في الحروب تتجلى الحقائق والمواقف أكثر من أي وقتٍ آخر، ويصبح من الصعب على الكثيرين أن يثبتوا على موقف، ويبرز هنا دور بعض القادة في الوقوف على ثغر الدفاع عن الحق، وهذا ما تثمنه الكثير من التحليلات على مواقع إعلامية.
وكان لموقف كل من تبون وأردوغان، حصة الأسد.. فلقد تم الإشادة بموقف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، حيث شبه وصف الفلسطينيين بـ”الإرهابيين” بما كان يصف به المستعمرون الفرنسيون الجزائريين إبان ثورة التحرير (1954-1962)، مشددا على أن “الفلسطينيين ليسوا إرهابيين ولن يكونوا إرهابيين.. ومن يدافع عن الحق والأرض وعن وطنه ليس إرهابيا”. وأشار تبون، إلى مقولة العربي بالمهيدي، أحد قادة الثورة، الذي هاجمه الفرنسيون بعد أسره في 1957، بسبب استعمال الثوار الجزائريين القنابل التقليدية المخبأة في قفف وحقائب نسائية، وتفجيرها في حانات ومقاهي يرتادها المستوطنون فرد عليهم “أعطونا طائراتكم نعطكم قففنا”. وعلى نفس خطى الرئيس الجزائري، سار الرئيس التركي مصرحا: “حماس، ليست منظمة إرهابية، إنما مجموعة تحرر ومجاهدين تكافح من أجل حماية أراضها ومواطنيها”، تصريح لافت للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كسر به محاولات كيان الاحتلال الإسرائيلي وداعميه الغربيين شيطنة “المقاومة الفلسطينية” على غرار ما تعرضت له أغلب حركات التحرر العالمية التي عادة ما وصمتها القوى الإمبريالية بـ”الإرهاب”. فاتهام أي حركة تحرر بـ”الإرهاب” يكون عادة مقدمة لارتكاب أبشع الانتهاكات في حق عناصرها والشعب الذي تنتمي إليه. ويشمل ذلك القتل العشوائي والتعذيب واستعمال الأسلحة المحرمة دوليا والتهجير، بل يصل إلى مرحلة “الإبادة” كما حصل للهنود الحمر في القارة الأمريكية.










