ما تزال مدينة الميلية محاصرة بكل أنواع المظاهر السلبية، وخاصة منها انتشار النفايات والقمامة بشكل كبير جدا على مستوى بعض المناطق والأحياء، وحتى داخل ووسط المدينة، أين نجد أيضا مياها ممزوجة بمياه الصرف الصحي على مستوى بعض النقاط، وكذا انتشار الروائح الكريهة.
وفي هذا الشأن، تفاجأنا عند وجودنا على مستوى الحي والعمارات المتواجدة خلف مقر مؤسسة سونلغاز من انبعاث الروائح الكريهة التي لا يمكن الوقوف بالقرب منها، إثر القمامة الملقاة على حافة الرصيف، في بعض الفضاءات الخضراء التي كان من الأجدر استعمالها كفضاءات للأطفال وسط العمارات، فتجد القمامة والنفايات مرمية على قارعة الطريق والأكياس البلاستيكية مكدسة في هذا المكان، التي بدأ بعضها في التآكل والتمزق.
لنصادف في الطرف الآخر للعمارات صورا أخرى أكثر قساوة من هاته، وعلى بعد حوالي أربعين مترا في العمارة الأولى، تنبعث روائع كريهة يبدو أن مصدرها هو قبو العمارة الأخيرة، وخزانات كبيرة لقنوات الصرف الصحي، فلا يمكن للراجل الوقوف في المكان لدقيقة واحدة، ولا يمكن تحملها، والسؤال المطروح هل السلطات المحلية بالميلية تعلم بهذه الوضعية وهذه المأساة التي يعيشها السكان في أغلب الأحياء، خاصة فيما يتعلق بانتشار القمامة؟ وهو ما يطرح سؤالا آخرا لماذا هذا التأخر في التدخل؟ أو لماذا وصلت وضعية الكثير من الأحياء إلى هذه الدرجة، في ظل غياب السلطات المحلية من أداء دورها في هذا المجال، إضافة إلى ذلك غياب أي مبادرة كانت، من طرف السكان لتحريك السلطات المحلية وحثها على التدخل للقضاء على هذه النقاط التي أصبحت مصدر قلق للمواطنين، ومصدر تخوف على صحتهم وصحة عائلاتهم.
وغير بعيد من هذا المكان، وفي مدخل ومخرج طريق الزوالية من جهة السوق اليومي للخضر والفواكه، فقد أصبح هذا المكان مصدر استياء كثير من السكان والمارة، خاصة من المياه القذرة والبرك المختلفة الأحجام التي تملأ المكان على مسافة حوالي 50 مترا، خاصة وأن هذا الحي يعتبر مهما جدا لحركة المرور وحتى للراجلين، بحيث يمكن أن تصل هذه المياه إلى الطريق الوطني وسط الشارع.
وغير بعيد أيضا عن محيط محطة المسافرين، ورغم وجود تجهيزات عمومية، ومؤسسات فإن العمارات الموجودة مقابلها تعاني من انتشار للأوساخ وبعض من أنواع الفضلات، وهو ما يعطي صورة غير لائقة تماما للحي، وخاصة بوجود مواقف للسيارات بجانب العمارات، ولأن المنطقة تستقطب الزوار خاصة زوار المحكمة من المواطنين، فهي صورة أصبحت تعبر عن غياب كلي للسلطات المحلية في هذا المجال، والتي نجدها في كثير من الأحياء، أين يجب على سكان الميلية الوقوف على هذه الوضعية، لتنظيف المحيط وكذلك القضاء على النقاط السوداء في هذا المجال، وحتى على مستوى تسربات المياه في بعض الشوارع جراء أعطاب في شبكات التوزيع الخاصة بالمواطنين.
جمال. ك