ربطها العلماء بمشاعر سلبية

حقائق طبية عن كوابيس النوم

حقائق طبية عن كوابيس النوم

قالت بعض المصادر الطبية إن الكوابيس هي أحلام واقعية ومزعجة توقظ المرء من نوم عميق. وغالباً يكون الحلم في الكابوس المزعج مرتبطاً بمشاعر سلبية، مثل القلق أو الخوف، وهو الذي يوقظ المرء فجأة من نومه، وغالباً ما يسبب له تسارعاً في دقات قلبه وفي تنفسه، نتيجة الشعور بالخوف.

وهناك كثير من المعلومات والحقائق الطبية حول كوابيس النوم، ونتطرق في هذا المقال إلى أهم هذه الحقائق:

“هلع النوم” يحدث في الساعات الأولى للنوم

يحصل «هلع النوم» الليلي عادةً في الساعات القليلة الأولى بعد بدء النوم. ويتم معايشته كمشاعر، وليس أحلاماً، ولذلك لا يتذكر الناس سبب هلعهم عند الاستيقاظ. وكانت الأوساط الطبية في السابق تخلط بين الأمرين، وعموم الناس كذلك لا يزالون، إلى أن تمت معرفة مراحل النوم، وتم تمييز وجود مرحلة من النوم تُعرف باسم مرحلة “نوم حركة العين السريعة”، ومرحلة أخرى تُعرف باسم مرحلة “نوم حركة العين غير السريعة”.

و”هلع النوم” يحصل خلال مرحلة “نوم حركة العين غير السريعة”، سواء في الليل أو خلال أخذ قيلولة في فترة النهار. و”هلع النوم” نادر نسبياً في العموم، ومعدلات المعاناة منه أقل بكثير لدى البالغين مقارنةً بالأطفال الصغار. وفي المقابل، تحصل “الكوابيس” في أثناء مرحلة “نوم حركة العين السريعة”. ولدى البالغين، هي أكثر شيوعاً نسبياً مقارنةً بـ “هلع النوم الليلي”. ويوضح أطباء «مايوكلينك» بالقول: “تكون نوبات الهلع في أثناء النوم حالاتٍ من الصراخ أو البكاء والخوف الشديد، وفي بعض الأحيان تحريك اليدين والذراعين عندما لا يكون الشخص مستيقظاً تماماً. وعادةً ما تستمر نوبة الهلع في أثناء النوم من ثوانٍ إلى عدة دقائق، لكن قد تطول المدة أكثر من ذلك”.

اضطراب الكوابيس

ويوضّح الأطباء أنه ورغم أن الكوابيس شائعة، فإن اضطراب الكوابيس نادر نسبياً. ويحدث اضطراب الكوابيس عند تكرار حدوث الكوابيس؛ مما يسبب الضيق وصعوبة في النوم، ومشكلات في أداء الوظائف النهارية أو تولُّد خوفا من النوم. وتشير المصادر الطبية إلى أن الانتشار الحقيقي لـ “الكوابيس” و”اضطراب الكوابيس” غير مؤكد بسبب اختلاف المصطلحات والمعايير المستخدمة لتعريف الكوابيس عبر الدراسات الطبية المختلفة.

ومع ذلك، فمن الواضح أن حدوث كابوس عَرضيّ هو أمر شائع، وأن اضطراب الكوابيس أقل شيوعاً بكثير، خصوصاً لدى البالغين. ووفق الإحصائيات الطبية، يُبلّغ نحو 50 في المائة من الأطفال عن تعرضهم للكوابيس، ويُبلغ ما يصل إلى 20 في المائة عن تعرضهم للكوابيس بشكل متكرر. كما يُبلّغ نحو 85 في المائة من البالغين عن تعرضهم لكوابيس مرة واحدة على الأقل في السنة، ويبلّغ 2 إلى 6 في المائة عن تعرضهم للكوابيس بشكل متكرر.

دور التوتر وتناول الأدوية

يزداد حصول الكوابيس لدى الشخص خلال فترات التوتر النفسي. ويمكن أن تظهر مصاحبةً للمعاناة من تجارب نفسية صادمة، كما هو الحال في “اضطراب ما بعد الصدمة واسترجاع الذكريات، وتجنب ما يُذكِّر بالصدمة، واليقظة المفرطة، واضطراب النوم”.

كما قد تصاحب الكوابيس أعراض متعددة مرتبطة بحالة “اضطراب التوتر الحاد”، وهي حالة تستمر لمدة ثلاثة أيام على الأقل بعد الحدث الصادم ولمدة شهر. وأيضاً قد تحصل الكوابيس بمصاحبة تشخيصات لأمراض نفسية أخرى، بما في ذلك الاكتئاب.

وللتوضيح، ففي مرضى الاكتئاب، قد تُسهم التغيرات في بنية النوم، بما في ذلك قصر فترات تأخر دخول المرء في مرحلة “حركة العين السريعة”، وزيادة كثافة مرحلة “نوم حركة العين السريعة”، في زيادة معدل الأحلام والكوابيس المُزعجة. ولذا فإن الاكتئاب والاضطرابات النفسية الأخرى، قد تتسبب بحصول كوابيس متكررة وشديدة. وعندما تكون الكوابيس مجهولة السبب ومتكررة، فقد يرتبط الأمر بالأمراض النفسية، خصوصاً عندما ترتبط الكوابيس بتوتر أكبر في اليوم التالي. وتسلّط هذه الارتباطات الضوء على أهمية التدخل المبكر بالعلاج النفسي.

ق. م