من أجل "الفال" وتعظيما لشعائر الله

حلويات العيد.. التقليد الذي لا تفوّته الجزائريات رغم الغلاء

حلويات العيد.. التقليد الذي لا تفوّته الجزائريات رغم الغلاء

تُقبل ربات البيوت والفتيات هذه الأيام على محلات بيع لوازم الحلويات من أجل اقتناء مختلف الأغراض المتعلقة بحلويات عيد الفطر واللوازم التي تدخل في تحضيرها، فبالرغم من أن الأسعار جد مرتفعة غير أنها لم تمنع الجزائريات من الإقبال وبغزارة على شراء ما يلزمهن لتجهيز تشكيلة متنوعة من الحلويات على اعتبار أنه لا نكهة لـ “العيد الصغير” تحديداً دون حلويات تزين موائدهن.

 

لهيب الأسعار لا يمنع عن الجزائريات صنع الحلويات

بالرغم من أن مصاريف رمضان وكسوة العيد أنهكتا ميزانيات معظم الأسر الجزائرية بسبب لهيب أسعار مختلف المواد في السوق الوطنية، إلا أن ربات البيوت والشابات أبين إلا أن يحتفلن بعيد الفطر المبارك على طريقتهن، وذلك عبر تحضير تشكيلات متنوعة وثرية من الحلويات كما جرت عليه عادتهن كل سنة.

وتشهد المحلات المتخصصة في بيع لوازم الحلويات إقبالاً كثيفاً من السيدات خلال هذه الأيام من شهر رمضان الكريم، بهدف شراء المطلوب لإعداد حلويات العيد.

 

ليلة القدر، ليلة الشروع في تحضير الحلويات

عادة ما تشرع النسوة في الجزائر بتحضير أولى أنواع الحلويات ابتداءً من ليلة القدر المباركة، حيث تختار ربات البيوت هذه المناسبة الدينية العظيمة للشروع بتحضير حلويات العيد تيمُّناً بها، وغالبا ما تفضل المرأة وقت ما بعد الإفطار لتحضير حلوياتها وإلى غاية منتصف الليل، وتبقى ربة البيت على حالها إلى غاية ليلة العيد، فإذا أعلنت لجنة الأهلة أن العيد يكون صبيحة اليوم الموالي، تتوقف كل واحدة وتكتفي بما صنعته طيلة 3 أيام، وتصنع أغلب العائلات ما بين 6 إلى 12 نوعاً مختلفا بين الحلويات التقليدية والعصرية.

 

أسعار ملتهبة تنفر الزبون

في جولة قادت “الموعد اليومي” إلى أحد الأسواق بضواحي العاصمة، أين التقت ببعض من أصحاب محلات بيع لوازم الحلويات، أقر “فوزي” وهو صاحب محل بأن أسعار مستلزمات صناعة الحلويات هذه السنة مرتفعة جدا بالمقارنة بالعام الماضي، حيث ارتفع سعر الكيلوغرام الواحد من الفول السوداني من 400 دينار جزائري إلى 700 دينار، بينما قفز سعر جوز الهند من 600 دينار فقط العام الماضي إلى 900 دينار دفعة واحدة هذه السنة، وهي زيادة خيالية نفّرت العديد من الزبونات.

أما “رمزي”، بائع آخر، هو الآخر أكد أن ارتفاع الأسعار أدى إلى تذمر زبوناته وتراجع طلبهن على مختلف المواد التي تدخل في صنع حلويات العيد، وهو ما جعل عدداً من ربات البيوت يتعاملن مع الباعة المتجولين الذين نصبوا طاولاتهم بمداخل مختلف الأسواق؛ إذ عادة ما تكون الأسعار لدى هؤلاء أقل منها لدى التجار النظاميين، لأنهم لا يدفعون الضرائب ولا إيجار المحال.

فما يميز الأيام الأخيرة من شهر الرحمة الانتشار الواسع للتجار الفوضويين بكل الأسواق الجزائرية الذين يعرضون لوازم الحلويات بأسعار أقل، كالفول السوداني والجوز والبندق والعسل والخميرة والطحين… وكذلك لوازم تغليف الحلويات.

ورمى جل الباعة بكل اللوم على تجار الجملة الذين حسب من التقيناهم يحسنون ممارسة المضاربة ويتحكمون في السوق، كما يريدون، ويبيعون بالأسعار التي تحلو لهم من خلال التحكم في تدفق السلع إلى تجار التجزئة برغم أنها وفيرة وليس هناك أية نقص فيها.

 

رغم التنوع تبقى حلوياتنا سيدة الحلويات

بالرغم من أن مائدة العيد الجزائرية أصبحت تتزين بالحلويات التقليدية والعصرية الوافدة من مختلف البلدان العربية والإسلامية، فإن هناك أنواعاً محددة يمكن اعتبارها وبلا منازع “سيدة مائدة حلويات العيد بالجزائر” على غرار البقلاوة، المقروط والتشاراك، التي يحرص الأزواج على تناولها كل صباح مع القهوة إلى أن تنفذ، وتحرص أغلب العائلات الجزائرية على صنع هذه الأنواع على الأقل إذا تعذّر عليها صنع المزيد لقلة ذات اليد، ولا تكاد تخلو منها أية مائدة في أيام العيد لمذاقها الحلو وغناها بالسكريات.

 

تبادل الحلويات العادة المتأصلة

ما يميز عادات الأسر الجزائرية صبيحة عيد الفطر من كل سنة تبادلُ الحلويات فيما بينها، حيث ترسل صحوناً مليئة بمختلف الأنواع إلى بعضها البعض، وهو ما يدفع عادة العائلات الجزائرية لصنع تشكيلة متنوعة من حلويات العيد بغرض إهدائها للجيران والأقارب ولو اضطرت للاستدانة من أجلها، حتى لا تشعر بالحرج والنقص في اليوم الذي فرض أن يكون يوما للفرحة والبهجة .

ق. م