حوّلوا جلسة المناقشة إلى طرح انشغالات المواطنين… نواب عجزوا عن مناقشة مخطط الحكومة !

elmaouid

الجزائر- لم يعط بعض نواب المجلس الشعبي الوطني اهتماما كبيرا لمخطط عمل الحكومة، حيث عرفت جلسة المناقشة في ثاني أيامها غيابا معتبرا من النواب المسجلين للتدخل لإبداء أرائهم  حول المخطط،

بالإضافة إلى خروج بعض النواب الآخرين عن مضمون الجلسة.                                                                                     

ظهر جليا عجز بعض نواب البرلمان عن مناقشة المخطط الذي جاء به الوزير الأول أحمد أويحيى، حيث وبالرغم من أن الجلسة العلنية ليوم الإثنين، كانت مخصصة لمناقشة “طريق” عمل الحكومة، إلا أن ذلك لم يمنع بعضهم من تغيير مسار الجلسة وتحويلها إلى جلسة لطرح النقائص الموجودة في كل ولاية يمثلونها، الأمر الذي يعيد طرح تساؤلات جادة عن مدى مستوى هؤلاء النواب ومدى إمكانية أداء المهام المنوطة بهم على أحسن وجه.  

على النقيض، تباينت أراء بعض النواب حول مخطط عمل الحكومة، حيث رحب البعض بفحوى المخطط فيما اعتبر البعض الأخر أنه مخطط فاشل لن يقود الجزائر لتجاوز الأزمة الاقتصادية كما صرح الوزير الأول.

وفي هذا الصدد، ثمن النائب عن “الأرندي” فرحات شابح مخطط عمل الحكومة، مشيرا إلى أنه توجد إرادة صريحة في هذا المخطط للخروج من الأزمة الاقتصادية وتفادي اللجوء إلى الاستدانة الخارجية، علاوة على أن الدولة مصرة على مواصلة سياسة الدعم الاجتماعي بالرغم من الأزمة الاقتصادية وهو ما يعطي مصداقية أكثر لها.

ويرى النائب هشام رحيم من الأفلان أن هناك من يشككون ويبعثون برسائل اليأس للتشويش على الحكومة ومخططها، مشيرا إلى أنه مهما قيل عن التمويل غير التقليدي فإن هذا النهج قد اعتمد من طرف دول قوية.

وقال النائب عن الاتحاد من أجل النهضة والعدالة  البناء، ناجي تامرابط، “إن لجوء الحكومة إلى التمويل غير التقليدي يعتبر طامة كبرى، حتى و لو كان ذلك أمرا ظرفيا”.

واعتبر عبد الكريم بن عمار من جبهة المستقبل، أن “مخطط العمل مجرد وثيقة فضفاضة لا تحمل أليات واضحة لتجاوز الأزمة الاقتصادية”، مضيفا أن” الاعتماد على التمويل غير التقليدي ليس في محله ولا يتماشى مع ظروف الجزائر ولا يمكن مقارنته بالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا لأن الجزائر تعتمد على الريع البترولي فقط”.  وقدم  النائب ذاته حلولا بديلة عن التوجه  نحو طباعة الأموال ، مستطردا” يجب علينا التوجه إلى تغيير العملة للقضاء على الاقتصاد الموازي “.

وقالت بسمة عزوار من  الحزب نفسه إن هذا المخطط غير محدد بضوابط ومواعيد واضحة، وهو مجرد كلام موجه للاستهلاك، داعية في السياق ذاته إلى تطبيق التجربة التركية لحل الأزمة الاقتصادية، وقالت” لا يمكن أن نقارن إقتصادنا باليابان والولايات المتحدة الأمريكية، علينا بتكرار التجربة التركية من خلال إنشاء عملة جديدة”.

للإشارة ستتواصل تدخلات النواب إلى غاية هذا الثلاثاء، في حين سيخصص  الأربعاء لتدخلات رؤساء المجموعات البرلمانية، على أن يرد الوزير الأول على الانشغالات المرفوعة هذا الخميس مع عرض مشروع مخطط عمل الحكومة للتصويت في اليوم نفسه، بحسب الرزنامة المعدة.