حرب ضد "الإرهاب" و"الأعداء" المتربصين بأمن البلاد

جيش الجزائر.. من “بندقية التحرير” إلى “مناورات التحذير”

جيش الجزائر.. من “بندقية التحرير” إلى “مناورات التحذير”

* للجزائر جيش يحميها.. سيادتنا “خط أحمر” وقد أعذر من أنذر

ببندقية ورصاصة وراءها شجاعة، استطاع جيش التحرير الوطني دك واحدة من أقوى دول العالم فرنسا وتحرير البلاد من مستعمر غاشم مكث أزيد من 132 سنة حتى نعيش اليوم في حرية وأمان، واليوم يواصل سليل جيش التحرير صون الجزائر في وقت يتكالب فيه “أعداء” و”دول تدعم شبكات إرهاب” على سيادة وأمن البلاد.

وترد الجزائر على تكالب هذه الأطراف بلغة وعيد تطلقها جهات رسمية على أن سيادة الجزائر خط أحمر وأخرى رسائل تحذير ترجمتها مناورات عسكرية ضخمة تعد خير دليل على أن للجزائر جيش يحميها.

 

من حزم إلى نصر.. تحذير بالمناورات

وخلال سنة 2021، نفّذ الجيش الوطني الشعبي عدة مناورات عسكرية ضخمة عبر مختلف النواحي العسكرية من الوطن، اختلفت في تمريناتها العسكرية لكنها التقت جميعها في خانة “مناورات لتحذير أعداء الجزائر”.

 

البداية بـ “حزم 2021”

ومع بداية السنة الجارية، نفذ الجيش الوطني الشعبي أول مناورة عسكرية بالحدود الجنوبية الغربية بعنوان “الحزم 2021” شاركت فيها مختلف القوات البرية والجوية وسط تحذيرات رسمية من “مخاطر عظيمة تستهدف البلاد”.

وشاركت في هذه المناورات التي أشرف عليها رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق السعيد شنقريحة بحضور عدد كبير من ضباط المؤسسة العسكرية، طائرات حربية وأخرى للاستطلاع، ووحدات القوات البرية بمختلف أصنافها.

وتم خلال التمرين الحربي التكتيكي تزويد الطائرات المقاتلة بالوقود جوا، وأشارت وزارة الدفاع الجزائرية إلى أن هذه العملية “دقيقة ونُفذت بنجاح باهر وأن هذا النوع من العمليات يتطلب الكثير من المهارة والإتقان في تنفيذها”.

ويعد هذا التمرين التكتيكي “اختبار الجاهزية القتالية لوحدات القطاع، وتدريب القادة والأركانات على قيادة العمليات، وتطوير معارفهم في التخطيط والتحضير والتنظيم والتنفيذ ووضعهم في جو المعركة الحقيقية”.

 

تحدي تيريرين 2021

كما نفذ الجيش الوطني الشعبي شهر أفريل الماضي، مناورات عسكرية أخرى ضخمة بعنوان “تحدي تيريرين 2021” تم تنفيذها بالقرب من الحدود مع دولة مالي شاركت بها مختلف أنواع الأسلحة.

وشارك في هذه المناورات، التي أشرف عليها الفريق شنقريحة والتي تندرج في “إطار تقييم المرحلة الأولى لبرنامج التحضير القتالي، لسنة 2020-2021″، مختلف القوات البرية والجوية والدفاع الجوي عن الإقليم، من دبابات ومركبات عسكرية وطائرات حربية ومروحيات، ومئات الجنود.

وتقدمت التمرين العسكري طائرات الاستطلاع بما في ذلك الطائرات بدون طيار، ونُفذ بالذخيرة الحية، وشهد عمليات إنزال جوي “لكتيبة من المظليين” بواسطة مروحيات، كما تم تزويد الطائرات المقاتلة بالوقود جوا.

 

رعد 2021

وبعدها بشهر واحد، أشرف رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق السعيد شنقريحة، خلال زيارته إلى الناحية العسكرية الثانية بوهران، على تنفيذ تمرين تكتيكي بالذخيرة الحية بعنوان “رعد-2021”.

وقامت بتنفيذ هذا التمرين الضخم وحدات من اللواء 38 مشاة ميكانيكية ومن الفرقة الثامنة المدرعة، ووحدات من القوات الجوية، وذلك بميدان الرمي والمناورات التابع للناحية العسكرية الثانية والذي يندرج في إطار اختتام برنامج التحضير القتالي لسنة 2020/2021.كما شهد التمرين أيضا “إنزال مفارز من المظليين المغاوير وكذا مفارز أخرى بواسطة المروحيات في عمق ميدان الأعمال القتالية”.ويأتي هذا التمرين “تتويجا لسنة التحضير القتالي 2020/2021 ويهدف إلى الرفع من القدرات القتالية والتعاون بين مختلف الأركانات، فضلا عن تدريب القيادات والأركانات على التحضير والتخطيط وقيادة العمليات في مواجهة التهديدات المحتملة”.

 

حسم 2021

وفي نفس الشهر، أشرف قائد أركان الجيش الجزائري الفريق السعيد شنقريحة على ثاني مناورات عسكرية بعنوان “حسم 2021″، والتي نُفذت بالناحية العسكرية الثالثة غربي البلاد في إطار “برنامج التحضير القتالي لسنة 2020 _ 2021”.

وقامت بتنفيذ هذا التمرين العسكري الوحدات العضوية للقطاع العملياتي الأوسط مدعومة بوحدات من القوات الجوية، حيث جرت الأعمال القتالية بالمناورات العسكرية بإقحام “الوحدات المقحمة بدءا من طائرة الاستطلاع للقيادة العليا مرورا بالطيران المقاتل والمروحيات وصولا إلى مختلف وحدات القوات البرية المشاركة في التمرين”.

ويهدف التمرين إلى “الرفع من القدرات القتالية والتعاون بين مختلف الأركانات، فضلا عن تدريب القيادات والأركانات على التحضير والتخطيط وقيادة العمليات في مواجهة التهديدات المحتملة”.

 

نصر 2021

وخلال شهر جويلية الجاري، واصل الجيش الوطني الشعبي سلسلة مناوراته الضخمة بإجراء مناورة بالذخيرة الحية قرب الحدود مع ليبيا، أطلق عليه اسم “نصر2021” وأشرف عليها رئيس أركان الجيش السعيد شنقريحة.

وشاركت في هذه المناورة وحدات برية وجوية ووحدات من الدفاع الجوي، كما شهدت أيضاً تنفيذ عملية إنزال سريع بالحبال عبر مروحيات لفرقة من القوات الخاصة، وفق البيان.وتندرج هذه المناورة في إطار اختتام سنة التحضير القتالي 2020-2021، وتهدف إلى اختبار الجاهزية القتالية لوحدات القطاع ووضعهم في جو المعركة الحقيقية.

 

قوة بالأرقام

وتأتي هذه المناورات العسكرية كرسائل تحذير لأعداء الجزائر المتربصين بأمنها وسيادتها الوطنية، ودليل آخر على أن الجزائر تعد قوة عسكرية في إفريقيا وحتى العالم من خلال الترسانة التي باتت تملكها وتجيد استخدامها.

وفي هذا السياق، كشف موقع “جلوبال فاير باور” الخاص بتصنيف جيوش العالم عن آخر إحصائية للجيش الجزائري، وأكد أنه يحتل المرتبة الثانية في إفريقيا بعد الجيش المصري والمركز الـ27 عالمياً من بين 140 جيشاً في العالم.

وأورد الموقع المختص في الشؤون العسكرية، أرقاماً عن قوة الجيش الجزائري وقدراته العسكرية التي تمكنه من تأمين الحدود وإحباط كل المخططات الإرهابية الداخلية والمحيطة بالبلاد.وكشف الموقع عن أن إجمالي عدد الجنود في الجيش الجزائري بلغ 470 ألف جندي، بينهم 150 ألف جندي في القوات الاحتياطية.

وتمتلك القوات المسلحة الجزائرية 551 طائرة حربية، بينها 102 مقاتلة وطائرة اعتراضية، و22 طائرة هجومية، و268 مروحية، وطائرات أخرى مخصصة للتدريب والمهام الخاصة لم يكشف عن عددها.

وبلغ عدد دبابات الجيش الجزائري _ بحسب الموقع _ أكثر من 2000 دبابة، و7 آلاف مركبة مدرعة، و324 مدفعا ذاتيا الحركة، و396 مدفعا ميدانيا، و300 راجمة صواريخ.

وعن الأسطول البحري، كشف موقع “جلوبال فاير باور” بأنه يتكون من 201 قطعة بحرية، بينها 8 غواصات و8 فرقاطات، بالإضافة إلى سفن دورية وكاسحات ألغام بحرية.

 

أسلحة متطورة

واضافة الى الأرقام الضخمة للقدرات العسكرية الجزائرية، فإن الجيش الوطني الشعبي بات يمتلك أسلحة حديثة ومتطورة جدا تعكس المنهج الذي تسير عليه وزارة الدفاع الوطني الذي ينص على تكوين جيش احترافي ومتطور.

وخلال السنوات الأخيرة دعمت الجزائر قواتها المسلحة بمنظومات عسكرية متطورة قادرة على صد الهجمات الإرهابية سواء داخل البلاد، أو على طول حدودها الملتهبة من تونس وليبيا إلى مالي والنيجر.

وتستعرض الجزائر أسلحتها المتطورة في مختلف المناورات العسكرية التي تقوم بتنفيذها على غرار مناورات “رعد 2021″، والتي استعملت فيها للمرة الأولى منظومات صواريخ ومدفعية جديدة ومتطورة أبرزها نظام الصواريخ والمدفعية للدفاع الجوي”بانتسير-إس1” وأنظمة الصواريخ المضادة للدبابات ذاتية الدفع “كورنيت-إيه إم” القائمة على هيكل المركبة المدرعة الروسية “في بي كي-233136” “تيغر-إم” روسية الصنع، ودمرت منظومة “بانتسير” طائرة مسيرة، وضرب الصاروخ المضاد للدبابات هدفاً أرضياً.وباستطاعة هذه المنظومات محاربة “التكتيكات الجديدة” للشبكات الإرهابية المحيطة بمعظم حدود البلاد، خصوصاً الشرقية مع ليبيا والجنوبية مع مالي والنيجر.

 

استعداد لمواجهة “الإرهاب” و”الأعداء”

ورغم أن كامل حدود الجزائر لا تزال مشتعلة بالنظر الى تطور الأوضاع في الساحل وليبيا وحتى في المغرب، الا أنها تبقى “عصية” على الجماعات الإرهابية المنتشرة والدول الداعمة لها وأعداء البلاد المتربصين بها والعبث بأمنها واستقرارها وذلك بفضل استعداد الجيش واحترافيته وقوته.

وفي هذا الصدد، يغتنم رئيس أركان الجيش الوطني الفريق السعيد شنقريحة في كل كلمة يلقيها لحث أفراده على الاستعداد الأمثل لأي هجوم محتمل، كما لا يتوانى في التأكيد عقب انتهاء أي مناورة عسكرية على أن الجزائر “تبقى سيدة وعصية على أعداء الأمس واليوم”.

وقال شنقريحة في إحدى كلماته محفزا بها جنوده إن “الجزائر القوية، العظيمة بتاريخها وجغرافيتها، تستحق من جيشها بأن يكون دوماً في مستوى هذه الرهانات المطروحة اليوم بقوة، وتستحق أن تبقى إلى أبد الدهر، حرة، سيدة وعـصـية على أعداء الأمس واليوم”.

ووصف جهود الجيش الميدانية بـ “الواضحة النتائج سواء في مجال درجة التمرس العملياتي ومستوى الجاهزية القتالية، التي أضحت تحوزهما قواتنا المسلحة بكافة مكوناتها، بفعل التطبيق الوافي والفعال والميداني لمحتوى برامج التحضير القتالي، أو في مجال مكافحة الإرهاب، حيث أضحت النتائج المحققة في هذا المجال، خير شاهد على ذلك”.

وفي كلمة له أخرى بمقر الناحية العسكرية السادسة بولاية تمنراست الواقعة على الحدود مع دولة مالي، شدد على أن “الفطنة لا تقتصر على المراقبة المسـتمرة لنطاق السيادة الوطنية، ومواجهة كل التحديات المحتملة فحسب، بل تمـتد لتشمل التصدي لكل التهديدات الإرهابية والإجرامية”.

من جهتهم، يجمع الخبراء الأمنيون، بأن التصريحات القوية وغير المسبوقة الصادرة عن الرئاسة أو المؤسسة العسكرية توحي بوجود “حالة من الاستنفار القصوى” في الجزائر ودليل على “الأوضاع الخطرة المحيطة بالبلاد”، وحديثها في مناسبات عدة عن “وجود أطراف دولية تسعى لزعزعة استقرار البلاد ووضعها بين كفي كماشة التوترات الأمنية التي باتت ما يشبه الأمر الواقع بكثير من الدول المحيطة بالجزائر على رأسها ليبيا ومالي.

مصطفى عمران