بدأت بوادر صناعة السيارات بالجزائر تتجسد “رسميا” مع توقيع أول اتفاقية بين قطاع الصناعة مع رابع أكبر مجموعة لصناعة السيارات في العالم والتي تضم في حافظتها علامة “فيات” الإيطالية من طرف مدير التعاون الدولي بوزارة الصناعة، زين الدين بوسوسة، ومدير منطقة إفريقيا والشرق الأوسط بمجموعة “ستيلانتيس”، سمير شرفان، بحضور سفير الجزائر بإيطاليا وسفير إيطاليا بالجزائر، من أجل إنتاج أولى سيارات “فيات” المصنعة في الجزائر، في إطار إقامة مشروع يكون بالمنطقة الصناعية “طفراوي” بولاية وهران، على أن تكون متوفرة ابتداء من نهاية سنة 2023.
وصرح زغدار، على هامش توقيع الاتفاقية الإطار مع شركة “فيات”، من أجل إنجاز مشروع إنتاج سيارات سياحية ونفعية خفيفة بوهران (غرب الجزائر)، أنه “ابتداء من نهاية السنة المقبلة (2023)، سيمكننا الحصول على عدة أنواع من سيارات علامة “فيات”، مصنعة في الجزائر والتي ستكون متوفرة في السوق. وأضاف الوزير، قائلا: أن اختيار شركة “فيات” راجع إلى “التزام هذه العلامة بتحقيق انتقال تكنولوجي فعلي، وكذا نسبة إدماج تتوافق مع تطلعات الوزارة من أجل إقامة صناعة سيارات في مستوى الأهداف المسطرة”، مؤكدا بأن الجانبين سيعملان على أن يحققا في ظرف 5 سنوات، نسب الإدماج المتضمنة في هذا الاتفاق، مضيفا أن مفاوضات أخرى ستتم مع شركات في مجال المناولة، مع إعطاء الإمكانية لمؤسسات المناولة الإيطالية للتواجد في الجزائر من أجل المساهمة في زيادة نسبة الإدماج في السيارات المصنعة محليا. وأوضح زغدار، أن توقيع اتفاقية-إطار بين قطاع الصناعة والمصنع الإيطالي “فيات”، التابع للمجمع العالمي “ستيلانتيس”، لإقامة مشروع لتصنيع السيارات السياحية والنفعية الخفيفة بوهران، غرب الجزائر، يعد تجسيدا للعلاقات المتميزة بين الجزائر وإيطاليا. وخلال حفل التوقيع، الذي حضره كارلوس تافاريس، الرئيس المدير العام لمجموعة “ستيلانتيس” (Stellantis)، رابع أكبر مجموعة لصناعة السيارات في العالم والتي تضم في حافظتها علامة “فيات”، أوضح زغدار، أن الإمضاء الذي جاء “بعد مشاورات حثيثة تمت في الأيام القليلة الماضية بين الطرفين” ما هو إلا “تجسيد للعلاقات المتميزة التي تجمع بلادنا بإيطاليا، والتي نطمح من خلالها إلى المضي قدما في الشعب الصناعية الأخرى”. واعتبر، أن الجانب “الاستراتيجي” لتفعيل مشروع صناعة السيارات في الجزائر الخاص بمجمع “فيات”، والذي “يوليه رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أهمية خاصة بالنظر للإرادة المشتركة مع نظيره وصديقه، سيرجيو ماتاريلا، رئيس الجمهورية الإيطالية”، يندرج في إطار “رفع وتوسيع نطاق التعاون الاقتصادي بين البلدين، المعبر عنه بالإجماع خلال زيارة الدولة التي أجراها رئيس الجمهورية إلى إيطاليا مؤخرا”.
زغدار.. لن يتم قبول أي استثمار يكون مبنيا على عملية تركيب “فقط”

وبعد أن ذكر بأن العلاقات الاقتصادية والصناعية بين البلدين تعود إلى عقود مضت، وتتميز بـ”القوة والمتانة”، وهي في تقدم مستمر لتوسيع مجالات التعاون، ونظرا للتاريخ القوي لصناعة السيارات الذي تمتلكه شركة “فيات” (FIAT)، أوضح الوزير، أن الرؤية المستقبلية لتطوير هذه الشعبة في الجزائر تعطي أهمية بالغة لإقامة مشروع صناعي لها محليا، خاصة مع “ما قدمه هذا المصنع من التزامات لتحقيق نسب إدماج تستجيب لما نصبو إليه في استراتيجية تطوير هذه الشعبة” وذلك على “المدى القريب”، مضيفا بأن وزارة الصناعة ستسعى إلى وضع أسس قوية لتطوير شعبة صناعة السيارات بالشراكة مع شركاء “ذوي خبرة كبيرة” في هذا المجال، والذين سيساهمون في الرفع من نسبة الصناعة في الدخل الوطني الخام بشكل كبير في السنوات الخمس المقبلة، من خلال شراكة رابح-رابح. ومن أجل ذلك، سيقوم قطاع الصناعة بالسهر على التجسيد الفعلي لهذه المشاريع من خلال مرافقة حثيثة لها، بعد أن اختار “أول تحدي” توقيع هذا الاتفاق الذي تم من خلاله وضع خارطة طريق للتسريع من وتيرة إنجازه ودخوله حيز الإنتاج في “مدة قياسية”، وسيسمح هذا، يتابع الوزير، للمواطن والمؤسسات الاقتصادية من اقتناء سيارات بالمعايير العالمية من جهة، وخلق قيمة مضافة في اقتصادنا الوطني من جهة أخرى. وذكر في هذا السياق، بأن شروط ممارسة هذا النشاط قائمة أساسا على خلق الثروة من خلال إدماج منتوجات محلية الصنع في السيارات المصنعة، لتبلغ في المدى القصير نسبا تتوافق مع ما ستستثمره الدولة لتوفير المناخ المناسب للمصنع، مؤكدا أنه “لن يتم اعتماد مشاريع صناعية في هذه الشعبة مادامت لا تستجيب إلى هذا الشرط الرئيسي”، الذي وجدنا “استجابة قوية” عند الشريك الإيطالي لتحقيقه. ووعد زغدار، بأن يتبع إطلاق هذا المشروع إطلاق مشاريع أخرى “في المستقبل القريب” تستجيب إلى نفس مقاييس الإدماج والقيمة المضافة، مشددا على أنه “لن يتم قبول أي استثمار في صناعة السيارات يكون مبنيا على عملية تركيب بسيطة فقط”. وذكر، بأن الجزائر تمتلك كل المؤهلات التي تجعلها قطبا صناعيا في هذا المجال، من سوق وموقع جغرافي ويد عاملة مؤهلة والطاقة بأسعار تنافسية وغيرها، مؤكدا انخراط الوزارة في مرافقة كل ما هو خلاق للثروة وتقديم كل المساندة والدعم لكل مستثمر نزيه في مشاريعه الصناعية، معبرا عن أمله في أن يشكل هذا التوقيع “انطلاقة قوية لمرحلة صناعية ببلادنا، في مجال صناعة السيارات، بمساهمة الشريك الإيطالي”.
الرئيس المدير العام لمجموعة “ستيلانتيس”.. لن تختلف سيارات “فيات الجزائر” عن تلك المصنعة في أماكن أخرى من العالم

في هذا الصدد، صرح الرئيس المدير العام لمجموعة “ستيلانتيس” Stellantis، التي تضم محفظتها العلامة التجارية الإيطالية “فيات”، كارلوس تافاريس أن مجموعة “فيات” الايطالية لصناعة السيارات التي وقعت الخميس على اتفاقية-إطار مع وزارة الصناعة لتصنيع مركباتها في الجزائر تنوي “تقديم أفضل ما لديها” للمستهلكين الجزائريين، قائلا أنه “لن تختلف سيارات فيات التي سيتم تصنيعها في المنطقة الصناعية طفراوي بولاية وهران عن تلك المصنعة في أماكن أخرى من العالم”، مؤكدا أن “المستهلك الجزائري سيكون له نفس طراز السيارات ونفس التكنولوجيات”. وبالنسبة للمجموعة، فإن “المهمة واضحة جدا: مع علامة فيات، سنقدم للمجتمع الجزائري أفضل ما لدينا حتى نوفر للجزائريين تنقلا آمنا ونظيفا وبأسعار معقولة”، حسب قوله، موضحا أن شركة فيات ستقدم للجزائر “النماذج والمنصات والتكنولوجيات”، مضيفا أن المجموعة قد أدركت تماما “مصلحة الجزائر المتمثلة في التوجه بأسرع ما يمكن نحو الاندماج المحلي على أعلى مستوى ممكن” وهي المصلحة التي يتقاسمها حسب قوله. كما صرح المسؤول الإيطالي يقول، أن هذا الاندماج “سيتطور تماشيا مع تطور السوق وتطور حصتنا في السوق أيضا”، معتبرا أن السوق الجزائرية تتمتع “بإمكانيات هائلة”، واسترسل قائلا “إنه لشرف وسعادة وفرصة أن أكون في الجزائر مع فرق كان عملها متناسقا للغاية مما يبشر بمستقبل مشرق نظرا لجودة العلاقة المؤسسة خلال الأسابيع الماضية”. يجدر الإشارة، أنه بموجب هذه الاتفاقية-الإطار الموقعة ستقوم الشركة الإيطالية، بإقامة مشروع لصناعة وإنتاج مركبات علامة “فيات” في الجزائر وتطوير الأنشطة الصناعية وخدمات ما بعد البيع وقطع الغيار لهذه العلامة.
سامي سعد


















