الجزائر -قال رئيس اللجنة الجزائرية الإفريقية للسلم والمصالحة، الخبير الاستراتيجي أحمد ميزاب، إن “الأزمة الليبية معقدة ومتشعبة ومتداخلة من حيث أصولها”.
وأوضح ميزاب في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، الأربعاء أن “الأزمة في بدايتها وفي مراحلها الأولى ويراد لها أن تكون طويلة المدى حتى يتم من خلالها استهداف الأمن الإقليمي لدول الجوار وبالتحديد وبشكل رئيسي الجزائر ومصر”.
وأضاف أن “ليبيا تحولت إلى سوق مفتوح للسلاح، فمنذ بداية الأزمة ونحن نتحدث عن حوالي عشرين مليون قطعة سلاح.. وتحولت ليبيا اليوم إلى قاعدة تجميع المجموعات والخلايا والتنظيمات الإرهابية وإعادة توزيعها في المنطقة لاستهداف أمن واستقرار الدول”.
وأكد الخبير الأمني على “ضرورة التعاطي مع الملف الليبي بجدية أكبر وبسرعة أكثر، وأن يبحث الجميع عن حل يحفظ التراب الليبي وسلامة ووحدة الدولة ويتفادى الوقوع في فخ الحلول العرجاء التي تتولد عنها أزمات متكررة”.
وحول العراقيل التي تواجه تسوية الأزمة على الأرض، قال ميزاب “يعرف الجميع أن الملف الليبي محاط بمجموعة من الألغام التي يجب أن يتم تفكيكها لأنه دون تفكيك هذه الألغام لا يمكن التعاطي مع هذا الملف وسيظل المناخ غير موات لتسوية حقيقية”.
وأوضح بقوله “من بين هذه الألغام عودة المقاتلين من بؤر التوتر.. لا أتحدث فقط عن عودة المقاتلين وإنما أتحدث عن إنزال لمقاتلين كانوا ضمن التنظيمات الإرهابية في العراق وسوريا نحو ليبيا لأن هذا التنظيم ينتعش في ظل غياب الدولة ويتمدد في ظل غياب المؤسسات ويتجبر في ظل غياب الوعي والإدراك”.
وأشار إلى أن هذه التنظيمات لن تتحرك بنفس الأسلوب الذي كانت تتحرك به في سوريا والعراق، بل ستستفيد من تلك التجارب وستضع خارطة انتشار وتكتيكات عمل جديدة بأسلوب الخلايا الصغيرة والمجهرية في التحرك والتمدد.
وقال رئيس اللجنة الجزائرية الإفريقية للسلم والمصالحة، الخبير الاستراتيجي أحمد ميزاب، إن مصر تعتمد رؤية أمنية تشاركية خلال حربها الشرسة على الإرهاب لاجتثاثه من جذوره، وإنها تسير في الاتجاه الصحيح لتحقيق هدفها للقضاء على هذه الظاهرة الخبيثة.
وتابع بالقول إن “الحرب على الإرهاب يجب أن تكون بلا هوادة.. حرب ليس فيها استثناءات ومحاربة الإرهاب بقناعة وبإرادة وطنية وبتعويل على القدرات الوطنية وهو ما تفعله مصر”، معتبرا أن مكافحة والقضاء على ظاهرة الإرهاب ليست “ظرفية” وإنما هي مواجهة تعتمد على استراتيجية ومخطط منتظم يهدف إلى القضاء الجذري عليها والجذور التي تنطلق منها.
واستشهد ميزاب بتجربة الجزائر في حربها على الإرهاب التي انتهجت أيضا نفس “الرؤية التشاركية” واستطاعت من خلالها أن تمنع تكوين بيئة حاضنة لهذه المجموعات الإجرامية، وأن تقطع الطريق عليها حتى أصبحت غير قادرة على التعبئة والترويج لفكرها الإجرامي، مشيرا إلى أن استراتيجية القضاء على الإرهاب تقوم على ثلاث محطات رئيسية هي منع نمو هذه المجموعات ثم إجهاضها وبعد ذلك اجتثاثها.