قررت مصالح ولاية العاصمة الاعتماد على التجربة الإيطالية لتجاوز المشكل الذي صادف القائمين على أشغال الحفر على مستوى منطقة القصبة لإتمام انجاز مشروع الميترو، بعدما تم اكتشاف كنوز أثرية يعود تاريخها إلى
أكثر من ألفي سنة والقائم على تحويل مسارها تفاديا لتحطيمها.
وتوصلت نفس المصالح إلى طريقة لحماية الكنوز الأثرية التي تم اكتشافها في أعقاب أشغال الحفر المتعلقة بمشروع خط الميترو الذي يخترق بلدية القصبة، واختارت الاستعانة بالتجربة الإيطالية الأقل تكليفا مقارنة بالتجارب الأخرى القائمة على تحويل مسار الميترو لعدم المساس بهذه الكنوز إلى حين استخراجها كمرحلة غير مستعجلة مقارنة بالميترو الذي يترقبه سكان القصبة وما جاورها بفارغ الصبر لفك عقدة الاكتظاظ والضغط.
وحسب مصادر مطلعة، فإنه تم مباشرة الأشغال بالتنسيق مع المؤسسة الإيطالية، ذات الخبرة في مجال التنقيب عن الآثار في المدن المزدحمة، ونجحت في قطع أشواط كبيرة بالنظر إلى تاريخ الاتفاق الذي يتطلب من خبراء جزائريين التنقل إلى الدول الأوروبية للإطلاع على أهم الطرق وأقلها تكليفا لإتمام انجاز المشروع الذي لطالما أثار تعليق أشغاله قلق السكان الذين تخوفوا من انتهاء مساره بساحة الشهداء خاصة بعد التأكد من استحالة إتمام المشروع كما كان مخططا له سابقا، في ظل العثور على هذه الكنوز الأثرية التي يعود بعضها إلى 2000 عام والبعض الآخر إلى عصور إسلامية وتركية، وأن الجهات المكلفة به ستعمد في هذا الإطار إلى تغيير المخطط كليا، وليس إلغائه.
وأضافت ذات المصادر أن الاختيار انحصر بداية بين التجربة الإيطالية وكذا اليونانية اللتين تملكان خبرة كبيرة في هذا المجال وتم اختيار التجربة الإيطالية، لأنها الأسهل والأقل كلفة، وهي تعتمد على تحديد كلي لمنطقة الآثار المدفونة، ثم رسم طريق جديد آخر يتفاداها، في حين أن التجربة اليونانية تعمل على استخراج تلك الكنوز بطريقة معقدة تستهلك وقتا طويلا حتى لا تتحطم القطع الدفينة، دون أن تغير مسار الميترو، واعتماد الطريقة اليونانية سيكلف الجزائر سنوات إضافية كثيرة، فضلا عن الكلفة المادية، وعدم امتلاك الجزائر لمثل هذا النوع من الخبراء الفنيين.