بدأت محلات بيع الحلويات التقليدية في الجزائر تحضيراتها لاستقبال عيد الفطر، وسط تفاوت في أسعار سلعها من محل إلى آخر، حسب الجودة والمكونات التي تدخل في صناعتها، حيث تشهد حالياً ازدحاماً ملحوظا حتى ساعات متأخرة من الليل.
ففي الوقت الذي تشهد المنافسة أوجها بين حرفي صناعة الحلويات الشرقية والتقليدية الجزائرية، على مواقع “التواصل الاجتماعي”، فإن سوق لوازم الحلويات باتت تعج بمختلف الأصناف للمكونات الغذائية التي تصنع منها حلوة العيد، والمستلزمات والوسائل ومواد التغليف المستعملة في تحضير هذه الأخيرة.
المكسرات.. الأغلى ثمنا
وعن أسعار مستلزمات حلويات العيد، قال أحد الباعة إن أغلب السلع ذات صنع محلي، حيث تبقى المكسرات وحدها هي الأغلى ثمنا لأنها مواد مستوردة، موضحا أن سر تنوع وتعدد وكثرة مواد التغليف والمواد الغذائية المطلوبة لصناعة الحلويات، يرجع إلى زيادة في الإنتاج المحلي لمثل هذه المستلزمات.
وأكد الكثير من تجار مستلزمات حلويات العيد، أن أسعار بعضها عرف انخفاضا بنسبة 20 بالمائة مقارنة بالسنوات الماضية، وهذا بعد دخول الكثير من المؤسسات المصغرة المنتجة لمثل هذه السلع، في منافسة محلية، ومن خلال توزيع ما يصنعون عبر الأسواق.
ولكن جولتنا الاستطلاعية كشفت أن أكثر العائلات تكتفي بالفول السوداني، بينما باتت تهتم بالشكولاطة البيضاء والسوداء والبنية، التي يدور سعر العلبة منها في حدود 250 دج، إضافة إلى أشكال الزينة من الورود الطبيعية والاصطناعية، والقطع المشكلة بمواد غذائية، بعد أن تم الترويج لحلويات “البريستيج”، عبر منصات التواصل الاجتماعي.
لا مفر من الحلويات
التقينا بالسيد “عمر” رب أسرة بمحل يوسف بالأبيار، قال إنه على استعداد تام لتلبية احتياجات الأسرة من حلويات العيد رغم الظروف المادية الصعبة التي يعيشها على حساب السلع الأساسية للأسرة، لكنه استطرد بالقول إن العادات والتقاليد الإجتماعية فرضت عليه تقديمها في المناسبات الإجتماعية كنوع للتعبير عن الفرح بالعيد، لتقول السيدة “فاطمة” ربة أسرة إن تقديم الحلويات في مثل هذه المناسبات واقع لا مفر منه، حتى لو دفعتها الظروف إلى الاقتراض لتلبية طلبات الأسرة في العيد، لتقديم الحلوى للضيوف رغم ارتفاع أسعارها بشكل كبير.
ومع وجود الأعياد وتعدد المناسبات السعيدة التي لم تعد تقتصر على فترة الصيف، وجدت ربات البيوت ضالتهن عند باعة الحلويات سواء في المحلات أو في البيوت لتصبح هذه الحرفة مع مرور الأيام تجارة قائمة بذاتها تشهد إقبالا منقطع النظير من قبل النسوة اللاتي قررن ولوج هذا المجال وتعلم حرفة صناعة الحلويات.
فبين كل ما هو تقليدي كالبقلاوة والعرايش ومقروط اللوز والدزيريات والمخبز وما هو عصري، يمكن لصاحب الطلب اختيار ما يريد من الحلويات التي أدخلت عليها تعديلات كثيرة في الشكل والمحتوى من خلال استخدام تقنيات مستحدثة جعلت لكل طاهية بصمتها الخاصة التي تعرف بها في هذا الوسط الذي أصبح يعج بالصناع بعد أن كانوا يعدون على أصابع اليد الواحدة.
اقتناء الحلويات الجاهزة… الحل الأمثل بالنسبة للبعض
يتزايد عدد ربات البيوت اللواتي يفضلن اللجوء إلى شراء الحلويات الجاهزة أو تكليف الغير بإعدادها حسب الطلب، مبررات ذلك بعدم امتلاك الوقت الكافي خاصة إن كن عاملات.
وحول ذلك تقول “فريدة” التي التقيناها في أحد محلات بيع الحلويات بدالي ابراهيم إنها اعتادت منذ زواجها شراء حلويات العيد من هذا المحل الذي لا يبعد كثيرا عن بيتها، والذي يعرض أنواعا عديدة “تتميز بجودتها”.
وتضيف مبتسمة “لا أفشي سرا إذا قلت بأن حماتي سخرت مني في البداية بحجة أنه من غير المعقول أن نقتني الحلويات من الخارج مصنفة ذلك في خانة الكسل وعدم القدرة على تحمل المسؤولية، غير أنها أصبحت الآن إحدى الزبونات الوفيات لهذا النوع من المحلات”.
وترصد فريدة قبل حلول العيد ميزانية خاصة لشراء الحلويات تقدر بـ “نحو 5500 دينار” تعتبرها ثمنا بسيطا لشراء راحتها، حيث تؤكد “أدفع هذا المبلغ بكل سرور ومستعدة لدفع المزيد في سبيل تفادي هذا العبء الذي يمكن أن يمتد لعدة أيام”.
غير أن السبب وراء العزوف عن إعداد الحلويات منزليا يختلف عند “أمال” التي ستتبنى هذا الحل “مضطرة” بعد أن رزقت مؤخرا بتوأميها إلياس وجنان اللذين يأخذان كل وقتها ليلا ونهارا رفقة ابنتها البكر حنان التي لا تتجاوز سن الرابعة.
ل. ب