل المنازل السكنية، التركيب السيئ، قدم الأجهزة، استعمال جهاز الطبخ كوسيلة للتدفئة”.
وحسب ذات المصالح، فان الوقاية من هذه الظاهرة “ظلت من أولويات المديرية العامة للحماية المدنية عن طريق التحسيس والتوعية لفائدة المواطنين بهدف إرساء ثقافة وقائية للحد أو التقليل من نسبة الضحايا”.
التسمم بأحادي أكسيد الكربون لا ينتج فقط عن الميثان والبوتان
أرجع سعيداني الهواري، مهندس الوقاية والأمن بمديرية توزيع الكهرباء والغاز ، الأسباب الرئيسية لهذا النوع من الحوادث إلى عدم احترام مقاييس الأمان أثناء تركيب تجهيزات التدفئة وكذا غياب فتحات التهوية وقنوات صرف الغازات السامة التي تعتبر ركيزة أساسية لتفادي حدوث التسممات بغاز أحادي أكسيد الكربون، وخاصة فترات النوم العميق.
ووفقا لنفس المصدر، فقد أثبتت التحليلات والخرجات الميدانية التي أجرتها المديرية، أنّ التسمم بـ (CO) ليس محصورا بالعمليات التي تشمل الغاز الطبيعي «الميثان» أو غاز القارورة «البوتان»، وإنما قد تنتجه محركات الآلات والمركبات التي تعمل بالبنزين أو شوايات الفحم أو الأخشاب أو البروبان أو أي مادة قابلة للاحتراق، كما يمكن أن تؤدي الأجهزة والمحركات سيئة التهوية إلى تراكم أول أكسيد الكربون حتى يصل إلى مستويات خطيرة، وخصوصا في الأماكن المغلقة أو محكمة الغلق في مثل معادلة الاحتراق غير التام.
وأشار إلى أن حوادث أكسيد الكربون أكثر من الغاز الطبيعي، لأن هذا الأخير له رائحة ويكون التدخل عاجل عن طريق فتح النوافذ وغلق المحبس مع الاتصال بشركة الغاز أو الحماية أو حرفي معتمد، أما أحادي أكسيد الكربون، فهو من الغازات الشديدة السمية، عديم اللون والرائحة وعديم النكهة (الطعم)، ينتج من عمليّة الأكسدة الجزئيّة أو الاحتراق غير التام للكربون والمركبات العضوية في حال عدم وجود الأكسيجين، أو عند احتراق ذي حرارة مرتفعة جدا.
ويحدث التسمم بأحادي أكسيد الكربون، حسب نفس التوضيحات، عندما يتراكم في مجرى الدم، وعندما يكون الهواء مليئا بأول أكسيد الكربون أكثر من اللازم، حيث يقوم الجسم باستبدال الأكسجين الموجود في خلايا الدم الحمراء بأول أكسيد الكربون، وهوما يمكن أن يؤدي إلى تلف خطير في الأنسجة، مما قد يسبب الوفاة وفي أحسن الحالات يتعرض الشخص إلى إعاقة، وذلك في حالة تراكم أول أكسيد الكربون إلى مستويات خطيرة.
وعلى ضوء ذلك حذّر الخبير سعيداني الهواري أنه كلما ارتفعت نسبة تركيز الغاز في الهواء المستنشق ومدة التعرض للغاز كلما ازدادت خطورة التسمم بغاز أحادي أكسيد الكربون: فنسبة 0.1٪ من الـ(CO) تؤدي إلى الوفاة في ظرف 3 ساعات، وفي حالة بلغت النسبة 1٪ تحدث الوفاة في ظرف 15 د، أما إذا كان تركيز الغاز 10٪ فإنه يقتل مباشرة.
جهاز الكشف عن القاتل الصامت..متروك رغم توفير الدولة له مجانا
يعد الجهاز الكاشف عن غاز أول أكسيد الكربون من أهم الوسائل التي تلعب دورا كبيرا في التنبيه من التسربات الغازية، غير أن عدم وعي المواطنين بحيوية استعمال الجهاز وأهميته يبقى عائقا أساسيا في انتشار استخدامه بين العائلات ، رغم توفير الدولة له مجانا ،حيث كشف المستشار والناطق الرسمي باسم مجمع سونلغاز خليل هدنة، عن سعيهم لوضع 22 مليون كاشف لأحادي أكسيد الكربون مجانا للمواطنين إلا أنه
تم تركيب 9 ملايين جهاز كاشف في 2024 على المستوى الوطني، وهذه العملية تتم عبر مراحل حيث تم التركيز أولا على 21 ولاية بالهضاب العليا، في حين شرع في تركيب هذه الأجهزة على مستوى الولايات الساحلية والجنوبية أواخر السنة المنتهية و تتواصل العملية
حتى تنتهي هذه السنة.
وأضاف المتحدث، أن أعوان سونلغاز المختصين قد واجهوا صعوبات أثناء تركيب هذا الكاشف داخل البيوت، حيث قوبلوا بالرفض من قبل 6 آلاف زبون رغم أنها مجانية إلى جانب تسجيل غياب 22 ألف عائلة عن هذه العملية.
لمياء ب