“حليم الرعد” يمثل الجزائر في مهرجان جربة للفيلم العربي

“حليم الرعد” يمثل الجزائر في مهرجان جربة للفيلم العربي

تم اختيار الفيلم الروائي الطويل “حليم الرعد” لبن عبد الله محمد لتمثيل السينما الجزائرية في الدورة الثانية لمهرجان جربة للفيلم العربي بتونس المقررة من 18 إلى 24 جوان الجاري.

و”حليم الرعد” أول فيلم عن مرض التوحد في الجزائر، وفيه يطرح المخرج تفاصيل مستوحاة من الحقيقة عن حياة حاملي هذا المرض والمخاطر التي تهددهم بكثير من الواقعية والإقناع.

ويأخذ المخرج في هذا العمل الروائي الأول له بعد ثلاثة أفلام قصيرة وهي “برمودا” و”سأخبر الله بكل شيء” و”ذهينيز”، الجمهور إلى نموذج ليوميات الأطفال المصابين بالتوحد التي تتسم بنظرة المجتمع السلبية والتنمر والاحتقار الذي يتعرضون إليه، رغم أنهم يعانون في صمت، كما يعرج على معاناة المرأة التي تعيل ابنها الوحيد المصاب وسط مجتمع يحترم القوي ويعتدي على الضعيف.

وتدور أحداث الفيلم الذي يندرج ضمن خانة الدراما الاجتماعية، على مدار 100 دقيقة ويغوص في يوميات حليم صاحب الـ25 عاما، وهو مصاب بالتوحد ويعيش رفقة والدته الأرملة في شقة متواضعة بالمدينة، حيث اعتاد البقاء لساعات طويلة ملتصقا بشاشة التلفاز لمشاهدة رسوم متحركة “المانجا” غير مدرك لما يدور من حوله ومنغمس في عالمه الخاص ولكنه حساس ويسعى دائما لأن يكون مثل قدوته، شخصية الرسوم المتحركة “هزيم الرعد” ليحمي كل الضعفاء.

وتستمر معاناة بطل الفيلم حليم، الذي أبدع في أدائه الممثل الشاب أنس تناح، عند خروجه للعب خارج المنزل أين يعاني من تنمر الصغار والكبار على حد سواء لجهلهم طبيعة مرضه، كما أنه يرفض أن يصبح رجلا ويفضل اللعب مع الأطفال الذين يعتبرهم أصدقاء لكنهم لا يبادلونه نفس الشعور ويتنمرون عليه ويضربونه.

كما سلط المخرج عدسة كاميراته على معاناة والدة حليم، التي برعت في تقمص دورها الممثلة دليلة نوار، بعد كل ما يسببه لها ابنها من مشاكل مع الجيران وأبناء الحي وهو يدافع عن نفسه، بالإضافة إلى مشاكلها الخاصة حيث تعمل بدورها منظفة وتتعرض للتحرش من طرف مسؤولها لكنها ترفض الإذعان لنزواته ما يتسبب في فقدانها لعملها، حيث تتفاقم الهموم على هذه المرأة التي تتلاشى كلما شاهدت علامات الضرب المبرح على ابنها الذي يتعرض له في الشارع وفي الملعب وحتى أمام باب شقتها.

ومن خلال تواتر الأحداث، يوضح المخرج رؤية المجتمع السطحية لمرض التوحد وطرق علاجه، حيث تشير جارة والدته بأخذه إلى بعض الشيوخ والمعالجين الروحانيين (الراقي) لمعالجته، لكن حليم يتعرض مجددا للضرب المبرح، لتتقبل والدته في الأخير فكرة عرضه على طبيب نفسي لمعالجته.

وشارك هذا العمل في العديد من التظاهرات السينمائية على غرار الدورة السابعة لمهرجان القدس السينمائي الدولي بغزة بفلسطين نهاية 2022 والدورة الرابعة لمهرجان سينيمانا الدولي بمسقط بسلطنة عمان شهر فيفري الماضي.

وتعقد الطبعة الثانية لمهرجان جربة للفيلم العربي تحت شعار “بالسينما نرتقي ونلتقي”، وسيسلط المنظمون خلالها الضوء على السينما السورية التي تحل ضيف شرف.

وينظم مهرجان جربة للسينما العربية، الذي أسسته جمعية محلية، تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية التونسية وهيئات تونسية أخرى.

ب\ص