احتضنت ولاية غرداية، الأحد، لقاء تفاعليا جمع ممثلي الجمعيات والفاعلين المحليين مع رئيسة المرصد الوطني للمجتمع المدني، الدكتورة ابتسام حملاوي، في محطة جديدة ضمن جولة المرصد الرامية لتعزيز الحوار المباشر مع مكونات المجتمع المدني عبر مختلف ولايات الوطن.
وفي كلمتها الافتتاحية، عبرت حملاوي عن سعادتها الغامرة بتواجدها في هذه المنطقة العريقة، معتبرة أن غرداية ليست مجرد ولاية جزائرية، بل صرح من صروح التاريخ الوطني، ورمز لوحدة الشعب وتماسكه. وشددت على أن اللقاء يأتي في إطار تجسيد توجيهات رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الذي أراد من خلال إنشاء المرصد الوطني للمجتمع المدني فتح فضاءات حقيقية للتشاور، وإشراك فعاليات المجتمع في صنع القرار الوطني. وأكدت الدكتورة حملاوي، أن التحديات التي تواجه الجزائر اليوم، داخليا وخارجيا، تفرض تضافر الجهود وتعزيز اليقظة والوعي الجماعي، مشيرة إلى أن دور المجتمع المدني لم يعد مقتصرا على النشاط الخيري أو المناسباتي، بل أصبح ركيزة أساسية في الدفاع عن السيادة الوطنية، وتحصين الجبهة الداخلية، ومرافقة جهود الدولة في البناء والتحديث.
فضاء للتفكير والحوار والاستشراف
وقدمت رئيسة المرصد رؤيتها لمكانة المجتمع المدني في المنظومة الوطنية الجديدة، معتبرة أن “المرصد منصة حيوية ومفتوحة لكل الطاقات الخلاقة والأصوات الصادقة التي تسعى إلى خدمة الوطن”. وأوضحت أن اللقاءات التفاعلية كالذي شهدته غرداية، تهدف إلى إنضاج الأفكار، وتبادل الآراء، وتقديم مقترحات عملية تسهم في رسم توجهات مستقبلية تعكس تطلعات المواطنين، مضيفة: “نحن هنا اليوم للاستماع، لا للإلقاء، وللتحاور لا للتلقين”. ودعت حملاوي، إلى استغلال كل الوسائط والمنصات الرقمية الحديثة لخلق تواصل فعّال بين المجتمع المدني والمؤسسات، مؤكدة أن المرصد وضع تحت تصرف الفاعلين منصة رقمية حديثة لتقديم الانشغالات والاقتراحات بشكل مباشر ومنتظم.
دور محوري في مواجهة المغالطات
وفي سياق متصل، حذرت حملاوي من الحملات الدعائية التي تستهدف الجزائر وتاريخها ومؤسساتها، مشددة على ضرورة اضطلاع المجتمع المدني بدور محوري في التصدي لها، وفضح زيفها بالحقائق والعمل الميداني والتواصل الفعّال، و”ذلك عبر تطوير الخطاب الجمعوي ليكون أكثر تأثيرا، سواء داخل الوطن أو في أوساط الجالية بالخارج”.
تجاوب محلي ومداخلات ثرية
حيث عرف اللقاء، مشاركة واسعة من ممثلي المجتمع المدني المحلي، الذين عبّروا عن ارتياحهم لهذه المبادرة التشاورية، وقدموا جملة من الانشغالات والتوصيات المتعلقة بالبيئة، الشباب، التراث، والهوية المحلية. وقد لقيت تدخلاتهم تفاعلا إيجابيا من الدكتورة حملاوي، التي وعدت برفع المقترحات للجهات المختصة، مع تأكيدها على “مواصلة المرافقة والإنصات وتيسير سبل العمل الميداني الجاد والمسؤول. كما جددت رئيسة المرصد دعوتها إلى جميع مكونات المجتمع المدني من جمعيات وأعيان وناشطين إلى مضاعفة الجهود، والتحلي بالمسؤولية التاريخية تجاه الوطن، قائلة: “أنتم جزء لا يتجزأ من معادلة الأمن والاستقرار والتنمية، ومن دونكم لن تكتمل صورة الجزائر الجديدة.
إيمان عبروس