جاء قرار والي ولاية جيجل بمنع الاستغلال الفوضوي والعشوائي وغير القانوني لجزيرة العوانة، التي تعتبر من الكنوز الطبيعية الأكثر جمالا واستقطابا خلال فصل الصيف، والذي يعبر اسمها عن محتواها “جزيرة الأحلام”،
حيث تبعد عن الشاطئ بحوالي 800 متر فقط، وتشهد حسب مصادرنا عشرات الرحلات يوميا خلال هذا الفصل عبر قوارب صغيرة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون في مستوى استقطاب الجزيرة للسواح، ورغم كثرة الرحلات واستقبالها لمئات الآلاف من الزوار ما زالت المنطقة عذراء لم تكتشف سياحيا، ما جعل والي ولاية جيجل السيد العربي مرزوق خلال زيارته لبلدية العوانة يؤكد على ضرورة جعل الرحلات عبر بواخر سياحية حسب المعايير التي تحدد هذا النشاط السياحي البحري، كما هو معمول به في الوطن والدول المجاورة كتونس، ومنع التخييم والنشاطات التجارية في الجزيرة، على أن يخضع كل ذلك إلى الحصول على تراخيص من طرف الجهات الوصية، حيث تهدف هذه العملية حسب السلطات المحلية إلى التنظيم الأمثل لاستغلال الجزيرة من جهة، ومن جهة أخرى للحفاظ على خصوصياتها البيئية في مجال الغطاء النباتي والحيواني.
ورغم أهمية هذا القرار إلا أنه اعتبر مجحفا من طرف بعض المواطنين خاصة منهم الذين كانوا يعتبرون الجزيرة مصدر رزق لهم في فصل الصيف ويبلغ عددهم حوالي الـ 20 شخصا، الذين طالبوا بإعادة النظر في هذا القرار الذي يمنع استغلالها بهذه الطريقة العشوائية، وهو ما يكون رأيا معارضا لقرار السلطات المحلية بجيجل التي تبدوا أنها تعمل على إعادة تأهيل هذا المعلم السياحي الكبير وحمايته، وفتح مجال الإستثمار فيه على مصراعيه دون حصره في قوارب صيد صغيرة.
“جزيرة الأحلام” وكما أسماها سكان وزوار المنطقة تبقى لغاية الآن مصدر رزق لبعض سكان المنطقة، وقد أصبحت اليوم فضاء للإستثمار السياحي بفضل التفاتة والي الولاية إليها، ليرشحها ذلك لأن تكون واحدة من المشاريع الواعدة في قطاع السياحة في الولاية، وبين هذا وذاك؛ كانت “جزيرة الأحلام” من أهم النقاط السياحية الأكثر طلبا خلال كل موسم صيفي، رغم الظروف السابقة الصعبة سواء من حيث التنقل إليها أو المبيت فيها وكذلك غياب الأمن، وسوف تكون الأكثر طلبا اليوم مع تغير الأوضاع وإلحاح السلطات المحلية على استغلالها أحسن استغلال.
وفي هذا السياق، ورغم احتجاج بعض من السكان على لإجراءات الجديدة المتعلقة بتسيير الجزيرة، سجلت، الثلاثاء، مباشرة سلطات بلدية العوانة لمنع تنقل المصطافين إلى “جزيرة الأحلام”، في محاولة لتنفيذ قرار والي الولاية، الذي يمنع التنقل إليها إلا بترخيص مسبق، أين سجل قيامها بإخراج محركات القوارب من المياه والمخيمين بداخلها، لفتح المجال لنقل السواح إلى الجزيرة عبر بواخر كبيرة بدل القوارب الصغيرة.
