كانت بلدية جيملة الواقعة في أعالي جنوب ولاية جيجل مسرحا لاحتجاجات العشرات من التلاميذ، أين أقدموا على هذه الوقفة أمام مقر البلدية وأمام مؤسساتهم التعليمية، تعبيرا عن استيائهم من وضعيتهم التي تزداد
سوءا مع انعدام النقل، حيث تحولت هذه الظاهرة إلى معاناة يومية متواصلة وهواجس للعائلات التي أصبحت قلقة جدا على أبنائها، وقد أشار البعض إلى أن هذه الظاهرة تزداد حدتها مع بداية كل موسم دراسي.
ومن المشاركين في هذه الإحتجاجات تلاميذ الأطوار التعليمية المختلفة، الذين أكدوا من خلال الشعارات التي كانت مرفوعة على ضرورة الإسراع والتعجيل في حل إشكالية النقل المدرسي التي تؤرقهم، حيث أنهم يطالبون بضرورة توفير حافلات النقل المدرسي، لتسهيل ظروف تمدرسهم، وتفادي التنقل على أرجلهم إلى مؤسساتهم التعليمية، أو الوسائل الخاصة للمواطنين، وهو ما يزيد من تكاليف التنقل، في الذهاب إلى مؤسساتهم أو العودة إلى المنازل.
وقد أبدى التلاميذ وحتى أولياؤهم تذمرهم من تفاقم هذه الوضعية خاصة مع حلول موسم الأمطار، وهو ما سيزيد من حدة معاناتهم اليومية، وخاصة بالنسبة للتلاميذ المتواجدين في المناطق الجبلية المعزولة باعتبار أن البلدية في حد ذاتها في عزلة.
وحسب بعض المصادر، فإن مصالح البلدية كانت متفهمة جدا لهذه المعاناة التي اعتبرت أن هذه الوضعية حقيقية وتصعب ظروف تمدرس التلاميذ، وأشارت أيضا إلى انتهاء العقود التي أبرمت مع الناقلين الخواص، وفي الوقت الحالي فإن البلدية تعمل على إعادة المياه إلى مجاريها وتوفير النقل المدرسي، بعد عقد اتفاقيات مع الناقلين الخواص للتكفل بعملية نقل التلاميذ من مناطق البلدية المختلفة على مستوى كل التجمعات السكانية الكبيرة وكذا المشاتي الجبلية الموزعة، باتجاه المؤسسات التعليمية، خاصة أن البلدية تعاني من تضاريسها الصعبة وطابعها الجبلي.
لكن السؤال المطروح أمام تكرار هذه المعاناة مع بداية كل موسم دراسي، أين هي الحلول الفعلية لهذه الظاهرة المتكررة، ولماذا لم تقم البلدية بإجراءات الإتفاق مع ناقلين خواص قبل حلول الموسم الدراسي لتفادي هذه الوضعية؟